قالت تمتع من لذيذ رضاب ثغري
و ارق الجمال ودر به
ما الفجر إلا لمحة مرت هنا
فتشبعت من لؤلؤي
ثم انثنت تسري
قالت تمتع سيدي .. فلثمتها
من بعدها ..
ما عدت أدري
هل ذا يميني أم شمالي ؟
أم أنا لست الأنا
و القلب طار صبابة من نشوة العطر
أم عقلي المذهول فر ولم يعد
هل هزه الإبحار في بحر من الخمر ؟
هل عاقل ..؟
أم بي من الشهد المذاب تشرد
في نشوة السكر ؟
ما الشهد إلا قطرةمن بحرها
لا .. لا تسل عن لجة البحر
موج وفيروز هنا
وهناك لؤلؤها سما في عالم الدر
أما الرحيق فلا تسل ..
علم البلاغة عاجز عن وصف ما يجري
كل الكلام ..
حروفنا ..
و النحو والصرف ..
البديع ..
فهل ترى ..
النثر يعجز ..
ما جرى يا صاحب الشعر ؟
هو ثغرها ..
و السحر و الشهد الأنيق
و سكر ..
هل أسكرت ؟
يا ويحكم ..
صبرا على ثغري
ـ هل أسكرت ؟
ماذا فعلت ..؟
فقل لنا ..
هل همت ..؟ هل ..؟
أم نام صدر ظامئ فوق الربى
في شاهق الصدر ؟
هي لثمة أولى و جن جنونكم
ماذا إذا همنا إلى الفجر ؟
إني سأرقي ثغرها منكم غدا
و أعيذها من نظرة حسدت ربى البدر
إني سأقرأ " قل أعوذ .."
و ربما كررتها ألفا خوفا من الحساد
أو ردءا من السحر
أنتم رأيتم ثغرها مثل الثغور
و رؤيتي ..
نبع الهوى في رقة يجري
الثغر بكر ..
و الشفاه عفيفة ..
و الريق شهد ساحر في فلكنا يسري
ما مسه غير الندى
أو طاف في فلك له
إلا العبير وناضر الزهر
هو ثغرها ..
ما مثله ثغر الحسان
فكلهن جواره أشباه ثغر
لم تزل منسية من سالف الدهر