أيها العرب .. ابعثوا للأقصى بزيت يسرج في قناديله
قلم / غسان مصطفى الشامي
لم تعد الاستنكارات والخطابات العربية كافية وشافية للغليل جراء الهجمات الصهيونية الشرسة والمتواصلة على باحات المسجد الأقصى المبارك، وقد ضربت (إسرائيل) بعرض الحائط كافة العهود والمواثيق الدولية، وكسرت حرمة المسجد الأقصى المبارك أكثر من مرة؛ وفي قلوب الفلسطينيين والمسلمين قاطبة غصة كبيرة وجرحا عميقا عندما يدنس المجرمون الصهاينة باحات المسجد الأقصى المبارك؛ ونحن المسلمين أصحاب الحق والقضية ممنوعون من الصلاة في القدس والوصول إليها.
ويوما بعد يوم يزداد الألم على القدس والمسجد الأقصى وتتناقص المساحات فيها، وتزداد جرائم التهويد إلى أن أصبحت المساحة الحقيقة للقدس هي فقط 13% والباقي تعرض للتهويد من قبل الاحتلال.
ويرى كاتب السطور أن حالة العرب اليوم لا تخفى على أحد، فهم منقسمون على أنفسهم وغارقون في خلافاتهم ومشاكلهم الداخلية، والغرب وأمريكا و(إسرائيل) يعدون الخطط الجديدة لتقسيم وتفتيت الوطن العربي، حيث كشف سياسيون عرب مؤخرا عن مشروع صهيوني خطير لتفتيت الوطن العربي وتقسيمه إلى دويلات متناحرة؛ أمام هذا واقع الأمة العربية الإسلامي الأليم هل بقي من يفكر في تحرير القدس وتجهيز الجيوش العربية لهذا الهدف المقدس ؟؟.
ونحن في هذا المقام لا يمكن أن نتحدث عن القدس والمسجد الأقصى، إلا أن نمر على التاريخ، ونتذكر منه مشهدين الأول مشهد أليم للقدس يتمثل الاحتلال الصليبي للقدس الذي دام قرابة 88 عام، بدأ في 22 شعبان 492هـ - الموافق 15 مايو 1099م حيث اقتحم الصليبيون مدينة القدس بعد محاصرتها، وصمد أبنائها في وجه الصليبين صمودا أسطوريا، فيما تذكر مصادرنا التاريخية الإسلامية أن الصليبيين ارتكبوا مذابح مروّعة في حق المسلمين في المسجد الأقصى، ولم يفرقوا فيها بين الأطفال والشيوخ والنساء والشباب، حتى غاصت الخيول في دماء المسلمين وصارت الجثث تعوم على الدماء، والمشهد الآخر مشهد الفخر والعزة والبطولة، عندما بدأ الناصر صلاح الدين الأيوبي يعد العدة لتحرير المسجد الأقصى المبارك عام 580هــــــ/1184م، باستثارة الهمم في مصر والشام والحجاز واليمن للجهاد من أجل تحرير القدس، وفتح صلاح الدين الكثير من البؤر الصليبية، مثل عكا، يافا، طبرية، صيدا، بيروت، عسقلان، اللاذقية، وغيرها حتى وصل إلى بيت المقدس، عن طريق معركة حطين في 25 ربيع الآخر سنة 583هـ التي حقق فيها نصرا كبيرا أصبح الطريق مفتوحا إلى بيت المقدس، فنزلت الجيوش الإسلامية بقيادة صلاح الدين الأيوبي على المدينة وحاصرتها في 15 رجب سنة 583هـ، وكان الفتح المبين لبيت المقدس.
القدس يا سادة تبكي الأحرار والمسلمين ماذا بقي منها، حرائر القدس يتعرضون كل يوم أمام وسائل الإعلام قاطبة –للضرب والتنكيل والسحل وإطلاق الرصاص عليهم والقنابل الصوتية وهل من محرك ساكن وهل من منقذ أيها العرب؟؟.
الواحد منا يتألم كثيرا وهو يقرأ التقارير والأخبار الصحفية عما يحدث في القدس، وانقل لكم سطور قليلة عما حدث مع إحدى حرائر القدس عندما اعتقلها الصهاينة وتم اقتيادها إلى مركز "بيت الياهو" (مركز تحقيق صهيوني في القدس) استخدموا معها أسلوب التفتيش العاري، وألزموها الوقوف لفترات طويلة ووجهها على الحائط، علاوة عن الكلام البذيء الذي ووجه الصهاينة إليها أقبية التحقيق، والتعامل السيئ للغاية معها ومع غيرها من الحرائر المرابطات في المسجد الأقصى المبارك اللواتي يتم اعتقالهن بسبب دفاعهم عن المسجد الأقصى من دنس الصهاينة .
تعيش اليوم زهرة المدائن نكبات تل والنكبات، لم يمضي يوما على الاقتحامات الصهيونية للقدس الأسبوع الماضي حتى أعلن رئيس الوزراء الصهيوني " نتيناهو" الموافقة على مخططات بناء أكثر من (500) وحدة استيطانية في القدس الشرقية، كما أيد " نتنياهو" الإجراءات الاستفزازية التي يقوم بها الصهاينة في محيط المسجد الأقصى، معلنا نواياه الخبيثة تجاه القدس المحتلة قائلا " لا يمكن أن تقسم في يوم من الأيام، لأنها لن تكون إلا عاصمة إسرائيل الأبدية، ويجب أن تبقى موحدة تحت السيادة (الإسرائيلية)." ماذا بعد هذه التصريحات الخبيثة من رئيس الوزراء الصهيوني .. والسؤال هل القدس لنا وحدنا ؟؟ وهل يجب أن نتحمل كفلسطينيين كامل المسؤوليات تجاه القدس والمسجد الأقصى والعرب والمسلمين في سبات عميق؟؟.
القدس اليوم يا سادة بحاجة إلى مواجهة المخططات الصهيونية بصورة عملية، وبحاجة ماسة إلى وتوفير الدعم الدائم المالي والمعنوي والمساندة الحقيقية لصمود أهلنا في القدس، الذين ويهددون بالطرد من منازلهم ومدينتهم القدس؛ نحن بحاجة إلى موقف عربي عسكري وصريح يدعو الصهاينة إلى رفع أيديهم على القدس ووقف الاقتحامات اليومية ووقف الهجرات الصهيونية إلى أرض فلسطين.
يجب علينا كعرب ومسلمين أن نصحوا من سباتنا العميق، وأن ننهض من أجل القدس، ويجب أن تعقد قمة عربية طارئة ويكون على رأس الأولويات حماية القدس والمسجد الأقصى المبارك من بطش العدو الصهيوني و وقف التعاون العربي والتنسيق مع الصهاينة، وإغلاق السفارات الصهيونية في البلاد العربية ومقاطعة المنتجات (الإسرائيلية) ووقف كافة أشكال التعاون والتعامل مع الصهاينة، بل والقيام بمظاهرات أمام السفارات الصهيونية في البلدان العربية، تفعيل القرارات الأممية التي تدين الكيان الصهيوني وجرائمه بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك .. وكافانا تقاعسا أمام ما يحدث من نكبات في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟؟ .
إلى الملتقى ،،
قلم // غسان مصطفى الشامي