بسم الله الرحمن الرحيم
أيُّ عيد؟
(عيدُ القسَّام)
د. ضياء الدين الجماس
لا الفَرْحُ فرْحٌ ولا التغريدُ تغريدُ ... "عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ"
جُلُّ الخلائقِ شاهتْ في طبائعها ....لا الكلب ُكلبٌ ولا العربيد عربيد
وغدٌ بأحلامه عرشٌ سيحكمه .... يزهو بـها مرَحاً في الوهم صنديد
أحلامه "نَتَنٌ" هذْيٌ ومسخرة ... فالعيشُ في عُرْفه قَهرٌ وتصفيد
يحمي ثعالبه حتى تناصره ... يبدو شجاعاً بهم والقلب رعديد
"إبليس" قبلته يحبو له مَلَقاً ... من حام حول الحمى فالحكمُ تأبيد
جاؤوا بطائرةٍ في الجو مرعبة ... في فوهها لَـهَبٌ يتلوه ترعيد
أخرى مُـجنزرة في البرِّ زاحفة... في قصفها شرر للناس تشريد
جرذانه قرضت زرعاً بغزتنا ... في الحقل شرعتها هتكٌ وتسريد
مصُّ الدماء غدا فناً لعاشقه ... قتلٌ وغصب وتعذيب وتسهيد
في لوحة رسَمتْ خرطوم ماردهم .... في مصه لدمٍ فنٌ وتجريد
يبدو لناظره في شربه شَرِهاً ... في سُكْرِه غائبٌ تأتي له الغيد
واللاة صورته في الصخر زخرفها .... والذلُّ غايتُه يسبقه تمهيد
أقواله عزفت للبُهْم أغنية .... من لا يزغردها يتبعْه تهديد
قيدٌ وسجن وتنكيل بلا وجلٍ ... في السجن شرعتهم صلبٌ وتسفيد
تعساً لـمن تَبِعوا قانونهم مَرَجاً.... في الظلم مَرْجَلَة عُرْفٌ وتقليد
في عيدنا حزَنٌ والعُرْبُ في هَرَج... في فتنة غرقوا والقتل تصعيد
يا عيدُ هَلَّا انجلى للخلق باطنهم... فالعدل في عرفهم للحقِّ تجميد
راموا بغزةَ فتكاً فانبرتْ بلظى .... قصفٌ "بقَسَّامَ"يأتي بعدها العيد
وأتبعوه بلا طيارَ طائرةً ... قَصَّتْ متاريسهم في نارها صيدوا
صاغوا معادلة أخرى مغايِرَةً.... ذلَّ العدو لها والأنف والجيد
فاقت إرادتُـهم قَهْرَ العدوِّ لـها ... عَزَّت بـهم أممٌ والنجمُ والبيد
جندُ السماء علَوْا والله ناصرُهم ......راياتهم في الوغى نصرٌ وتوحيد
نالَ العدوَّ أسى، بارت تجارته .... فالذل مغنمه عارٌ وتنديد
يا زهوَ من شَهِدُوا جلَّت شهادتُـهم ... فتحُ الإله لـهم نورٌ وتخليد
ياربِّ فانصرْهُمُ تعلو بهم قِــيَمٌ ... بالصدق رفعتهم للكذب تفنيد
صاروا لنا مثلاً في عِزَّةٍ شمخوا ... تاريخهم حافلٌ في مجده شيدوا
----
القسام : اسم الصواريخ المحلية للمقاومين الذين أمطروا بها قرى العدو