ياسارقَ العُمْرِ غَدْرَا/ د. ضياء الدين الجماس
(التدخين)
يا سـارقَ العُـمْرِ غَـدْراً ...يا سـالبَ المالِ جَـهْـرَاً
يا ناصـبَ الفَـخِّ مَهْـلاً ...تـــصَــوِّر التَّـبغَ سِـحْـرَا
كـأنَّـهُ فـي خَـيَـالٍ ...يداعِـبُ العَـقْلَ خَمْـرا
يُـهَـدِّئُ النَّفْسَ حـالاً ...يـحوِّل العُسْـرَ يُسْـرَا
فـي الـتَّـبْغِ نـارٌ تَجَلَّتْ ...تُؤَجِّـجُ القَـلْبَ جَـمْـرَا
وتَـحْـرِقُ الصَّـدْرَ حَرْقَاً...وتـورثُ الفَوْهَ بَـخْـرَا
والثَّـغْـرُ إنْ بَـانَ سِـنَّاً ...أبْـدى شُـقـوقاً ونَخْـرَا
وتُـخْـمَةُ البَطْنِ تُمـْسي ...غـازاً أسـيـراً بِـمَجرى
إنْ نـامَ تُرخـى مِـصَـرٌّ ...ويُـفْتَـحُ البـابُ حُــرَّاً
والجـلـْدُ يَـبْدُو كَـئيباً ...ويُـصْـبِحُ الرِّيـقُ مُـرَّا
أوْرامُـه فـي عِـنـادٍ ...تَسري جِـهَاراً وسِــرَّا
فـي الجـسمِ طولاً وعَرْضَاً ...والكـبْدُ تَـبْدو مَـقَـرَّاً
تُـذيـبُها مـنْ لـهيـبٍ ...فـينـتهي الحـالُ قَـبْـرَا
والـدَّمْـعُ يـجري لزوجٍ ...دمـاً على الخَـدِّ نَـهْـرَا
وطـفـْلُـهُ ذا يـتِيـمٌ ...يُـصارعُ العُـْمرَ عُـسْرَا
وأمُّـهُ فـي نَـحـيبٍ ...تُـصافِحُ الدَّهْـرَ قَـهْرَا
وغُـرَّة فيـهِ قَـطْعـاً ...إنْ أسْـقَـطَ الحَمْلَ قَسْرا
يا صاحبـي دَعْ طـريقاً ...مُـعَـثَّـراَ مُكْـفَهِـرَّا
والـزَمْ صِرَاطاً قـويـماً...فَـتَنْجُـوَنْ مُسْتـَقِـرَّا
يا ربَّـنا نَـجِّ عَـبْـدَاً ...يَـفْديكَ روحاً ونَحْـرَا
مِنْ نَـفْثِ تَـبْغٍ مَقيتٍ ...وارفَـعْـهُ حالاً وقَدْرَا
يـاربِّ واقـبَـلْ دُعائي ...مُـيَـسَّراً مـُسْتَمِـرَّا
الدكتور ضياء الدين الجماس
نرجوا من المدخنين ترك هذا الأليف الغدار