عادل سالم
الحاسوب أو الكمبيوتر كما شاع اسمه أصبح جهازا أساسيا لا غنى عنه لدى كافة الشركات والحكومات والأفراد في شتى مشارق الأرض ومغاربها، ولم يعد امتلاك الحاسوب نوعا من الترف بل أصبح عدم امتلاكه تخلفا لا تغني عنه كل دروس محو الأمية في مجالات التكنولوجيا.
وكما هو معروف فإن أشهر أنظمة تشغيل الحاسوب أو الكمبيوتر كما يعرفها معظم الناس هي الوندوز من إنتاج شركة مايكروسفت، ويليها نظام (أو إس إكس) الذي أنتجته شركة أبل وتقوم بتشغيل أجهزتها بواسطته، والنظام الثالث هو نظام لينكس الأقل شهرة واستخداما.
شهرة شركة مايكروسفت في أجهزة الوندوز نجمت من خلال أسباب عديدة لعل أهمها قلة تكلفة الأجهزة التي تستخدم الوندوز مقارنة بأجهزة أبل التي يطلق عليها حاليا (آيماك)، وفي الوقت الذي تتصارع شركات كثيرة لتصنيع الحواسيب التي تستخدم الوندوز أو لينكس فإن شركة أبل الوحيدة التي تنتج حواسيبها، ويمكن القول إن القفزات الكبيرة التي قفزتها أبل بجهازها الجديد «الآيماك» فرض على المهتمين فعلا بأجهزة الحاسوب أن يعيدوا النظر عند شراء جهاز جديد، وأن يتخدوا قرارهم التاريخي ولو كان متأخرا بضرورة الانتقال من استخدام الوندوز لاستخدام الآيماك، بل دعوني أقول لكم بكل وضوح عليكم أن تطلقوا الوندوز لكي تبحروا في فضاء الآيماك وتشاهدوا الفرق الهائل بين الجهازين.
إن مستخدمي الوندوز لن يستطيعوا معرفة الفروقات الكبيرة بين الجهازين، بل حتى مستخدمي الآيماك الذين لم يستخدموا الوندوز في حياتهم سيكونون عاجزين عن سرد الفوارق الكبيرة بين الجهازين.
وحدهم الذين استخدموا الجهازين يعرفون الفرق بين النظامين، لأنهم جربوا الانتقال للهدف بسيارة عادية، وجربوه بطائرة تسير بسرعة الصوت.
وحتى لا نغرق القارئ بتحليلات وكلمات إشادة ننتقل مباشرة إلى أبرز الأسباب التي تدعوك لكي تطلق الونذوز وتستخدم الآيماك، وسنكتفي بعشرة منها:
{{{١- الصور}}}
الصور في الآيماك تظهر بشكل أفضل وبألوان زاهية أكثر إمتاعا، وهي كفيلة لو تعودت عليها أن لا تعود لاستخدام الوندوز بتاتا.
{{{٢- الخطوط والألوان}}}
الخطوط في الآيماك أكثر جمالا وتغييرها مسألة أقل تعقيدا من الوندوز، وبالنسبة لحروف اللغة العربية فهي في غاية الروعة.
{{{٣- التعامل مع الصور}}}
تحدثنا سابقا عن الصور وهنا نؤكد أن التعامل مع الصور بتعديل الأحجام، والأسماء، ونوعية الصور من (جيبك) و(جف) و(بنغ) إلخ أكثر سهولة، ولا تحتاج هنا إلى برامج للتعامل مع الصور ففي الآيماك برامج خاصة تقوم بكل تلك التعديلات بسهولة.
{{{٤- البحث المدهش}}}
في الوندوز عندما تبحث عن ملف مثلا أو اسم مقال، عليك إدخال الاسم والانتظار حتى ينتهي الوندوز من البحث، وهو يسألك عم تبحث لتحدد له أماكن البحث للسرعة، لكن في الآيماك فالمسألة لا تحتاج لتلك التعقيدات، وما عليك سوى كتابة الاسم الذي تبحث عنه وما إن تنتهي من كتابته حتى يظهر لك الخيارات التي تبحث عنها، لست بحاجة للانتظار ولو لثوان. سرعة حقا مذهلة.
يمكنك زر البحث في الآيماك مثلا أن تنشئ مجلدا للبحث الآلي لأي شيء تريده، فمثلا: لو فرضنا أنك أنشأت مجلدا للبحث الآلي باسمك، ولنفترض أنه علي الصياد، سيقوم المجلد بتجميع نسخ لكل الصور التي تحمل اسم علي الصياد أو المشار إليها بأن أحد الحاضرين فيها علي الصياد، وكل نص باسم علي الصياد أو يدخل ضمن كلماته علي الصياد، وبإماكنك أن تحتفظ بذلك المجلد، وكلما احتفظت بصورة أو ملف في أي مكان في الحاسوب فيه اسم علي الصياد ستجد لاحقا نسخة منه في المجلد المذكور، ليس هذا فقط ولكن لو كنت تستخدم البريد عبر الحاسوب وليس عبر البريد الشبكي (وب ميل) ستجد نسخا من الرسائل التي تحمل اسم علي الصياد داخل المجلد (علي الصياد).
{{{٥- أتوميتر}}}
برنامج مذهل غير موجود إلا في الآيماك، يؤهلك لبرمجة الجهاز للقيام بالكثير من الأعمال بشكل آلي مريح، وإليكم بعض تلك المهمات:
- مثلا يمكنك أن تنشئ مجلدا يتم فيه تصغير كل صورة تدخلها للحاسوب، ضمن القياسات التي ترغبها.
- يمكنك تعديل قياسات أي عدد من الصور بشكل آلي، وفوري وهي مهمة للذين يتعاملون مع النشر الإلكتروني، وتحديد المجلد الذي تريد أن تحفظ صورك الجديدة فيه. ولست بحاجة للاستعانة بفوتوشوب للقيام بتلك المهمات.
- يمكنك عمل برامج صغيرة للمراسلة تساعدك في إرسال الرسائل في الوقت المحدد وللجهة التي تريدها.
- يمكنك من تجميع العناوين بالشكل الذي تريده.
وغيرها من البرامج التي يطول الحديث عنا.
{{{٦- ملفات الاحتياط (تايم مشين)}}}
هذا أهم جزء في الآيماك، وهو غريب عن مستخدمي الوندوز الذي يطلب منك دوما أن تحفظ ملفاتك احتياطيا كي لا تخسرها في حال حدوث أي خلل، لكن في الآيماك فإن الأمر وصل أبعد من ذلك بكثير.
يمكنك الآيماك من خلال ما يسمى بــ (تايم مشين) من حفظ ملفاتك آليا كل فترة لنقل ساعة مثلا، وفي حال حدوث خلل ما ليس في الجهاز فحسب ولكن في الملف نفسه أن تستعيد النسخة الاحتياطية ببساطة لتعيدها مكانها. لا يقف الأمر هنا فحسب ولكن يتيح لك التايم مشين باختيار النسخة التي تريد استعادتها، فلو فرضنا مثلا أنك قررت أن تعيد النظر بالتعديلات التي أدخلتها على مقال ما وتحب أن تعود للنسخة الأصلية من المقال قبل يوم أو يومين، ما عليك سوى أن تفتح محرك التايم مشين حيث يظهر لك شاشة الحاسوب المخزنة بكل الملفات ومرتبة حسب ترتيبها في الحاسوب نفسه مما يسهل عليك البحث عنها، ثم ستجد في الجانب الأيمن تواريخ حفظ الملفات حسب الوقت ثم حسب اليوم وما عليك سوى تحديد النسخة التي تريدها بالزمن الذي تحدده وعلى الفور تظهر لك النسخة التي خزنها الحاسوب في ذلك الوقت، فتنقر عليها لتعود للحاسوب، بل يعرض عليك الحاسوب أن تختار بين أن يحفظ الملف المخزن مكان الجديد أو يحفظ لك النسختين معا لتقارن بينهما.
في أحد المرات حذفت ملفا من الجهاز وندمت على ذلك بعد فترة، فعدت إلى التايم مشين لأستعيد النسخة قبل حذفها.
بقي أن نقول أن التايم مشين يحتفظ بالنسخ الاحتياطية لمدة ثلاثين يوما أو حسب المساحة المتاحة المحددة له، فعندما يمتلئ القرص الذي يحفظ فيه ملفات الاحتياط يقوم التايم مشين بحذف النسخ الأقدم ليحل مكانها النسخ الجديدة.
[**أين يمكنك حفظ ملفات الاحتياط؟*]
يمكنك حفظ تلك الملفات بقرص خارجي تربطه بالآيماك عبر أحد الأسلاك، أو بتحديد مساحة محددة في الحاسوب يقوم برنامج التايم مشين باستخدامها له فقط، أو في قرص خارجي لا سلكي تضعه بالقرب من الآيماك لكنك لا تربطه بالحاسوب بأية أسلاك، وهذا قرص سعته كبيرة أكبر من الحاسوب نفسه وتنتجه شركة أبل نفسها حيث تم إعداده خصيصا لتلك المهمات. وهو يحفظ لك ليس الملفات العادية، بل برامج الألعاب، وغيرها.
{{{٧- آيفوتو}}}
في الآيماك هناك مجلد خاص لعرض الصور اسمه (آيفوتو) حيث تعرض فيه الصور حسب المجلدات، وحسب الألبومات، وحسب الدول التي التقطت فيها الصور، وحسب الوجوه.
بحيث تقوم بكتابة اسم صاحب الوجه في الصورة وبعد أن تسجل عدة أسماء للصور يقوم البرنامج بتسجيل الصور الأخرى التي يرى أنها صور شبيهة وبذلك يفتح لك صفحة فيها أسماء كل الوجوه الموجودة في ألبوماتك مع أسمائها، وما عليك إلا النقر على اسم صاحب الصورة التي ترغب بفتحها لتظهر لك مجموعة الصور التي تضم فيها ذلك الشخص سواء كانت صورا منفردة أو جماعية.
ويمكنك ذلك البرنامج مثلا أن تربط الصورة عبر خريطة العالم بالبلد والدولة التي التقطت فيه الصورة ليقوم الحاسوب بتجميع الصور حسب الأماكن، أو حسب السنوات، أو حسب المناسبات إلخ.
٨ - الذين يعيشون في الدول غير العربية ليسوا مجبرين أن يدفعوا ثمن الحاسوب ثم ثمن برنامج متعدد اللغات ليستطيعوا تحميل اللغة العربية للحاسوب، ففي الآيماك كل اللغات التي يمكنك تحميلها بسهولة بخلاف الوندوز الحديث رقم سبعة.
{{{٩ - برنامج البريد}}}
في الآيماك برنامج بريد يدعى ميل وميزته ليس في كونه يعرض عليك كل حساباتك البريدية فهناك برنامج في الوندوز يقوم بنفس العرض، لكنه يتيح لك أن تنقل رسائلك من بريد لآخر بشكل سريع فمثلا لو أردت أن تنقل رسالة من بريدك رقم واحد لبريد رقم ٢ فما عليك سوى أن تعلم الرسالة وتسحبها للبريد الثاني وبخلال ثوان ستجدها في البريد الثاني دون عناء.
{{{عاشرا: الصيانة}}}
هنا المهمة الأكثر إلحاحا،
فعندما يتعطل جهاز حاسوبي (الوندوز) فأنا مضطر لحمله إلى مكان للتصليح والأماكن كثيرة وقد يحتاج إصلاحه لدقائق لكنك مضطر لترك جهازك لدى الشركة ليوم أو أكثر وربما لأسبوع ليقوم التقنيون بإصلاحه. في الآيماك الأمر مختلف فأنت أمامك خيار واحد فقط إصلاحه لدى أحد محلات شركة أبل نفسها هذا في الولايات المتحدة حيث أقيم ولا أعرف في الدول الأخرى كيف يتم ذلك، وبعد أن تحدد عبر الهاتف معهم وقتا لإحضار جهازك فإن التقنيون يبدأون فورا بإصلاحه أمامك وأنت جالس أمامهم ثم تحمله معك وتعود للبيت.
وعندما تتصل بالخدمة التقنية للاستفسار عن مشكلة محددة فلست بحاجة للانتظار لساعات كما يحصل في الوندوز لكي تستمع للرد على استفسارك.
هذه أهم الأسباب ولديك غيرها الكثير جدا من الأسباب التي أبرزها مثلا أنك عندما تشتري حاسوب الوندوز ستشتري معه مايكروفون، وسماعات، وكاميرا، وستقوم بربط كل ذلك بأسلاك كثيرة، لكنك في الآيماك في غنى عن ذلك كله، فالآيماك يأتي وفي داخله الكاميرا والميكروفون والسماعة إضافة للجهاز والحاسوب ولا تحتاج سوى لسلك واحد يربط بين الحاسوب مع الشاشة (سلك واحد فقط) بالكهرباء. حتى الفأرة (الماوس) ولوحة المفاتيح يمكنك أن تستخدمها بدون أسلاك فتريح أعصابك من تمديدات أنت في غنى عنها. الآيماك ثورة في عالم التكنولوجيا فلا تتركها تمر من جانبك دون أن تستفيد منها.
وماذا أحدثكم عن برنامج الشات، وصوره أو ملف العناوين وطريقة عرض العناوين وترتيبها، باختصار لو كنت تريد أن تنتقل إلى عالم جديد في الثورة التكنولوجية فما عليك إلا أن تتخذ قرارا جريئا وتنتقل لعالم الآيماك، لكن انتبه فهو أكثر تكلفة ولوحة مفاتيحه العربية تختلف قليلا فبعض الأحرف يختلف مكانها على لوحة المفاتيح لكنك بعد أن تتعود عليها ستجد أن كل شيء عادي.
عن ديوان العرب