شباب بين نارين: سعير التطرف، وجحيم الانحلال!!
الشباب هم درع الأمة في حاضرها، وأملها المرجو لمستقبلها وباستقامتهم ؛ تستقيم جميع الأمور، وهم بالنسبة للأمة كالقلب بالنسبة للجسد إذا صلحوا؛ صلحت الأمة كلها وإذا أصيبوا؛ أصيبت الأمة في أعز ما تملك؛ لذلك يجب على ولاة الأمور، وقادة الفكر والرأي، والمهتمين بقضايا الأمة أن يولوا الشباب رعاية خاصة؛ حتى لا تغرقهم أمواج التطرف، أو يجرفهم تيار الانحلال، فشبابنا أصبحوا فريسة لهذين التيارين (جحيم التطرف، وسعير الانحلال) وكلاهما أشد وأخطر من الآخر فالتطرف: خروج عن تعاليم الإسلام الصحيحة، ومفاهيمه الأصيلة باسم الدين، والانحلال: تحلل من تعاليم الدين، وانسلاخ عن أخلاقياته، فالتياران خارجان عن آداب الإسلام مدمران لأتباعهما؛ فالتيار المتطرف يحاول دائما اجتذاب الشباب وجره إلى هذا المنعطف الخطير وإقناعه بأن ما يرتكبه البعض من حوادث إرهابية، وجرائم اجتماعية هي من الدين ولأجل الدين، وإذا ما نظرنا إلى حوادث العنف الإرهابية وجدنا أن معظم بل كل من قاموا بها من الشباب؛ وتلك قاصمة الظهر الكبرى؛ دماء تراق، وأطفال تيتم، وأسر تشرد، كل ذلك باسم الدين . أما عن قاصمة الظهر الأخرى؛ فإنها تأتى من الجانب المنحل عن الدين، المنسلخ عن أخلاقياته وآدابه؛ وذلك بإغراء الشباب، وإغراقهم في مستنقع الشهوات والملذات الآثمة المحرمة، والدفع بهم إلى مهاوي الفجور والانحلال؛ حتى يفقدوا هويتهم الإيمانية وطابعهم العربي والإسلامي. وقد حاول هذا التيار المنحل إغراق الشباب في تيار المخدرات بأنواعها وصنوفها، وسلطوا عليهم الإدمان؛ ليعيشوا أسرى تلك المخدرات اللعينة، ويفقدوا شخصيتهم، وهويتهم العربية والإسلامية . أليست هذه القبائح تعد جرائم كبرى في حق الشباب ؟!!
وما حدث من ارتكاب الشباب لجملة من حوادث الاغتصاب، وعبادة الشيطان، وتمرد على الأهل والمجتمع، وغير ذلك من الحوادث المختلفة؛ تدل على أن هذا التيار يقصد تدمير الشباب؛ وتعويقه عن خدمة نفسه ووطنه .
أيها السادة : إن التيارين مؤثران بالفعل، وجنايتها ليست عائدة على الشباب فقط إنما على المجتمع بأثره؛ فلينتبه الشباب لما يحاك له، ولينتبه كذلك المسئولون ليضربوا رؤوس الأفاعي؛ التي تبث سمومها في عقول ووعي وفكر شبابنا، وليبتروا تلك الأصابع التي تحركهم في الخفاء نحو التطرف، أو الانحلال. حمى الله شبابنا من كل سوء، وجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله الموفق والمعين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
سيد سليم
عن واتا