الزئبق وانواعة واستخداماته
الصناعيه واضرار صحيه
تتألف البيئة بما فيها من أحياء حيوانية ونباتية ، من عدد محدود من العناصر الطبيعية ، والمركبات الناتجة عن الاتحاد الكيمياوي فيما بينها، والتي لبعضها أهمية بالغة في تكوين الجسم الحي أو في تنظيم عمله. هذه العناصر مرتبة في جدول يعرف بالجدول الدوري حيث اشتق هذا الاسم من التكرار في الخصائص الكيميائية مما يسهل وضعها ضمن مجاميع متشابهة . من هذه العناصر مجموعة تسمى بالمعادن الثقيلة ويعد الزئبق من أهم هذه المعادن الثقيلة فهو من العناصر غير شائعة الوجود في الطبيعة ، إذ يأتي تسلسله قبل الأخير بـستة عشر عنصراً في قائمة العناصر . وهو من أغربها في خواصه إذ إنه العنصر المعدني الوحيد ذو القوام السائل في درجة الحرارة الاعتيادية فضلاً عن قابليته للتبخر ، وهو فضي اللون متلألئ بشكل جذاب, عرفه الإنسان منذ آلاف السنين، حيث ورد ذكر هذا العنصر في مؤلفات أرسطو الذي كان يسميه الفضة السائلة. إلا أن أول وصف علمي له كان قد ورد في القرن الخامس عشر الميلادي .
وجوده في الطبيعة :
يوجد الزئبق في الطبيعة على شكل خامات تدعى السينابار الأحمر وأحياناً على شكل السينابار الأسود الذي يحتوى على كبريتيد العنصر. تكثر هذه الخامات في إسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وكندا والمكسيك . وفي عدد آخر من دول العالم، إلا أن أغنى خاماته هي التي تستخرج من إسبانيا، حيث تحتوى على 0.5 - 1.2% من وزنها زئبق. أما في المملكة، فيوجد في وادي ايتان بمنطقة المدينة المنورة ، كما يوصى الباحثون في مجال التعدين عن خامات الزئبق بالتنقيب عنه في الصخور البركانية الموجودة في الحرات بالمملكة.
خواص الزئبق:
يعد الزئبق مذيباً جيداً لبعض الفلزات كالذهب والفضة والبلاتين والنحاس واليوارنيوم والرصاص والصوديوم والبوتاسيوم.
الخواص الفيزيائية :
يتميز عنصر الزئبق باللون الفضي البراق ونظراً لانخفاض درجة انصهاره وارتفاع ضغطه البخاري فإن قوى التشابك بين ذراته تكون ضعيفة جداً. والزئبق منخفض اللزوجة على حين انه يتمتع بمقاومة كهربائية عالية. يذوب الزئبق في الماء وفي عدة مواد أخرى كالبنزين والهكسان والميثانول والرايكسان. وإذا وضع سائل الزئبق على أي سطح فإنه لا يبلله نظراً لارتفاع قيمة التوتر السطحي له، حيث تساوي ستة أضعاف قيمة التوتر السطحي للماء .
الخواص الكيميائية :
يمتلك الزئبق العديد من الخواص الكيميائية منها:
● يتفاعل مع جميع الهالوجينات كالكلور عند درجة حرارة الغرفة.
● لا يتفاعل بقدر ملحوظ مع الاكسجين والهواء الجاف عند درجة حرارة الغرفة. ولكن يمكن تنشيط هذا التفاعل باستخدام الأشعة فوق البنفسجية
● يتفاعل مع غاز الأوزون بشدة ويعطي مركب اكسيد الزئبق.
● يتفاعل مباشرة بالتسخين مع الكبريت، والسيلينيوم، والتيلوريوم على حين أنه لا يقبل تفاعله مع بعض العناصر الأخرى كالنتروجين والفوسفور والكربون والسيليكون والجرمانيوم.
● لا يتفاعل مع الهيدريدات الجافة مثل كبريتيد الهيدروجين الأمونيا تحت درجة (200 م).
● لا يتفاعل مع حامض كلوريد الهيدروجين أو حامض الكبريت المخفف بينما إذا ازداد تركيز الحامض فإنه قد يتفاعل مع ملح الزئبق .
● يتفاعـل مع حامض النيتروجين، ولا يتفاعل بشكل ملحوظ مع حامض الفوسفور .
● يتفاعل بشدة مع محاليل الأمونيا في الهواء.
●مكن استخدام أملاح الزئبق كمواد محفزة، فعلى سبيل المثال تستخدم كبريتات الزئبق كمادة محفزة في عملية أكسدة النفثالين إلى حامض النفثالات وفي تسريع تحويل الأسيتلين إلى الأسيتالدهيد .
استعمالاته :
دخل الزئبق ومركباته في العديد من الاستخدامات، حيث يستعمل في المجالات الصناعية مثل إنتاج (مواد كغاز الكلور وصناعات الورق) والكهربائية مثل إنتاج (المصابيح والبطاريات) والكيماوية مثل (صناعات الأصباغ وغيرها) والصيدلانية(مثل (صناعة بعض العقاقير) والطبية (مثل استعماله في (صنع حشوات الاسنان) والعلمية مثل (إنتاج المحاليل) وكذلك إنتــــاج مبيدات الفطريات. الطبية والعلاجية التراثية أو الشعبية. وقد ثبت اليوم عدم صحة الكثير من طرق استخداماته التقليدية وخطرها على الصحة.
أنواع الزئبق :
أ ـ الزئبق الأبيض: وهو معروف للجميع ومتداول بمخازن الادوية ويدخل في تكوين جهاز قياس درجة حرارة الجسم مثل الترمومتر الطبي .
ب ـ الزئبق المشع : وله بعض الاستعمالات المهمة في المجال النووي .
ج ـ الزئبق الأحمر : وهو مادة مشعة شديد السمية لونها أحمر تتشابه في تركيبها مع الزئبق الأبيض ولكنها تختلف عنه من ناحية اللون والاستخدام .
مستوياته في البيئه :
يعرف اليوم عن الزئبق وجوده كملوث بيئي بسبب كثرة استخداماته، حيث تحتوى محيطات العالم على كمية يقدر مجموعها بحوالي 50 مليون طن من هذا العنصر، بينما تقدر تراكيزه في التربة ما بين 0.01 - 0.06 جزء بالمليون، وترتفع في الصخور إلى حد 0.09 جزء بالمليون، ويبلغ تركيزه في هواء العالم ما بين 2- 5 نانو غرام /م3، علماً بأن جرعة 100 ملغ / فرد بالغ / يوم، تعتبر الجرعة التي يمكن أن تسبب عنها أعراض مرضية.
طرق إنتاجه :
يتم الحصول على الزئبق من خام السنابار حيث يجهز أولاً ثم يركز بواسطة الغسل والتعويم، وعند الانتهاء من تهيئة الخام فإنه يحمص وذلك بتعريضه لتيار من الهواء عند درجة حرارة معينة، فيتأكسد وينتج الزئبق على هيئة بخار حيث يتم تكثفه. ويمكن أن يستخدم الحديد أو أكسيد الكالسيوم بدلاً من الهواء وذلك لإجراء عملية التحميص.
يخضع الزئبق المنتج بعد ذلك لعمليات تنقية بواسطة حــامض النيتروجين أو بعض الأحماض الأخرى. وأثناء تلك العمليات فإن الهواء المصاحب يخرج على هيئة فقاعات، ويمكن تنقية الزئبق باستخدام طرق أخرى كالتقطير حيث تصل نقاوته إلى 99.9% .
ويمــــكن الكشف عن الزئبق بتسخين المادة المشتبه في احتوائها على الزئبق باستعمال كربونات الصوديوم اللامائية في وعــــاء زجاجي صغير وفي حالة احتواء تلك المــــادة على الزئبق فإنه يتــــكثف على شـــكل قطرات كروية .
أخطاره وأضراره البيئية :
يعرف عن الزئبق ميله الشديد إلى التراكم في الجسم ويستهدف الأنسجة الدهنية أو الأعضاء الغنية بالدهون كالدماغ نظراً لميله الشديد إلى الذوبان في الدهون فيؤدي إلى حدوث أعراض مرضية خطيرة في الجهاز العصبي تعرف بالبكاء الزئبقي تتطور إذا كانت الجرعة المتعرض لها عالية وقد تؤدي بحياة الشخص المصاب. ولقد اتضح أثر الزئبق الخطير على الأجنة بعد حادثة مدينة ميناماتا اليابانية عام 1953م، حيث كان ضحاياها عدد كبير من أجنة النساء على إثر تناول الأمهات لوجبات من الأسماك الملوثة بعنصر الزئبق، وقد حدث هذا التلوث بسبب إلقاء مصنع من مصانع البلاستيك مخلفاته التي تحتوي على عنصر الزئبق في خليج ميناماتا، حيث انتقل الزئبق من الماء إلى الأسماك ليتحول إلى مادة شديدة السمية وهي مادة الزئبق الميثيلي التي تستطيع النفاذ بسهولة من دم الأم إلى الجنين عن طريق المشيمة، ولقد أدى تسمم النساء الحوامل بهذه المادة إلى ولادة أطفال مشوهين ومتخلفين عقلياً.
كما وقعت حادثة مماثلة في العراق بين عامي 1971 و 1972م وذلك بسبب تلوث شحنة قمح، صدرت من المكسيك إلى العراق بعنصر الزئبق، حيث أضيف إلى القمح مادة مبيدة للفطريات. ولقد استخدم دقيق القمح الملوث في صنع الخبز وأصناف من الحلويات التي تناول منها عدد كبير من النساء الحوامل مما أدى الى التسمم بعنصر الزئبق، ولقد توفي على إثر هذه الحادثة عدد من النساء والأجنة والأطفال.
طرق التعرض للزئبق:
يتم التعرض للزئبق عن طريق تناول بعض الوجبات التي تحتوي على الزئبق حتى وإن كانت كمية الزئبق الموجودة بها ضئيلة كالأطعمة التي تنمو في ظروف طبيعية. فاللحوم المستهلكة على سبيل المثال تحتوى على معدل أقل من 0.01 جزء من مليون من الزئبق. أما الأسماك فتحتوى على ضعف النسبة أي ما يعادل 0.002 جزء من مليون والخضروات على 0.005 جزء من مليون، وتحتوى بعض الطحالب على أكثر من مائة ضعف ما يحتويه ماء البحر من الزئبق, فعندما تتغذى الأسماك على تلك الطحالب فإنها تقوم بتركيز الزئبق في أجسامها بشكل أكبر، ومن ثم تصل إلى الإنسان عن طريق تناول الأسماك الملوثة بالزئبق فيتم تركيز الزئبق في جسم الإنسان مسببة أعراض التسمم. كما يتم تعرض الإنسان للزئبق عن طريق الهواء الجوي، وذلك عند حرق بعض المواد المستخدمة لأغراض الوقود كالفحم والنفط التي تحتوي على نسب كبيرة من الزئبق، بالإضافة إلى أن مركبات الزئبق العضوية تستخدم بشكل واسع كمبيدات للفطريات والحشرات في مجال الزراعة. والجدير ذكره أن الزئبق في حالته العضوية يعد الملوث الأكثر بين مركبات الزئبق الأخرى وبذلك يشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان نظراً لشدة تطايره، كما أن مركبات الزئبق غير العضوية عند اختلاطها بالماء تتحول إلى مركبات زئبقية ضوية. يتم انتقال الزئبق إلى الهواء الجوي عن طريق الملوثات الصناعية، كما أن التربة وما تحتويه من ملوثات ومخلفات صناعية تفرغ ما تحتويه في المياه السطحية أو الجوفية، حيث تتحلل مركبات الزئبق إلى عناصر أو أيونات الزئبقيك أو أيونات الزئبقوز. يتم تخزين مركبات الزئبق عن طريق التصاقها بالرسوبيات، حيث تتحرر كميات قليلة جداً من أحادي وثنائي ميثيل الزئبق إلى الماء بواسطـة الميكروبات , ومن ثم تمتص من قبل الأسماك وتتركز حتى مستويات عالية.
يبلغ الحد الأقصى المسموح به لمركبات الزئبق العضوية 0.01 ملجم/م3في الهواء. عندما يتم استنشاق تلك المواد أو امتصاصها عبر الجلد فإنها تؤدي إلى عدم انتظام أداء الجهاز العصبي وحدوث رعشة بالإضافة إلى صعوبة في النطق وضيق في مجال الرؤيا أو ما يسمى بالرؤيا النفقية.
يمكن أن يمتص جسم الإنسان الزئبق من خلال عدة قنوات كالجلد والرئة وبعد الامتصاص ينتقل مع الدم من خلال الدورة الدموية ثم تقوم بعض الأعضاء كالكبد والكلى والعظام بتخزينة، وعند التعرض لأبخرة الزئبق فإنه يحدث جفاف في الحلق والفم، وقد يؤدي إلى التهاب في الفم واللثة وسقوط الأسنان والرعشة، كما يحتمل حدوث اضطرابات عقلية. وتشكـــل مشتقات الزئبق القاعدية خطورة من نوع خاص حيث إن هذه المواد لديها القابلية للتراكم في المخ مما قد يحدث أضراراً بالغة بخلايا الدماغ. أما مركبات الزئبق الأخرى فانها تسبب اضطرابات خطيرة للجهاز الهضمي والبولي والقلب عند التعرض إلى تركيز أعلى من 0.5 جم.
طرق المعالجة:
يستخدم الزئبق في صناعة أجهزة قياس الضغط الجوى وضغط الدم وقياس الحرارة كما يدخل في صناعة السبائك وحشو الأسنان وكان الشائع قديماً إعطاؤه للمرضى المصابين بالانسداد المعوي (intussusception) بقصد العلاج. ومن أشهر مركبات الزئبق العضوية مركب ميثيل الزئبق المستخدم كقاتل للفطريات في حفظ الحبوب من التعفن لحين زراعتها.
امتصاص مركبات الزئبق: يشكل بخار الزئبق عند درجة حرارة الغرفة وعلي وجه الخصوص في الأماكن المغلقة خطراً صحياً علي الأفراد في المختبرات وعيادات الأسنان وأماكن العمل المتداول فيها الزئبق في صورته العنصرية. فاستنشاقه يسبب تسمماً بهذا السم المعدني وتبدو أعراضه بعد امتصاصه بقدر كبير عن هذا الطريق. وأملاح الزئبق تمتص بسرعة من الأمعاء بالإضافة إلي أثرها المهيج علي الأغشية المخاطية لكل من المعدة والأمعاء . وللأسماك والكائنات البحرية قدرة خاصة علي تركيز أملاح الزئبق في أجسامها من المياه الملوثة بهذه الأملاح ويكون استهلاك هذه الأسماك كغذاء مصدراً من مصادر التسمم المزمن بالزئبق كما حدث في خليج ميناماتا باليابان وسمي التسمم الناتج بداء ميناماتا.
أعراض التسمم بالزئبق: التسمم الحاد بالزئبق الناشئ عن تعاطي أملاحه يظهر في شكل التهاب معدي معوي حاد مصحوب بإسهال شديد وانهيار، وبتمام هذه المرحلة الحادة يبدأ أثر امتصاص الزئبق على أنابيب الكلية مسبباً نخراً بهذه الأنابيب وانقطاع البول وفشلاً كلوياً. أما عند استنشاق بخار الزئبق في حالته العنصرية فأول ما يظهر من الأعراض هو شكاوي غير محددة كفقدان الشهية والأرق والتعرق بكثرة ثم يبدأ ظهور أعراض الخلل السلوكي المتصف بعدم ثبات الحالة العاطفية كأن يظهر علي المريض علامات خجل شديد أو نوبات بكاء أو فقدان ثقة بالنفس ومخاوف غامضة وعدم قدرة علي أداء أبسط الأعمال أو نوبات من الغضب تنقلب إلي عدم اكتراث مصحوب بالأرق أو فقدان الذاكرة أما في الحالات التسمم المزمن بالزئبق فتظهر الأعراض علي شكل التهابات باللثة وزيادة إفراز العاب ورعشة باليدين تتضح في تغير شكل الكتابة بالنسبة للمتسمم وفي الحالات الشديدة تكون حالة المريض ذهانية (psychotic) صرفه مع ميول انتحارية وهلوسة.
أما في حالة التسمم بميثيل الزئبق فقد تظهر الأعراض بعد فترة من الزمن تمتد إلي ستة أسابيع نظراً لكون هذا السم تراكمياً. والأعراض الرئيسية للتسمم بهذا المركب هي تنميل بالأطراف وخذل (paresis) وترنح (ataxia) مخيخي وقصور بصري في صورة تضيق مركزي بمجال الرؤية ويكون الترنح من الشدة بحيث يعوق المشي والقيام بأية أعمال ولو بسيطة.
معالجة التسمم بالزئبق: في حالات التسمم الحاد بأملاح الزئبق فإن عقار البال (BAL) يجب أن يعطى (بجرعة 2,5-5 مجم/كجم من وزن الجسم) بالحقن العميق في العضلات كل 4 ساعات لمدة يومين، ثم 2,5 مجم/كجم مرتين في اليوم الثالث، ثم مرة واحدة يومياً لمدة أسبوع، وحيث إن هذه المادة الإستخلابية تسبب إعادة توزيع الزئبق في الجسم مع فرصة زيادته في الدماغ، لذا تبرز أهمية خفض مستوى الزئبق المار بالكليتين وذلك عن طريق إزالة مركب الزئبق مع البال بالغسيل الدموي (hemodialysis) وخاصة في مرضى انقطاع البول، وتتقهقر الأعراض الدماغية للتسمم بالزئبق عقب إبعاد المريض عن مصدر التعرض. وقد يعطى المريض دواء البنسيلامين للمساعدة على إفراغ الزئبق في البول، وتقدر جرعة البنسيلامين ب250 محم إلى 2 جم بالفم يومياً.
تعتمد معالجة حالات التسمم بالزئبق على عدة عوامل تشمل معرفة نوعية المركب الزئبقي ومدة التعرض والكمية التي تم التعرض لها، وإجمالاً يمكن إتباع الخطوات الأساسية التالية لإسعاف الحالة:
● نقل الشخص من مصدر التلوث وإيقاف جميع مصادر مركبات الزئبق
● قياس غازات الدم، وإعطاء الأكسجين في حالة نقصه
● عمل أشعة إكس للصدر للشخص المصاب للتأكد من سلامة جهازه التنفسي من وجود مركبات الزئبق
● فحص عينة دم الشخص المصاب لمعرفة كمية تركيز الزئبق بالدم
● إعطاء بعض المركبات التي لها القدرة على الالتصاق بالزئبق ومنع المزيد من امتصاصه مثل حامض الـ DMPS.
● عمل غسيل الدم في حالة التعرض لكميات عالية من الزئبق لشخص يعاني من قصور في وظائف الكلى
إجراءات السلامة والوقاية :
ما تم ذكره من بيان خطورة الزئبق ومركباته وأبخرته على صحة البيئة وخاصة صحة الإنسان، يؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية، على النحو التالي:
● التعامل مع الزئبق ومركباته بحذر شديد، فعند نقله يجب أن تكون الحاويات التي يوضع بها محكمة الإغلاق .
● ينبغي التأكد من نظافة الأجهزة والملابس والأيدي وغيرها وخلوها من بقايا الزئبق أو مركباته.
● عند حدوث انسكاب للزئبق أو مركباته ينبغي أن يزال فوراً، وذلك باستخدام مسحوق الكبريت أو هيدروكسيد الكالسيوم، أو برشه بواسطة محلول ثيوكبريتات الصوديوم.
● يجب مراقبة تركيز الزئبق في الهواء وذلك داخل المختبرات حيث تكمن الخطورة في أن الضغط البخاري للزئبق عند درجة حرارة الغرفة مرتفع مما يؤدي إلى تبخر كميات من الزئبق بسهولة، كذلك فإن التعرض الطويل للزئبق قد يؤدي إلى تراكمها في الجسم، حتى وإن كان التركيز الذي تم التعرض له ضئيلا.ً
●يمكن تقدير ومراقبة الزئبق في الهواء المحيط بواسطة القياس المباشر للتركيز، وذلك كجزء لكل مليون وذلك باستخدام جهاز بسيط يعتمد على قياس الامتصاص الضوئي.
● الفحص الروتيني للعاملين المشتبه بتعرضهم للزئبق ومركباته عن طريق التحليل المخبري لعينة البول
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::
هل الزئبق الأحمر حقيقة أم خيال؟ ولماذا تنسج القصص حوله؟ ولماذا يروج له الدجالون ولصوص الاثار؟ وهل الجن مدمن للزئبق الأحمر حقا؟ وما حقيقة ما يروجه سماسرة السلاح الدولي حوله؟
وعند السؤال عن أهمية الزئبق الأحمر ولماذا سعره مرتفع إلي هذا الحد المبالغ فيه يأتي الرد بأن الجن مدمن للزئبق الأحمر وعلي حد تعبير أحد هؤلاء المشعوذين فإن 'لحسة' واحدة من الزئبق الأحمر كفيلة باعطاء قوة خارقة للجان وطالما أن الشيخ المزعوم يمتلك الزئبق فإن هذا معناه السيطرة التامة علي الجان ليس هذا فقط بل إن الجن العجوز إذا ما شرب من الزئبق الأحمر يعود جنا شابا يحقق كل ما يطلب منه ويمكنه الغوص في أعماق الأرض لاستخراج الكنوز والآثار.وفي سبيل الحصول علي الزئبق الأحمر مات عدد من الشباب في عدة اماكن أثناء حفرهم في الأرض بحثا عن السائل السحري حيث انهارت عليهم الحفرة وماتوا في سبيل الوهم .
والسؤال الذي يكرر نفسه: هل فعلا يوجد ما يسمي بالزئبق الأحمر؟ وهل يدمنه الجان فعلا؟
يرد الدكتور/ محمود توفيق أستاذ تكنولوجيا الإشعاع والخبير بهيئة الطاقة الذرية يشير إلي أن الزئبق عنصر معدني مثله مثل عناصر أخري كالحديد والمنجنيز يوجد في الطبيعة وهو عنصر فضي اللون حساس للحرارة وإذا أضيفت إليه مكونات أخري يتحول إلي مركبات الزئبق مثل أكسيد الزئبق وكلوريد الزئبق.ومعروف _ والكلام علي لسان الدكتور محمود توفيق _ أن العناصر المعدنية عندما تحدث لها عملية تفاعل يتغير لونها. والزئبق عندما يتأكسد ويتحول إلي أكسيد الزئبق يصبح لونه أحمر وهو مادة سامة تضر الإنسان تماما مثل جميع مركبات الزئبق الأخري.ويضيف الدكتور توفيق أن المشعوذين استغلوا هذه المسألة فأكسيد الزئبق ذو اللون الأحمر عندما يوضع علي النار ينبعث منه دخان أزرق علي هيئة دوائر ويتصاعد في الجو فيتأثر المشاهد نفسيا.ويدخل الزئبق في صناعة بعض أجهزة المعامل الطبية وأجهزة الترمومتر وقياس الضغط ومن هنا يتضح أن الزئبق الأحمر الذي تصل أسعاره إلي ملايين الدولارات مجرد وهم وخيال.
سيناريو السلاح النووي:
وإذا كان وهم الزئبق الأحمر فقد بريقه خلال الفترة الماضية بين أوساط المشعوذين ومافيا الآثار لفترة معينة، فإن سيناريو جديدا ظهر خلال السنوات الماضية وبدأ ينسج قصصه حول أسرار الزئبق الأحمر واستخداماته لكن هذه المرة بدا الأمر بمثابة اللعب مع الكبار حيث ظهر عقب انهيار الاتحاد السوفيتي ما عرف بالزئبق الأحمر المشع وبدأ يعرف طريقه لأسواق بعض الدول النامية عبر التجار الروس ولهذه التجارة رجال وعملاء فيما يشبه المافيا ومع تزايد الحديث عن الزئبق الأحمر المشع
أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا أبدت فيه رأيها وقالت:
إن الزئبق الأحمر خدعة ولا يوجد دليل علي وجوده لكن مافيا تجارة السلاح حاولت استغلال الأمر لأبعد الحدود وبدأ الترويج لأن الزئبق الأحمر يدخل في صناعة السلاح النووي وظلت المافيا تبحث عن سوق لترويج ما ادعوا أنه زئبق أحمر وظهرت أقاويل مفادها أن الزئبق الأحمر هو عبارة عن مادة كيميائية تصدر عنها نيترونات وهي مادة مشعة يتم استخدامها كمفجر للقنبلة الذرية ويعتبر المصدر الأساسي للنيترونات التي تقوم بعملية التفاعل المتسلسل للانشطار النووي ويدخل في كثير من المواد شديدة الانفجار وقد استغلت مافيا الزئبق الأحمر أسواق بعض الدول النامية لترويج بضاعتهما لأن تلك الدول موقعة علي اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي ولا يمكنها شراء أي مواد تساعد في صنع السلاح النووي بشكل علني وبالتالي تعد تلك الدول سوقا رائجا لهذه التجارة.وحول هذه الأقاويل يعلق الدكتور/ هشام فؤاد الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية قائلا:
لا يوجد حتي الآن ما يؤكد أن هناك ما يسمي بالزئبق الأحمر ولم تثبت الأبحاث العلمية أي وجود له من أي نوع سواء فيما يتردد في أوساط الدجالين أو فيما يتردد حول وجوده كمفجر للقنابل النووية، وقد أجري بحث علمي في إحدي الدول الغربية حول الزئبق الأحمر وثبت أن السائل الذي تردد استخدامه كمفجر للقنبلة النووية عبارة عن مركب معقد من عنصر الأنتيمون له درجة إشعال قوية ولونه محمر وله درجة تفاعل قوية.. ومن باب الشبه أطلقوا عليه اسم الزئبق الأحمر.وهناك مادة تسمي فلومانات الزئبق يدخل في تكوينها عنصر الزئبق والأكسجين والكربون والنيتروجين وتسمي Mercuricisocwennete وهذه المادة قابلة للفرقعة السريعة وتستخدم لتفجير الديناميت وهذه المادة لونها أبيض وليس أحمر.أما ما تردد حول الزئبق الأحمر فكلها أساطير نسجها النصابون والمشعوذون لخداع السذج بعد أن ادعوا أن الزئبق مفيد للحالة الجنسية واستخدموه تجاريا.أما عنصر الزئبق نفسه فيدخل في العديد من الصناعات العصرية منها أجهزة الترمومتر كما يستخدم مركب الكلوميل (أحد مركباته) في المجال الطبي كملين.
هذه المادة قام بجمعها من عدة مصادر
محبكم ابوعاصم