أهداف التربية الزوجية
توجه أهداف هذه الدراسة إلى الأسرة التي تعتبر النواة الأولى الفعالة في المجتمع , ولما كانت الأسرة في تعريفها المعاصر قد اختلفت عن التعريف المألوف للأسرة الشرعية التي تتكون من زوجين يربط بينهما عقد قانوني وشرعي , وبينهما أولاد يتميزون بنسب والدهم وعشيرتهم , ــ وهذا ما نريده في هذا البحث ــ لذا ستكون الزوجة الشرعية النظامية هي الهدف الأسمى التي تتمحور عليها هذه الدراسة , لأنها تعتبر مدرسة منتظمة لزوجها وأولادها , ويترتب عليها تأسيس وتنظيم وإدارة أسرتها بما يملي عليها النظام الديني والخلقي داخل الخيمة الزوجية أو خارجها لتصل إلى المجتمع وتتفاعل معه من جميع نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية , وتنظيم الإنجاب والمحافظة على أولادها صحياً وثقافياً , وليس هذا فحسب , بل لها علاقة وطيدة في المشاركة الزوجية العاطفية والوجدانية والروحية والنفسية والثقافية والخلقية , باعتبار أن العقد الشرعي هو أقدس وثيقة إنسانية تجمع بين الزوجين لصالح نشأة الأسرة ومستقبلها ليمنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع الظــــــــلم ويحــــــــــــافظ كل من الزوجين على بنود هذا العقد المنصوص عليه في الشرائع السماوية والقوانين الوضعية بكل أمان واطمئنان من غير حقد أو حسد أو ممارسات جنسية خاطئة لتمنع خطورة اختلاط الأنساب التي تجلب الدمار على الأسرة وعلى كافة المجتمعات الإنسانية .
كما تهدف هذه الدراسة إلى النظر في المشاكل الزوجية ومحاولة حلها بالطرق الثقافية والصحية اللازمتين للتخفيف من كثرة الطلاق والحفاظ على الأبناء من التشرد والضياع .
ويمكن لهذه الدراسة ( التربية الزوجية )أن تلحق في منهاجها إلى التربية الأسرية لوجود عوامل مشتركة تربط بين التربيتين .
وتقوم التربية الزوجية على ثلاثة محاور وهي :
أولاً :
المحور التفاعلي للحياة الزوجية المـــــكون مــــــــــن عناصر بشرية ومواد تعليمية : زوج وزوجة وأولاد , وأصدقاء وجيران , ومعاملة المجتمع ومؤسساته الصحيــة والاجتماعية والإنسانية والثقافية , ومن البرامج التعليمية المتطورة وغيرها , وجميع هذه العناصر يربطها علاقة مباشرة بالتربية الزوجية .
ثانياً :
محور النتائج الفعالة في الحياة الزوجية والمقدمة إلى المجتمعات والمؤسسات ,ومستقبل الأبناء , ومعاملة الزوجين وتفاعلهم مع المجتمع بصورتهم المتطورة , من أنشطة , وما يلمسه المجتمع من نضوج التربية الزوجية من جميع نواحي الحياة .
ثالثاً :
محور الأهداف لبناء أسرة قوية متضامنة لتكون شريحة اجتماعية صالحة لحياة أفرادها وأفراد المجتمعات الأخرى بأنظمتها التي لا تخالف القوانين الاجتماعية والوضعية والفطرية التي فيها الصلاح والمنفعة لكافة البشر , ودعم الزوجين ماديا ومعنويا ومحاولة حل مشاكلهم النفسية والجنسية والعاطفية والاجتماعية ومتابعة الفحوصات لهما ولأبنائهما شهريا لضمان استمرار حياتهما .
ثم النظر إلى حل النزاع بالطرق القانونية والنظامية الفعالة وتثقيف الزوجين لردع الانحراف والممارسات الخاطئة .