كشفَ مديرُ آثار دمشق الدكتور غزوان ياغي أنه تمّ، منذ أيام وبعد الموافقة على استمرار الأعمال في مجمع خدمات القنوات، العثورُ على مدفن رابع جنوبي المدفن الغربي مازالت المديرية تقوم بكشفه واستقصاء ما سوف يظهر فيه من لقى أثرية مهمة تزيد من المعلومات الحضارية عن مدينة دمشق، بما يفيد في تدقيق المعلومات التي تملكها المديرية وإعادة كتابة تاريخها موثقاً بهذه اللقى المميزة. ولكن العمل توقف خشية حدوث أيّ انهيار خلال أعمال الحفر، حيث طالبت مديرية الآثار محافظة دمشق بإجراء التدعيم اللازم لإنجاز المهمة على أكمل وجه.
وحول ضرورة ترميم الخانات في مدينة دمشق ولاسيما في شارع مدحت باشا، قال مدير آثار دمشق، خلال اجتماع الدورة العادية السادسة لمجلس محافظة دمشق: «إنَّ موضوع تأهيل الخانات من اختصاص لجنة للخانات برئاسة عضو المكتب التنفيذي لقطاع الآثار والسياحة والثقافة، حيث عملت هذه اللجنة على القيام بمسح كامل وجمع معلومات حول كافة الخانات الموجودة في مدينة دمشق، للقيام بمشاريع تأهيلها»، لافتاً إلى أنَّ «المديرية مازالت بانتظار القرار اللازم لذلك». وأشار مدير الآثار في دمشق إلى أنَّ «اللجنة، التي شكّلت، تشمل عضوية دائرة الآثار والأوقاف والسياحة، إضافة إلى مديرية المدينة القديمة في محافظة دمشق. وإنَّ الوكالة الألمانية للتعاون الدولي قد قامت، منذ فترة قصيرة، بمشروع لتأهيل الخانات في مدينة دمشق دون أن تتّضح معالم هذا المشروع حتى الآن».
وعن تحديد فترة انتهاء أعمال التنقيب التي تتمّ في الحديقة الممتدة حول حمام القرماني في منطقة المرجة، نوه ياغي بأنَّ هذه الأعمال تتمّ بالتنسيق مع محافظة دمشق بموجب محضر اجتماع عُقد بحضور وزير الثقافة ومحافظ دمشق، بهدف الكشف عن وجود حفريات أثرية في المكان. وقدّمت الحفريات الأثرية بإشراف مباشر من الدكتور مدير التنقيب في المديرية العامة للآثار والمتاحف، وهو المتابع لها من الناحية العلمية ومن الناحية الإدارية، والذي أكد أنَّ نتائج التنقيب جيدة وتحتاج إلى مدة زمنية أطول، وسوف يتمّ إغلاق مكان الحفائر بعد الانتهاء من أعمال الكشف والاستقصاء العلمي. أما بالنسبة لموضوع المدافن التي تمَّ اكتشافها أثناء القيام بأعمال الحفر لإقامة مركز خدمات القنوات، فقد بيَّن ياغي أنَّ «الاكتشاف المذكور تمَّ على مستوى أكثر من 3 أمتار تحت الأرض، حيث ظهرت ملامح أثرية وبقايا تجويفات محفورة (مدافن قديمة). وبهذا الخصوص شكّلت بعثة أثرية طارئة رسمية للقيام بأعمال الكشف الأثري العلمي، حيث تبيّن وجود مدفنين (الأول في الجهة الجنوبية، والثاني في الجهة الغربية)، وتمّ التنسيق مع محافظة دمشق لإيقاف الأعمال إلى حين الانتهاء من الأعمال. وقد وافقت المحافظة على ذلك وقدَّمت المساعدة الممكنة».
وأضاف ياغي: «نتيجة أعمال الكشف الأثري تبيَّن العثور على بقايا جنائزية متناثرة بشدة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي، وقد تمّ العثور في المدفن الجنوبي (المتأثر بشدة أعمال الحفر، حيث يظهر تدمير كبير في سقفه ومدخله) على بقايا زجاجية وخزفية وبقايا هياكل عظمية. أما في المدفن الغربي، (الواقع بكامله أسفل مستوى الطريق المجاور لأعمال الحفر) فقد تمّ العثور على عدة قوارير زجاجية (مدامع) وبقايا عظمية لهياكل بشرية متأثرة بمياه الصرف الصحي».
قيد الكشف
قال الدكتور ياغي: «المدفن الغربي يُعدُّ من الناحية المعمارية متكاملاً، ويمثّل أبرز الأمثلة للمدافن الرومانية التي عرفت في مدينة دمشق، ويعتبر المدفن الثالث لأنه عبارة عن جزءين متصلين من مدفن كبير. وبناء عليه، قمت بعرض الأمر في اللجنة الفنية الأخيرة، والذي عقد بحضور الدكتور بشر الصبان محافظ دمشق ونائبه لضرورة الحفاظ على المدفن الغربي؛ كونه يقع أسفل الشارع ولا يعطل أعمال البناء لمجمع خدمات القنوات. وقد وافق على ذلك»