منشطات إيمانية
( 1- 2)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأخ وللأخت
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بحسب تعريف الأطباء فإن المنشطات هي الأدوية التي تحفز وظائف الجسم
ويتوَّلد عن هذا التنشيط الانتباه واليقظة وزيادة الحركة وحينما تشكو من
دنو الهمة والفتور في الطاعات وعندما تشعر بالذلِّ والهوان بسبب وقوعك في
الذنوب والمعاصي بعد أن اصطفاك الله عزَّ وجلَّ بنعمة الإسلام والالتزام
.
كما كان الحسن البصري إذا ذكر أهل المعاصي يقول: "هانوا عليه فعصوه ولو
عزوا عليه لعصمهم" [ذم الهوى (1:184)]
فإنكِ بحاجة إلى منشطات لترفع من همتك وتُزيد من طاقتك الإيمانية ولكنها
ليست تلك العقاقيرالتي يتعاطاها الرياضيون وإنما أنتِ بحاجة إلى .
1) ارفع -ى رأسك واحلم -ى بالجنـَّــة .
قال تعالى {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139] لا تنشغلى بسفاسف الأمور
واجعل -ى هدفك الفردوس الأعلى من الجنة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "
إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ
الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ
تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ" [صحيح البخاري]
وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله الجنة على الأقل ثلاث
مرات في اليوم عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم"من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة
ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أجره من النار" [رواه
الترمذي وصححه الألباني]
فمن كانت الجنة هدفها كانت شغلها الشاغل في كل وقت وكلما رأت شيئًا من
متاع الدنيا سألت الله الجنة .
وأقبلت على الله تعالى فاجتهدت في الطاعة وتركت جميع المعاصي طمعًا في
الوصول إليها .
فأكثِر-ى من ذكر الجنة والسماع عن وصفها وكلما اشتاقت نفسك لشيءٍ ما
سَلِّى الله الجنة.
2) الخـــــوف من عقوبــات الذنـوب ..
إن كانت نفسك تغلبك على التكاسل والوقوع في المنكرات فاجعلى لها سوط
يوقظها وسائق يقودها إلى الله عزَّ وجلَّ .
وأعظم ما يجعل نفسك تستقيم على الطاعات هو الخـــوف .
فتذكرى دومًا عقوبة الذنوب واجعل -ى نفسك تتعظ بقصص موت الفجأة وسوء
الخاتمة والعياذ بالله .
فلا أحد يأمن من سوء الخاتمة مهما كان ظاهره صالحًا قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم " فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ
لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ
وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا
إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ
أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا" [صحيح مسلم]
وأنتِ يا مسكين -ة متى أخذت صك الأمان الذي سيحميكِ من سوء الخاتمة والعياذ بالله؟!
إذا وقر الخوف من العقوبة وسوء الخاتمة في قلبك ستبـــادر وتســـــابق كي
تعتق رقبتك من النار
اللهمَّ أعتق رقابنا من النار.
3) معرفة فضائــل الطاعات ..
فمعرفتكِ بالأجر والنعيم الذي ستناليه إذا فعلتِ الأعمال التي رغبَّك بها
الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم سيزيل عنك الكسل ويجعلك تهمَّ
بفعلها دون تباطؤ .
منشطات إيمانية
( 2- 2)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأخ وللأخت جزاكم الله كل خير
أعمال يسيــرة بأجــــور عظيمة
وإليكِ بعض الأعمال اليسيرة التي ستكون عنوان صدقك في طلب رضوان ربِّكَ عزَّ وجلَّ.
بيت في الجنة بصلاتك 12 ركعة
عن أم حبيبةرضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من
صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة أربعًا قبل الظهر
وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة
الفجر" [رواه الترمذي وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (1159)]
آية الكرسي دُبر كل صلاة ولك الجنــة
عن أبي أمامةرضى الله عنه قال قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم "من
قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" [رواه
النسائي وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2:1595)]
براءةٌ من الشرك
عن فروة بن نوفل عن أبيه: أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لنوفل: "اقرأ
قل يا أيها الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك" [رواه أبو
داوود وصححه الألباني]
اغرس نخلة في الجنة بقول "سبحان الله العظيم وبحمده"
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال: سبحان الله
العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة" [رواه الترمذي وصححه الألباني
مشكاة المصابيح (2304)]
مليار الحسنات باستغفارك للمؤمنين والمؤمنات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب
الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة" [رواه الطبراني وحسنه الألباني صحيح
الجامع (6026)]
زُر أخاك في الله وتبوأ من الجنة منزلاً
عن أبي هريرة أيضا رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من عاد مريضًا أو زار أخًا له في الله ناداه منادٍ بأن طبت وطاب ممشاك
وتبوأت من الجنة منزلاً" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني صحيح الترغيب
والترهيب (2:2578)]
وإن عجزتِ عن الإنفاق ومكابدة الليل فاكثر من "سبحان الله وبحمده" .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من ضن بالمال أن ينفقه وبالليل أن
يكابده فعليه بسبحان الله وبحمده"
[رواه أبو نعيم وصححه الألباني صحيح الجامع (6377)]
فهل لكِ من عذرٍ بعد ذلك؟!
4) مصاحبـــة أهل الهمم العاليـــة
وهو من أهم المنشطات الإيمانية فإن المنشطات السابقة ستعطيك الطاقة
الكافية للعمل لمدة قصيرة .
أما الصحبة الصالحة فهي التي ستدفعك للمحافظة على الطاعات في كل وقتٍ وحين .
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"الرجل
على دين خليله فلينظر أحد كم من يخالل"[رواه الترمذي وحسنه الألباني]
وكان الحسن البصري يقول "إخواننا أحبُّ إلينا من أهلينا فإخواننا
يذكروننا بالآخرة وأهلونا يذكروننا بالدنيا".
اغتنم صحبة الصالحين لتعلو همَّتك بهم وإيـــــاك ورفقة أهل الهمم الدنية.
5) القراءة والسماع عن سير الصالحيـــن
فلابد أن تتخذ في طريقك قدوة وأسوة حسنة ولا يوجد خير من سلفنا الصالح
أصحاب الهمم العالية كي تتأسى بهم .
يقول ابن الجوزي "إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعد في الطلب
فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم وقدر همهم وحفظهم وعباداتهم
وغرائب علومهم ما لا يعرفه من لم يطالع فصرت أستزري ما الناس فيه وأحتقر
همم الطلاب ولله الحمد" [صيد الخاطر (1:13)]
فمعرفتكِ بسير السلف الصالح تُشْحِذ همتكِ وتُثبتكِ على الطريق.
نصـــائح مهمــة لتنشيــط العزائم والهمــم
أولاً: ابتعد-ى عن كل ما يُضْعِف هِمَّتك .
فكلما وجدتِ أن رفقائك يثبطونك ويُضْعِفون من هِمَّتك تذكَّر قصة الرجل
الذي قتل مائة نفس وكيف إنه نجى من النار لأنه ترك قوم السوء ونازع حتى
يصل إلى أرض القوم الصالحين.
ثانيًا: احرص -ى على وقتـــك .
فالوقت كالسيف إن لم تقطعيه قطعك وليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت
بهم لم يذكروا الله تعالى فيها فاحذر-ى أن تجعلى حياتك فوضى وعبثية
والزمى نفسك بمنهج تتبعه .
كيف يكون منهجك صحيحًا؟
قال تعالى {وَالْعَصْرِ (*) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (*) إِلَّا
الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1,3]
فلابد أن تحقق ثلاثة شروط وإلا صرتِ في خسران:
1) الإيمان .
بأن تتعلم -ى دينك وتفهميه فهمًا صحيحًا بأن تجعل -ى القرآن منهج حياتك
فتتقن تلاوته ويكن لك حظًا من حفظه وتدبره بأن تُرسّخ -ى عقيدتك وتتفقيه
في عباداتك.
2) الأعمال الصالحة
بأن يصير لكِ حالاً مع الله سبحانه وتعالى بأن تستشعر-ى جوده عليك
وتتعرَّف عليه بأسماءه وصفاته فتناجيه وتتودد إليه بها .
اسجد-ى واقترب -ى من ربِّك جلَّ علا .
فطالما إنكِ بعيدً-ة عنه ستظل الرؤية عنكِ محجوبة وستظلى حيرانًة تائهًة.
3) الدعوة إلى الله تعالى
كُون -ى مباركً -ة أينما كنتِ فكِّر-ى كيف تدعو أهلك وأقاربك وجميع من
حولك واجعل -ى من دعوتهم إلى الهداية قضية حياتك.
عِيش -ى لإسلامك واجعل هدفك الوحيد: رضـــا ربَّك عنك .
فأنتِ لم تُخلَق -ى لتكون -ى شاردًة بعيدًة عن ربِّك كغثاء السيل .
اللهمَّ ارزقنا الصدق والإخلاص في طلب رضـــاك.