تعلّمت من السيد (هنري كنزفتش) البريطاني، مدير مركز التدريب المهني في قلندية حيث كنت أتدرّب فيه وأقيم، ومن طريقته في جولته التفقدية على التلاميذ في غرف النوم أن لا أتجسس على أحد، وأن لا أقتحم خصوصية وخلوة أحد وأسراره، إذ لم يحاول مرة الدخول علينا خلسة، بل كان يطرق بعصاه التي لا تفارقه على بلاط الدهليز طرقات رتيبة نعرفها، فنستعد لاستقباله، نطفئ السجاير، ونخبئ أوراق اللعب، وندفع بأحذيتنا تحت الأسرّة، ونتشاغل بالقراءة، أو بالاستعداد للنوم.
كان ذلك في العام 1953، وكنت في 13 من عمري.!!
صباحكم فرح وصحة وأمان..