لأنك مثلي
.....
ولأنك مثلي
لا ترتحل عبر صناديق الكلام
لا يقنعك الوشم ...أن أمك كادت تموت وهي تلفظك بعيدا
لم تعد أحشاءها تحتملك
لأنك أنت .. انزاحت كثبان الرمل نحو جنوبها وتوضأت بالسراب
معصرة الزيتون صارت الفاصل الوحيد بين معمدانية عطرك
وكل كلام العرب
هل سمعت نشرة الأخبار
في كل المحطات كانت عن الصدأ المقاوم
وكيف الرمل يزهق روحه عند حفر الباطن
والأحساء تزفر قبلتها الاخيرة
والبحرين صارت بحرا واحدا..يلاحقه المجوس
.....
الرملة كانت المحجة الكبرى
يرثيها اللدّ غيوما من زبد..
تعربد في سماء لا تطالها عيناك اللا مكترثتان بالغيب وحتى بالمطر
تهجوك الرياح وأنت تعاير وجوم وجهك بالموبقات
لا تحترق فالنار ينقصها لزاما أن تكونك مقصلة اشتهاء في أتون طيفك
لا تعزي نفسك بالحبق..القلق سيد الأشياء
الرمل لا يؤمن بلحظة اشتهاء
لا يصلح أن يكون مدافن للحمقى
ونحن نردد لا أحد..كالببغاء حين يرجمك بحقد
-لا أحد إلاك في هذا المدى المفتوح للتاريخ والنسيان -
موجة أخرى تلوك جباهنا وتختفي منك الطريق
لا أحد إلاك
....
يصعر خده البحر
لا ماء للعطشى
من اغتال المطر؟
يسجد في انتهاء
سبحان ربي الاعلى
يرتل آيات
ينسى البسملة
وقيظ حارق يوارب وجهه عند باب المقصلة.. اشجارهاومضت إليك.. رحلت كغيم المكحلة..والكحل ضاع
فسدت صلاتك يا رفيق
نداؤك العبثي مختنق تماما
تصلي الفجر بعد الريح مفتقدا روح الغنائم
التمائم إمعات لا تلد إلا الخطوب وممالئة الفراغ
لا تأتِ وحيدا في الرحيق
حيث تلملم شعثك المنضوي تحت رايات الطلاسم
....
فكك جدار الوقت
أتلو عليك قصيدة لم تكتمل
مات شاعرها في مقهى لا تبيح الكلام لمغترب تولى عن الزحف الاخير
مات على رصيف الأمنيات
ينفث قصيدة عذراء شوهها غراب يحتمي بجريدة عن الموقف العربي لإن يافا لم تكتحل عيناهابظل والإثمد الذي ضل الطريق من المدينة المنورة حيث ترقد تهامة والحريق
هل من طريق آخر يودي لحزن القدس
استفت ِبغداد..دمشق ..القاهرة..تعزّ..وكل سبحة المد ن
نتيه في زنازين العبادة لحاكم نكاد نمدحه لعهر ..نقدسه لأنه لا يحيي ...يميت
يعتقل كل العبارات لزوما للممانعة الرديئة..
يفتح الجرح أبوابا مصدعة
يفتري الحكمة مضللة ..والقطيع تائه لا يستفيق
....
ارجمني بظلك أو بظلي
حتى نفترق..سيان نحن..المرايا تقولنا في كل صبح
ذات الوجوه الشائهة
كل الحكايات موئل للبوم
ثمة موعد يحترق حتى نهايات الشفق
الشحارير ماتت بعدما أضناها الطريق لمعترك من الخزي ومعترك آخر مجهول الغواية والهواية يقترف السماجة
أفّاق لا يجني الحكاية كلها ويرمي قمحنا في محرقة
لا نعرف طريقا آخرا
يسلكه الصباح
لا تخلع نعلك في مقتبل صيف
لتمنحه قلادة لحاكم الظل الفريد
سيجعلونك مائدة ل يهوى
ويهوى يقتات على دمنا الرخيص
وأنت العاشق العربي
الذي لا يعرف عن العشق إلا سحابة صيف
فلا تجردني من عناقيد العنب
العنب شاخ ..زبيبا لا يعتصر
حاتم الطائي مات من ألف عام أو يزيد
وليس هناك من يشعل النار رحيقا في متاهات القبائل
كل الخيام ولا أحد
إلاك متكور حول أتون موت واغتراب
أسأل الخيمات عنك
يسجد الجامع الاموي
ويسأل
هل أنت دجلة ..أم فرات
تفرّالأجوبة
أهرب من ظلي إليه
يمتقع لون السراب
ولأنك مثلي
نضيع مرة أخرى كطيف
فتولد ثورة الرمق الأخير
.......