اللصوص يسرقون البسمة البريئة
من شفاه الأطفال
و العالم يتفرج
و كأن شيئا لم يحدث...
وكأن الدنيا ما تزال بخير...
يسرقون العنب
و يتركون الدالية عارية
إلا من حبها للعطاء
و حبها لتلك السواعد السمراء
لذلك الفلاح الذي يغدو عليها منشرحا
و يروح منبسطا...
يسرقون الغد من بين أيدي الجيل الحاضر
و يتركونه تائها في سديم المجهول
لا يد تأخذ بيده
لا شمعة تنير له الطريق
كي يمشي مطمئنا نحو المستقبل..
يسرقون الحقيقة من الأقلام والأوراق
لتعيش العقول حائرة
ضالة سواء السبيل...
يسرقونها كي يبقوا تحت جنح الظلام
مثل الخفافيش...
يسرقون القمر
كي يحرموا البحيرة الهادئة
من لمسته الفضية الناعمة الحالمة
و يحرموا الغابة من إطلالته الباسمة العذبة..
يسرقون العيون
حتى لا تراهم عراة
يستحمون في المقت و الإفلاس...
يسرقون...يسرقون...يسرقون...
لكنهم لن يسرقوا القلوب...
إذ فيها حتفهم..
وعندما ينذر الصباح بالبزوغ
سيختفي هؤلاء اللصوص...
و تعود البسمة للشفاه
و ينزل السلام مطرا..
و ينتصر الإنسان...