قصيدة مهداة للقدس / د. محمد رائد الحمدو
ــــــــــــــــــــــــ
أَوَترقى قصائـدُ الشعراءِ
لكِ يادرةَ الهدى والضيـاءِ
أَويَرقى إليـك ِ أيُّ بيان ٍ
منْ بديعِ القصائد ِ العصماءِ
إنكِ القدسُ والمقدَّسُ يبقى
أبـدَ الدهرِ منهلاً للنقـاء ِ
إنك ِ القدسُ لونسيناك ِ يوماً
ذكّرتنا نسـائمُ الإسـراء ِ
ذكرتنـا بمسجدٍ ومصلى
أمَّ فيه المختـارُ بالأنبيـاءِ
ذكرتنا بصخرةٍ منْ ذراها
عرجَ المصطفى لطهرِ السماءِ
وبأرضٍ قدْ أنزلَ اللهُ فيها
روحَ قـدسٍ لمريمَ العذراءِ
فأتاها المسيحُ في المهدِ يحكي
معجزاتٍ منْ بارئِ الأشياء ِ
يامسيحَ السلامِ مهدكَ يُسبى
والنواقيسُ صوتُها كالبكاءِ
يانبيَّ الإسلامِ مسراكَ يشكو
وملايننـا غثـاءُ الغثــاءِ
شغلتنا توافـهٌ فانشغلنـا
وتركناهُ في يدِ الأشقيـاءِ
أمـةٌ كلُّها تعيشُ بسجنٍ
جلُُّّ حرَّاسهِ منَ العملاءِ
جلُُّّ حرَّاسهِ لماسون َ جندٌ
أجراءٌ من أبخس ِ الأجراءِ
إيـهِ ياغزّةَ الجراح ِأزيحي
كلَّ سترٍ عنْ زمرةِ الأدعياءِ
وأظهريهمْ بدونِ أيِّ رتوشٍ
ولكِ اللهُ غزّةَ الشهـداء ِ
أسرجتْ غزّةُ الجهاد ِخيولاً
وعلى المرجفينَ لعقُ الحذاءِ
أرهقتهمْ وساوسُ الضعفِ حتى
سكنَ الخوفُ في عروقِ الدماءِ
أيها الخانعونَ عارٌ عليكمْ
ليسَ فيكمْ بقيةٌ من حياءِ
بحديثِ السلامِ أرهقتمونا
وحديثُ السلامِ محضُ هراءِ
أوكانَ اليهودُ أصحابَ عهدٍ
أوفيهمْ بقيةٌ من وفاءِ
قتلوا الأنبياءَ هل ثمَّ جرمٌ
وقحٌ مثلما الغدرُ بالأنبياءِ
كلُّ سيفٍ على اليهودِ سيبقى
أبدَ الدهرِ صنعة َ الأتقياءِ
أيها المسلمونَ هلاّ رغبتمْ
بجنـانٍ تُعدُّ للأصفيـاءِ
أسرجوا خيلكمْ ليومٍ عظيمٍ
وانقذوا القدسَ من صنوفِ البلاءِ
وعدَ اللهُ جندَهُ بانتصارٍ
أصدقُ القائلينَ ربُّ السماءِ
إنَّهُ المسجدُ الجريحُ ينادي
مستغيثاً بالسامعينَ النداءِ
فتصدوا لغدرِ جندِ يهودٍ
أوسنلقاهُ غارقاً في الدماءِ
أيُّها المسلمونَ في كلَّ قطرٍ
أينما كنتمُ بلااستثناءِ
أيُّها المقتفونَ سنَّـةَ طـه
خاتمُ المرسلينَ والأنبياءِ
ناشدتكمْ باللهِ قدسٌ فهلاّ
تستردون َ قدسَكمْ بالبكاءِ
فأعدُّوا ورابطوا واستعدُّوا
لتخيفوا شراذمَ الأعداءِ
إنما المؤمنون خيرٌ ولكنْ
أفضلُ الخيرِ من يدِ الأقوياءِ
لايفلُّ الحديدَ إلاحديدٌ
أيُّ نصرٍ يُرجى منَ الضعفاءِ
فإذا ماجعلتمُ اللهَ عوناً
كانَ نِعم المُعِينُ للأتقياءِ
سيهونُ اليهودُ بينَ يديكمْ
إنهمْ من شراذمِ الجبناءِ
وتدلُّ الأشجارُ عنهمْ إذا ما
هربوا كالأرانبِ الحمقاءِ
وتقوُل الأحجارُ هاهمْ يهودٌ
فاوهنوا كيدهمْ بِلا إبطاءِ
أمةُ الفتحِ والجهادِ ستبقى
رغمَ أنفِ الأذلةِ السفهاءِ
يُزهقُ الباطلُ المقيتُ وتبقى
دولةُ الحقِ شرعةُ الأنبياءِ
سنةُ اللهِ لايبدِّل ُ فيها
وإلى الله ِ مرجعُ الأشياءِ