ومضة من "طعام صلاة حب : امرأة تبحث عن كل شيء(1)
قرأت هذه التغريدة (حّمامَةْ @ngmh33حين تنام و أنت تحتضن خيبة أملك ، لا تنس في الصباح أن توقظ أملك وتترك خيبتك نائمة !)
فذكرتني بـ"طعام صلاة حب : امرأة تبحث عن كل شيء" فذهبت إلى سياحتي في الكتاب .. فوجدت التالي :
(لحق بي الاكتئاب والوحدة بعد عشرة أيام من وجودي في إيطاليا. كنت أمشي في فيلا بورغيز (..) استندت إلى الدرابزين أشاهد غروب الشمس،ورحت أفرط في التفكير،ثم توالدت أفكاري،وهنا أدركاني.
تقدما نحوي بصمت وتهديد و كأنهما المحققان بينكرتون،وأحاطا بي،الاكتئاب عن يميني والوحدة عن يساري.لم يكونا بحاجة إلى تقديم شارتيهما،فأنا أعرفهما جيدا. نحن نلعب لعبة القط والفأر منذ سنوات. مع ذلك،أقرّ بأنني تفاجأت لرؤيتهما في هذه الحديقة الإيطالية الأنيقة عند الغروب. فهما لا ينتميان إلى مكان كهذا.
قلت لهما : "كيف عثرتما عليّ هنا"من أخبركما بمجيئي إلى روما؟".
قال الاكتئاب،الأكثر مكرا : "ماذا،ألست سعيدة بلقائنا؟".
قلت : "ارحلا عنّي".
قالت الوحدة،وهي أكثر حساسية : "آسفة سيدتي.ولكن كان عليّ تعقبك طيلة سفرك.إنها مهمتي".
قلت لها : "أفضل حقا لو أنك لم تفعلي"،فهزت كتفيها معتذرة تقريبا،ولكن لتقترب أكثر.
ثم أفرغا جيوبي من أي فرح حملته معي إلى هناك.حتى أن الاكتئاب صادر هويتي،ولكنه يفعل ذلك دوما.ثم بدأت الوحدة تستجوبني،وهذا ما يثير رعبي،لأنها تستمر لساعات. هي مهذبة ولكنها لا تتعب،وفي النهاية يزل لساني دائما. تسأل إن كان لديّ أيّ سبب لأكون سعيدة (..) عدت إلى المنزل،على أمل إبعادهما عني،ولكنهما لحقا بي،الأحمقان. كان الاكتئاب يمسك بكتفي بقوة والوحدة تلاحقني بأسئلتها (..) قلت له : "ليس من العدل أن تأتيا إلى هنا.لقد سبق ودفعت للتخلص منكما.قضيت عقوبتي في نيويورك".
إلا أنه وجه إليّ ابتسامته القاتمة ثم جلس على سريري المفضل،ووضع قدميه على طاولتي،وأشعل سيجارا ملأ المكان برائحته المريعة. أما الوحدة فراقبت ما يجري وتنهدت،ثم استلقت على سريري وغطت نفسها بالملاءات،وهي بكامل ملابسها وحذائها. سوف تجبرني على النوم معها ثانية الليلة،أعرف ذلك. ).{ص 56 - 57
(طعام ... صلاة .. حب) / إليزابيث جيلبيرت}.
استومضها لكم : س/ محمود المختار الشنقيطي المدني
س : سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب