مصطلح الخيال الذاتي

[ريمه الخاني]

السلام عليكم
مصطلح"الخيال الذاتي" مصطلح غربي صرف يعني تلميع السيرة الذاتية بشكل يشترك فيها الخيال مع لحقيقة معا لتكون أدبية صرفة ترضي ذائقة ونفس السارد لسيرته .
الخيال الذاتي:L autofiction :مصكلح نحته عام 1977 الكاتب سيرج دوبروفسكي Serge Doubrovsky
ومنذ ذلك الحين عرف المصطلح نجاحا متزايدا سواءعند الكتاب أم عند النقاد.
ويمكن القول إن الأمر يتعلق بتساؤل علمي حول الممارسة الساذجة للسيرة الذاتية.(انظر مجلة الآداب العالمية) العدد 150-151 ص 75 وترجمة بحث لوران جيني من جامعة جنيف :ترجمه عدنان محمد:
وقد عقد مؤتمر في الجزائر بهذا الصدد بعنوان:
"الخيال الذاتي في الأدب المعاصر"

نترككم مع توصياته :
http://www.eldjazaireldjadida.dz/%D8...AD%D9%88%D9%84

[ريمه الخاني]

استخلص المشاركون في الندوة الدولية حول"الخيال الذاتي في الأدب المعاصر"، أن الأدب الذي يخلد و يدوم أكثر و يحقق رغبة القارئ، هو الأدب الذي يشتغل على الذات و يضعها في المقدمة و ليس على الموضوعية.

كما جرى الاتفاق خلال هذه الندوة التي نظمتها أول أمس مفاوضيه الإتحاد الأوروبي بالجزائر، بمساهمة وزارة الثقافة بفندق الجزائر، والتي نشطها أدباء جزائريون و أجانب و بحضور سفراء الدول المشتركة في الإتحاد، على ضرورة الاعتماد على الخيال الذاتي الذي أضحى ضرورة مطلقة للتعبير عن أراء و أفكار معينة للكاتب.

أكد الروائي أمين الزاوي في مداخلته أن الكتابة عن الذات في الوقت الراهن تعطي نوع من الخوف، لأن الذات تعني أننا نعري أنفسنا و نكشف عن شخصيتنا مباشرة، مضيفا أن الأدب الجزائري يستند للموضوعية أكثر من ذات، مرجعا ذلك إلى الظروف التي عاشتها الجزائر و التي ساهمت تراجع الأدب الذاتي، بداية من الثورة التحريرية التي حجبت كموضوع خارجي عن الذات ، ثم المرحلة الاشتراكية كانت تعتمد على مبدأ مادي، أكثر من قوة الذات، و أخيرا المرحلة الدموية التي جعلت الكتابة تقترب من الإستهجاء، مشيرا إلى الفرق الموجود بين الخيال الذاتي و السيرة الذاتية التي هي نوع من المقاربة لحياة من طفولتها و شبابها إلى غير ذلك، كما تحاول أن تحاكي محطات من تاريخ الفرد"الكاتب"، أما الخيال الذاتي فهو يتدخل عندما يريد الكاتب أن يمتلك العالم الخارجي، ليضيف في الأخير أن الأدب الجيد هو الذي يستطيع أن يزاوج ما بين الذات كمركز للعالم و بكل نرجسيتها و الموضوعات الأخرى الموضوعية كالتاريخ، الحروب، السلم،.

من جهته ركز الكاتب حميد غرين في مداخلته، أن الظروف التي يعشها الكاتب داخل مجتمعه و محيطه السياسي تمنعه من كتابة مذكراته الشخصية في كتب خاصة أو نشرها في مقالات عبر مجلات دورية، ما يجعله يستغل روايته و يوظف ذاتيته، مستندا بذلك عن مقولة الأديب الإنجليزي"لوفر" الذي يقول فيها "لابد من الكاتب أن يكتب على حياته".

من جهته أكد الكاتب ماركو جيرا لت تورينتو الإسباني، إن الحديث عن السيرة الذاتية و عن الخيال يرتبط بطبيعة الموضوع، فإذا أراد الكاتب الحديث عن علاقاته الأسرية و عن حياته فهو أكيد سيكون موضوع ذاتي، أما إذا أراد الكاتب البحث في قضية أو فكرة معينة فهو سيعتمد على خيال لكن بموضوعية،مضيفا أن هناك الكثير من الحقائق لا يمكن كشفها إلا من خلال الموضوعية، مشيرا في هذا الصدد عن تجربته التي تعد الأولى من نوعها في الكتابة الذاتية و التي قام بها السنة الماضية بعد وفاة والدته، والذي ركز فيها عن علاقته الأسرية.

أما الروائي الإعلامي الجزائري أنور بن مالك فقد أوضح أن الكتابة عن الذات تأتي بعد موقف شخصي يعيشه الكاتب و يتأثر به وهي أشياء تتعلق بالروح،من جهة أخرى أكد أنور بن مالك أن الأديب العربي يلجأ إلى الرواية للهروب من الرقابة السياسية و رقابة المحيط، لأن مجتمعنا لايزال حسبه محاصر بعادات و تقاليد لا يمكن تخطيها.

نسرين أحمد زواوي

[ريمه الخاني]

ونضيف من البحث الذي ترجمه الأستاذ عدنان محمد في مجلة الآداب العالمية:أن الخيال الذاتي انتقائي بامتياز لانه يقوم بالانتقاء ويعزل بعض الأحداث ,ويضيف لصالح أمر دون آخر وهذا العمل بمثابة خيانة للذاكرة, يشخر لصالح صاحب السيرة,ص 77
يتبع

[ريمه الخاني]

يكمل الأستاذ عدنان محمد ترجمته قائلا ص 78
هناك فصل ما بين الخيال البعيد عن الحقيقة والخطأ الفادح حول ذلك,فلما تأتي التداعيات القدية يخرج الأديب عن أسلوبيه ليكون أكثر واقعية,إلا أنه ينتقد دوبروفسكي الأسلوب الجميل من أن هذا لا ينفي أن فن السيرة الذاتية يجب أن يحصر بالشخصيات الهامة فقط...
والتداعي هنا له صلة بما قدمه فرويد من دواع نفسية خالصة,وعالم اللاوعي لذي يفرض نفسه على الأديب,لكن يجب الانتباه ان هذا الفن قد لا يكون فن سيروي على وجه الدقة بل يمكنه ان يتخلل الرواية الخاصة بالأديب ويدخل في شخصية محورية تمثل هو ذاته مثل الأديبة "كريستسن آنغو" وما مثلته من حواريه مع زوجها السابق فلا هو قرأ الرواية ولاهي كانت كريستين تماما..لكنها عمدت للتقنية الروائية والخيال الذاتي لتدخل شخصيات خيالية تدعم سيرتها الذاتية هنا في رواية""الذات"وتستطيع الاتحاد مع ذاتها والشخصية بقدر ما.
ولو راجعنا الكوميديا الإلهية لدانتي نجد ان البطل هو ولكن ممزوجا بخاله الذي جعله يتجول في الجحيم ويتعلم من فرجيل إم كل مسرود خيالي هو مسرود أدبي ولكن هل العكس هو صحيح؟هي وظيفة استكشافية رصفة يعيد مراجعة نفسه ذاك الكاتب ليخرج حياتها من جديد,وهو مخرج جديد مدفون في أعماقه يرى نفسه من جديد من خلالها وتعتبر من لفتات الكتابة المحمودة وربما البدايات الروائية تظهر بوضوح شخصية الكاتب قبل أن يدخل في خضم التجرية الروائية.
ولعل روايتي الأولى " مناهل الغمام " فيها الكثير مما ورد سابقا.
( كان هذا استجلاب لما ورد في الترجمة مع آراء شخصية)

[عبد الرحيم محمود]

الميل للخلود فطري ، فهو سبب خروج آدم من الجنة ، والكتابة الذاتية المباشر كترجمات الحياة ، أو غير المباشرة مثل الكتابة عن إحساس الكاتب بذاته أن التكلم عن شعوره الخاص ، كالنجاح أو الإخفاق أو التوجس أو خيبة الأمل .... الخ .
هو نوع من تخليد الكاتب لنفسه ولو بطريقة مخفية .

[عبد الرزاق أبو عامر]

للخيال عدة مدركات وأثواب ,يمكن الارتكاز عليها ,لسلوك درب التفهيم بطريقة محببة.