راما و حكاية البيت السحري
قَبل موعد النوم بقليل, و بعدَ أن تناولت راما عشاءها, و قامت بتنظيف أسنانها, و قبَّلت والديها ثمَّ أغلقت باب غرفتها و توجَّهت نحو سريرها بعد أن أطفأت مصباح الغرفة الكبير, و اكتفت بإضاءة المصباح الصغير قرب سريرها, و بدأت بقراءة قصة ( هانسل و غريتل) و هي مستمتعة.
كانت هذه القصة تحكي عن ولدين صغيرين تركهما والدهما في الغابة تحت إلحاح زوجته الجديدة الشريرة, و بعد أن تاه الصغيران في الغابة عثرا فيها على منزل مصنوع من الحلوى و الشوكولاتة و الكعك اللذيذ, و كان هذا المنزل فخاً نصبته الساحرة لتصطاد به الأولاد التائهين في الغابة.
لم يحتمل قلب راما رؤية الصغيرين وحدهما, و خافت عليهما أكثر عندما اقتربا من منزل الساحرة, فقررت أن تقفز بسرعة داخل القصة, و تحذر الولدين من هذا الفخ, بعد أن تقدم لهما قطعا من حلوى المنزل قبل أن تصل الساحرة إليه.
قفزت داخل القصة بخفة غير مهتمة بالمثل القائل : " أن من تدخل في ما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه " .
و حملت بعض قطع الحلوى التي اختارتها من المنزل بعناية , ثمَّ ذهبت مسرعة نحو الصفحة السابقة, و قدمت الحلوى ل(هانسل و غريتل), و جلست تخبرهما عن سر بيت الساحرة, و تحذرهما منه , ثم عادت إلى غرفتها سعيدة بعد أن احتفظت لنفسها ببعض القطع اللذيذة, و أكلتها ثم نسيت أن تنظف أسنانها قبل أن تغط في نوم عميق .
في الغابة غضبت الساحرة كثيرا عندما تأخر وصول (هانسل و غريتل) إلى منزلها, ازداد غيظها بعد أن أخبرها الغراب الأسود بما فعلته راما, فقررت أن تركب مكنستها و تبحث عن راما لتقوم بمعاقبتها .
و استطاعت الساحرة أن تجد راما بسهولة فقد كانت رائحة الحلوى تفوح من فمها بقوة.
و في غرفتها صرخت الساحرة بصوتها الأجش قائلة :
- أيتها الفتاة الفضولية .. لقد ابتعد الولدان عن بيتي الجميل .. و لم يعد هناك قصة يستطيع الأولاد قراءتها بمتعة.. لقد دمرت القصة .
قالت راما بخوف :
- لا تقلقي أيتها الساحرة, سأصلح الأمر و سأقنع( هانسل و غريتل) بالعودة إلى بيتك .
هدأت الساحرة قليلا و قالت :
- لا بأس إن كنت ستفعلين , و لا تنسي أن تعيدي لمنزلي قطع الحلوى الناقصة أيضا.
كانت راما متعبة و هي تقنع هانسل و غريتل أن وصولهما إلى بيت الساحرة سيجعل قصتهما أكثر جمالا و متعة, و لكنها أخبرتهما بسر الساحرة خفية, و أخبرت غريتل أنها من سيحرق تلك الشريرة في الفرن الكبير و ينقذ الأطفال منها, ولكنها كانت حزينة أيضا و هي تشتري بكل ما معها من نقود بعض قطع الحلوى التي لن تتناول منها , بل ستلصقها ببيت الساحرة التي جلست تنتظر الأولاد من جديد.
مما نشرته في مجلة أجيال الإلكترونية
عبير النحاس