إلى الجذوة التي أوقدت ربيع الثورات العربية ضد الطغيان
إلى روح محمد البو عزيزي في مرقده في .....، والذي أرجو من الله أن ينوِّلَني شرف زيارة قبره هناك
قُمْ يا فتى
فلقدْ هَوَتْ من هَولِ نارِكَ سُدَّةُ الطُّغيان
قم يا فتى .. ألقِ النَّظَر
فلقدْ تَغَيَّرَتِ الصُّوَر .. كلُّ الصّور
ولقد تأنسنتِ البَشَر
مِنْ بعدِ ما طالتْ غَياباتُ الزنازينِ على من هَدَّهُم تعبُ السُّكون
مِنْ بعدِ ما صَدِئتْ على أقدامهمْ أصفادُها
وسياطُ جلّاديهُمُ انكفأتْ ندوباً كالنياشينِ على أجسادِهم آثارُها
مِنْ بعدِ ما انحسرتْ بِهِمْ آفاقُهُمْ في جوفِ جُدرانِ السُّجون
مَضَتِ السِّنُون
وترَحَّلَتْ أضغاثُ ذاكَ الحُلْمِ وانشَقَّ القَمَر
قُمْ يا فتى
فقدِ انقضى ذاك الزمانُ وهُدِّمتْ فيه الجُدُر
قم وانظُرِ الريحانَ قدْ ملأ الروابيَ والبوادي
وتفتَّحَتْ أكمامُ تلكَ الوردةِ البيضاءِ في كلِّ الأيادي
وتفَتَّقتْ كالسِّحرِ في مليونِ حُنْجُرةٍ شَجيَّة
في تونسَ الغرَّاءِ في الفسطاطِ في الزِّنتانِِ، في صنعاءَ في حُمصَ العديَّة
بحناجِرٍ صدَّاحةٍ، جليَّةٍ بهيَّة
هُتافُها "الحُرِّية" .. هُتافُها "الحُرِّية"
9/1/2012