هل نحن نجيد واجب الانتماء؟
من قلم غالب الغول
لا شك أن معنى الانتماء يضعف عند البشر شيئاً فشيئاً , فالطفل أكثر المخلوقات انتماء لأمه , والإنسان عندما كان بحاجة إلى عمه وخاله وأسرته , كانت درجة الانتماء عنده تنمو مع نمو حاجته إلى أسرته التي تحافظ عليه من قساوة المجتمعات الغازية , والإنسان كان أكثر انتماء لعشيرته وقبيلته حين كانت العشيرة وحدة واحدة متضامنة كالبنيان المرصوص , ومن هنا نقول أن الشخص لا ينتمي إلى مجموعة إلا إذا كان له مصلحة متبادلة مع من يتعامل معها , وبالانتماء تسود الألفة والأخوة والتعاون والإنتاج المادي والثقافي بشتى السبل ,وهنا أتساءل . إلى أي درجة نحن في هذا المنتدى نسير في درب الانتماء ؟ هل حقيقة أننا نحافظ على وحدة كلمتنا ونحرص على البيت الذي يأوينا , ونحافظ على المؤسسة التي ترعى إنتاجنا , أم نحن نسير على هوامش الانتماء, بل ندعي بأننا ننتمي إلى هذه المؤسسة الثقافية .؟
كل واحد منا ـ نحن الأعضاء ــ يسأل نفسه عن درجة انتمائه إلى زملائه ومنتداه .
قد يقول أحدنا, ما فائدة هذا الانتماء ؟ ولماذا أرهق نفسي لفائدة غيري , عليّ فقط أن أنشر أشعاري وكفى .
وقد يقول آخر , إن فلان لا يفقه من الشعر أو الأدب شيئاً , فكيف أنتمي إلى مؤسسة لا يوجد من هو أفهم مني , وأقدر مني على صناعة الشعر , يكفي أنني سيد الكل وكفى .
وقد يأتي آخر ليقول , لا يهمني من الانتماء إلا أن أحصد جميع أوسمة المنتدى , وإلا فأنا سأخرج من هذا المنتدى وكفى.
وربما يأتي آخر ليقول . من الضروريات أن اجتهد , وأستفيد من غيري , وأشارك في جميع الأقسام , سواء كنت مؤهلاً أو لم أكن , فإن كنت مؤهلاً لذلك , فلا بأس أن يأخذ مني من يحتاج إلى علمي , وإن كنت غير مؤهل , فسوف أحصل على نتائج من الإخوة المخلصين لأكون أكثر وعياً من غيري , لآن ليس كل من كان شاعراً أصبح مثقفاً , وليس كل من تخصص بشيء أصبح مثقفاً , فقد يكون المثقف الواعي لأمور دينه ودنياه أقدر من حملة البكالوريوس والدكتوراه , فمهما تعلم الإنسان فلم يحصل من العلم إلا قليلا.
لذا لا يسعني إلا القول , أن نكون أكثر انتماء وإخلاصاً لهذا المنتدى الذي يحافظ على أدبنا , ونحافظ على سمعتنا كمثقفين , ويسودنا التسامح ونعمل بما أمرنا الله به , بالتواضع والمشاركة والتعاون , لنصبح خير أمة أخرجت للناس .
مع أغلى التحيات لكافة أفراد أسرتنا الثقافية شعراء وأدباء , وشاعرات وأديبات والله يوفقنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح .
غالب الغول
|