سيادة الرئيس:
لا يستطيع أحد أن ينكر أنك وحلفاءك وأجهزة مخابراتك استطعتم منذ سنوات الخروج سالمين من الكثير من المآزق والمطبات، بدءاً بمقتل الحريري، مروراً بالمجازر السورية وانتهاء بجريمة الكيماوي. وقد نجحتم في النجاة منها بأثمان مكلفة، لكن المهم أنكم نجوتم. لكنني، لو كنت مكانك الآن وأنت وأجهزة أمنك وضباطك تواجهون قضية الصور المسربة لعمليات القتل والتعذيب في السجون السورية، لو كنت مكانك لشعرت بقلق كبير جداً جداً جداً. لا تدع أحداً يخدعك ويقول إن الأمر سيمر كما مر غيره من قبل. لا أبداً. لن يمر. لقد اصبحت عشرات الألوف من صور القتلى والمعذبين في سجونكم في كل وسائل الإعلام العالمية، وبجانبها صورتك الشخصية. وأنت تعلم سيادة الرئيس، مثل هذه الأمور لا تأتي بشكل عابر، بل وراءها ما وراءها. لا أريد أن أثقل كاهلك أكثر مما هو مثقل، لكن صدقني هذه المرة من حقك أن تخشى أنت ومخابراتك كثيراً. ولا داعي للإسهاب.
فيصل القاسم