إسرائيل تهود إرث أمين الحسيني فندق شيبرد يعود بشكل مباشر إلى المفتي السابق للقدس أمين الحسيني
محمد محسن وتد-القدس المحتلة
ما زالت المخططات الإسرائيلية لوضع اليد على عقارات الفلسطينيين بالقدس وأملاكهم مستمرة بهدف تسخير ما توضع عليه اليد لتهويد معالم تلك المدينة العربية الإسلامية.
وكانت بلدية القدس أصدرت مؤخرا تصاريح لبناء 20 وحدة سكنية جديدة فوق الأرض المقام عليها فندق شيبرد في حي الشيخ جراح، الذي يعود بشكل مباشر إلى الشهيد أمين الحسيني المفتي السابق للقدس.
وأكدت عائلة الحسيني أن الادعاءات الإسرائيلية بملكية فندق شيبرد لطرف إسرائيلي غير صحيحة، مشيرة إلى أن ملكيته تعود لجدها المرحوم أمين الحسيني، إلا أن الحارس الإسرائيلي لما يسميه الاحتلال "أملاك الغائبين" تصرف في الأملاك دون مسوغ قانوني.
وتتجه عائلة الحسيني -بالتنسيق مع جهات فلسطينية- نحو اللجوء إلى القضاء الإسرائيلي لاستعادة العقار والطعن في شرعية المشروع الذي يخطط الاحتلال لإقامته على أرض الفندق.
ووجه مسؤول ملف القدس في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حاتم عبد القادر انتقادات شديدة اللهجة إلى السلطة الفلسطينية، لكونها "لا تنتهج سياسة اليقظة حيال ما يجري في القدس".
الاحتلال يسيج فندق شيبرد تمهيدا لإقامة مخطط استيطاني مكانه
إرث الحسيني
وكان العقار مقراً ومنزلاً للحاج أمين الحسيني الذي توفي في منفاه في لبنان عام 1974 بعد نفيه خارج فلسطين من قبل سلطات الانتداب البريطاني عام 1937، وقد حافظ على العقار وكلف وكلاء قانونيين بمتابعته واستلام بدل الإيجار من المستأجرين عندما حول إلى فندق في أوائل الستينيات.
وقالت هبة الحسيني حفيدة المفتي -وهي من يتابع الملف منذ سنوات من مكان إقامتها في لندن- في بيان صادر عن عائلتها إن "المستأجر أحال حقوق الإجارة لطرف ثالث، مخالفاً لنصوص العقد ومعرضاً العقار للخطر، وعلى أثر ذلك قام حارس أملاك الغائبين باستغلال هذا التصرف المخالف".
وأشار البيان إلى أن "حارس أملاك الغائبين أحال -بصورة غامضة وغير معلومة- حقوق الملكية إلى طرف ثالث، بدون علم أو موافقة أو إقرار من قبل وكلاء المفتي وورثته".
وهكذا تم بيع فندق شيبرد عام 1985 بمبلغ مليون دولار للملياردير اليهودي الأميركي إيرفينغ موسكوفيتش، الذي سيمول مخططا استيطانيا يتضمن بناء 20 وحدة سكنية وساحة لوقوف السيارات، في حين سيبقى الفندق على حاله، وسيضم كنيسا وملاعب ومنتزهات ومواقف للسيارات.
وأكدت هبة الحسيني أن العقار ظل مسجلاً باسم المفتي سنوات عديدة وقريبة جداً من تاريخ اليوم، مما يثبت بطلان ادعاءات حارس الأملاك بتغيير الملكية، مشيرة إلى أن حارس الأملاك سلم حق التصرف إلى موسكوفيتش المتخصص في الاستيلاء على العقار الفلسطيني في القدس لصالح الاستيطان.
حاتم عبد القادر: الفندق أحد رموز ومكونات الهوية العربية للمدينة المقدسة
معركة استيطان
وأوضحت الحسيني أنها أطلعت مسؤولي السلطة الوطنية والدول العربية والإسلامية على القضية لأن إرث الحاج أمين الحسيني لا يخص عائلته فقط، وقضية عقار بيت المفتي هي جزء من معركة استيطان في القدس، وهي معركة وجود وهوية وطنية.
ويرى حاتم عبد القادر أن "العقار يعتبر بمثابة أحد الرموز المعمارية في القدس، وأحد مكونات الهوية العربية للمدينة المقدسة".
وأضاف أن "الأمر تجاوز الاستيلاء على العقارات والأراضي، ليشمل التاريخ والرموز والذاكرة الوطنية، فالمصادرة غير قانونية وتتنافى والقوانين الدولية".
وأشار عبد القادر إلى أنه يدرس -بالتعاون مع عائلة الحسيني- إمكانية التوجه للقضاء الإسرائيلي للمطالبة باستعادة العقار ومنع إقامة المخطط الاستيطاني فوق أنقاضه.
وحذر عبد القادر سلطات الاحتلال من تبعات هذه الخطوة التي ستعمق حدة التوتر، وستضع المقدسيين في مواجهة وصدام مع الاحتلال الإسرائيلي.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E...AF83C755E2.htm