منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    سلسله شعراء مصر/2 محمود سامى البارودى

    لمولد والنشأة

    ولد محمود سامي البارودي بالقاهرة في (27من رجب 1255 هـ = 6 من أكتوبر 1839م) لأبوين من الجراكسة، وجاءت شهرته بالبارودي نسبة إلى بلدة "إيتاي البارود" التابعة لمحافظة البحيرة بمصر، وكان أحد أجداده ملتزمًا لها ويجمع الضرائب من أهلها. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نشأ البارودي في أسرة على شيء من الثراء والسلطان، فأبوه كان ضابطًا في الجيش المصري برتبة لواء، وعُين مديرًا لمدينتي "بربر" و"دنقلة" في السودان، ومات هناك، وكان ابنه محمود سامي حينئذ في السابعة من عمره.
    وفي أثناء عمله بالجيش اشترك في الحملة العسكرية التي خرجت سنة (1282 هـ = 1865م) لمساندة جيش الخلافة العثمانية في إخماد الفتنة التي نشبت في جزيرة "كريت"، وهناك أبلى البارودي بلاء حسنًا، وجرى الشعر على لسانه يتغنى ببلده الذي فارقه، ويصف جانبًا من الحرب التي خاض غمارها، في رائعة من روائعه الخالدة التي مطلعها:
    أخذ الكرى بمعاقد الأجفان
    وهفا السرى بأعنة الفرسان
    والليل منشور الذوائب ضارب
    فوق المتالع والربا بجران
    لا تستبين العين في ظلماته
    إلا اشتعال أسِنَّة المران
    ، :وبعد عودة البارودي من حرب كريت تم نقله إلى المعية الخديوية ياورًا خاصًا للخديوي إسماعيل، وقد ظل في هذا المنصب ثمانية أعوام، ثم تم تعيينه كبيرًا لياوران ولي العهد "توفيق بن إسماعيل" في (ربيع الآخر 1290هـ = يونيو 1873م)، ومكث في منصبه سنتين ونصف السنة، عاد بعدها إلى معية الخديوي إسماعيل كاتبًا لسره (سكرتيرًا)، ثم ترك منصبه في القصر وعاد إلى الجيش.
    ولما استنجدت الدولة العثمانية بمصر في حربها ضد روسيا ورومانيا وبلغاريا والصرب، كان البارودي ضمن قواد الحملة الضخمة التي بعثتها مصر، ونزلت الحملة في "وارنة" أحد ثغور البحر الأسود، وحاربت في "أوكرانيا" ببسالة وشجاعة، غير أن الهزيمة لحقت بالعثمانيين، وألجأتهم إلى عقد معاهدة "سان استفانوا" في (ربيع الأول 1295هـ = مارس 1878م)، وعادت الحملة إلى مصر، وكان الإنعام على البارودي برتبة "اللواء" والوسام المجيدي من الدرجة الثالثة، ونيشان الشرف؛ لِمَا قدمه من ضروب الشجاعة وألوان البطولة.
    بعد عودة البارودي من حرب البلقان تم تعيينه مديرًا لمحافظة الشرقية في (ربيع الآخر 1295هـ = إبريل 1878م)، وسرعان ما نقل محافظًا للقاهرة، وكانت مصر في هذه الفترة تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، بعد أن غرقت البلاد في الديون، وتدخلت إنجلترا وفرنسا في توجيه السياسة المصرية، بعد أن صار لهما وزيران في الحكومة المصرية، ونتيجة لذلك نشطت الحركة الوطنية وتحركت الصحافة، وظهر تيار الوعي الذي يقوده "جمال الدين الأفغاني" لإنقاذ العالم الإسلامي من الاستعمار، وفي هذه الأجواء المشتعلة تنطلق قيثارة البارودي بقصيدة ثائرة تصرخ في أمته، توقظ النائم وتنبه الغافل، وهي قصيدة طويلة، منها:
    جلبت أشطر هذا الدهر تجربة
    وذقت ما فيه من صاب ومن عسل
    فما وجدت على الأيام باقية
    أشهى إلى النفس من حرية العمل
    لكننا غرض للشر في زمن
    أهل العقول به في طاعة الخمل
    وبينما كان محمد شريف باشا رئيس مجلس النظار يحاول أن يضع للبلاد دستورًا قويمًا يصلح أحوالها ويرد كرامتها، فارضًا على الوزارة مسؤوليتها على كل ما تقوم به أمام مجلس شورى النواب، إذا بالحكومة الإنجليزية والفرنسية تكيدان للخديوي إسماعيل عند الدولة العثمانية لإقصائه الوزيرين الأجنبيين عن الوزارة، وإسناد نظارتها إلى شريف باشا الوطني الغيور، وأثمرت سعايتهما، فصدر قرار من الدولة العثمانية بخلع إسماعيل وتولية ابنه توفيق.
    ولما تولّى الخديوي توفيق الحكم سنة (1296هـ = 1879م) أسند نظارة الوزارة إلى شريف باشا، فأدخل معه في الوزارة البارودي ناظرًا للمعارف والأوقاف، ونرى البارودي يُحيّي توفيقًا بولايته على مصر، ويستحثه إلى إصدار الدستور وتأييد الشورى، فيقول:
    سن المشورة وهي أكرم خطة
    يجري عليها كل راع مرشد
    هي عصمة الدين التي أوحى بها
    رب العباد إلى النبي محمد
    فمن استعان بها تأيد ملكه
    ومن استهان بها لم يرشد
    غير أن "توفيق" نكص على عقبيه بعد أن تعلقت به الآمال في الإصلاح، فقبض على جمال الدين الأفغاني ونفاه من البلاد، وشرد أنصاره ومريديه، وأجبر شريف باشا على تقديم استقالته، وقبض هو على زمام الوزارة، وشكلها تحت رئاسته، وأبقى البارودي في منصبهزيرًا للمعارف والأوقاف، بعدها صار وزيرًا للأوقاف في وزارة رياضوقد نهض البارودي بوزارة الأوقاف، ونقح قوانينها، وكون لجنة من العلماء والمهندسين والمؤرخين للبحث عن الأوقاف المجهولة، وجمع الكتب والمخطوطات الموقوفة في المساجد، ووضعها في مكان واحد، وكانت هذه المجموعة نواة دار الكتب التي أنشأها "علي مبارك"، كما عُني بالآثار العربية وكون لها لجنة لجمعها، فوضعت ما جمعت في مسجد الحاكم حتى تُبنى لها دار خاصة، ونجح في أن يولي صديقه "محمد عبده" تحرير الوقائع المصرية، فبدأت الصحافة في مصر عهدًا جديدًا.
    عاد البارودي مرة أخرى إلى نظارة الحربية والبحرية في الوزارة التي شكلها شريف باشا عقب مظاهرة عابدين التي قام بها الجيش في (14 من شوال 1298 هـ = 9 من سبتمبر 1881م)، لكن الوزارة لم تستمر طويلاً، وشكل البارودي الوزارة الجديدة في (5 من ربيع الآخر 1299هـ = 24 من فبراير 1882م) وعين "أحمد عرابي" وزيرًا للحربية، و"محمود فهمي" للأشغال؛ ولذا أُطلق على وزارة البارودي وزارة الثورة؛ لأنها ضمت ثلاثة من زعمائها.
    وافتتحت الوزارة أعمالها بإعداد الدستور، ووضعته بحيث يكون موائمًا لآمال الأمة، ومحققًا أهدافها، وحافظا كرامتها واستقلالها، وحمل البارودي نص الدستور إلى الخديوي، فلم يسعه إلا أن يضع خاتمه عليه بالتصديق، ثم عرضه على مجلس النواب.
    تم كشف مؤامرة قام بها بعض الضباط الجراكسة لاغتيال البارودي وعرابي، وتم تشكيل محكمة عسكرية لمحاكمة المتهمين، فقضت بتجريدهم من رتبهم ونفيهم إلى أقاصي السودان، ولمّا رفع "البارودي" الحكم إلى الخديوي توفيق للتصديق عليه، رفض بتحريض من قنصلي إنجلترا وفرنسا، فغضب البارودي، وعرض الأمر على مجلس النظار، فقرر أنه ليس من حق الخديوي أن يرفض قرار المحكمة العسكرية العليا وفقًا للدستور، ثم عرضت الوزارة الأمر على مجلس النواب، فاجتمع أعضاؤه في منزل البارودي، وأعلنوا تضامنهم مع الوزارة، وضرورة خلع الخديوي ومحاكمته إذا استمر على دسائسه.
    أقام البارودي في الجزيرة سبعة عشر عامًا وبعض عام، وأقام مع زملائه في "كولومبو" سبعة أعوام، ثم فارقهم إلى "كندي" بعد أن دبت الخلافات بينهم، وألقى كل واحد منهم فشل الثورة على أخيه، وفي المنفى شغل البارودي نفسه بتعلم الإنجليزية حتى أتقنها، وانصرف إلى تعليم أهل الجزيرة اللغة العربية ليعرفوا لغة دينهم الحنيف، وإلى اعتلاء المنابر في مساجد المدينة ليُفقّه أهلها شعائر الإسلام.
    وطوال هذه الفترة قال قصائده الخالدة، التي يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة واجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته، واشتدت وطأة المرض عليه، ثم سُمح له بالعودة بعد أن تنادت الأصوات وتعالت بضرورة رجوعه إلى مصر، فعاد في (6 من جمادى الأولى 1317هـ = 12من سبتمبر 1899م).
    يعد البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث؛ حيث وثب به وثبة عالية لم يكن يحلم بها معاصروه، ففكّه من قيوده البديعية وأغراضه الضيقة، ووصله بروائعه القديمة وصياغتها المحكمة، وربطه بحياته وحياة أمته.
    وهو إن قلّد القدماء وحاكاهم في أغراضهم وطريقة عرضهم للموضوعات وفي أسلوبهم وفي معانيهم، فإن له مع ذلك تجديدًا ملموسًا من حيث التعبير عن شعوره وإحساسه، وله معان جديدة وصور مبتكرة.
    وقد نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء، مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم؛ فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن، والزوج الحاني، والأب الشفيق، والصديق الوفي.
    وترك ديوان شعر يزيد عدد أبياته على خمسة آلاف بيت، طبع في أربعة مجلدات، وقصيدة طويلة عارض بها البوصيري، أطلق عليها "كشف الغمة"، وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب نثري سجل فيه خواطره ورسائله بأسلوب مسجوع، و"مختارات البارودي" وهي مجموعة انتخبها الشاعر من شعر ثلاثين شاعرًا من فحول الشعر العباسي، يبلغ نحو 40 ألف بيت.
    بعد عودته إلى القاهرة ترك العمل السياسي، وفتح بيته للأدباء والشعراء، يستمع إليهم، ويسمعون منه، وكان على رأسهم شوقي وحافظ ومطران، وإسماعيل صبري، وقد تأثروا به ونسجوا على منواله، فخطوا بالشعر خطوات واسعة، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الأحياء".
    ولم تطل الحياة بالبارودي بعد رجوعه، فلقي ربه في (4 من شوال 1322هـ = 12 من ديسمبر 1904
    شعر البارودى/
    ابشروا بمحمد/
    أبنى ِ الكنانة َ أبشِروا بمحمَّدٍ وثِقوا براعٍ فى المكارم أوحدِ
    فَهُوَ الزَّعِيمُ لَكُمْ بِكُلِّ فَضيلة ٍ تَبْقَى مَآثِرُهَا، وَعَيْشٍ أَرْغَدِ
    مَلِكٌ نَمَتْهُ أَرُومَة ٌ عَلَوِيَّة ٌ ملكَت بسؤدُدِها عنانَ الفرقدِ
    يَقِظُ الْبَصِيرَة ِ لَوْ سَرَتْ في عَيْنِهِ سِنَة ُ الرُّقَادِ، فَقَلْبُهُ لَمْ يَرْقُدِ
    بدهاتهُ قيدُ الصوابِ ، وعَزمهُ شرُكُ الفوارسِ فى العجاجُ الأربدِ
    فإذا تنمَّرَ فهو,, زيدٌ ،، فى الوغى وإِذَا تَكَلَّمَ فَهْوَ «قَيْسٌ» في النَّدِي
    مُتَقَسَّمٌ مَا بَيْنَ حُنْكَة ِ أَشْيَبٍ صَدَقَتْ مَخِيلَتُهُ، وَحِلْيَة ِ أَمْرَدِ
    لا يستريحُ إلى الفراغِ ، ولا يرى عيشاً يلذُّ بهِ إذا لم يجهدِ
    فنهارهُ غيثُ اللَّهيفِ ، وليلهُ في طَاعَة ِ الرَّحْمنِ لَيْلُ الْعُبَّدِ
    لهجٌ بحبِّ الصالحاتِ ، فكلما بَلَغَ النِّهَايَة َ مِنْ صَنِيعٍ يَبْتَدِي
    خُلُقٌ تميَّزَ عن سواهُ بفضلهِ والْفَضْلُ في الأَخْلاقِ إِرْثُ الْمَحْتِدِ
    إقليدٌ معضلة ٍ ، ومعقِلُ عائذٍ وسماءُ منتجعٍ ، وقبلة ُ مهتدِ
    حَسُنَتْ بِهِ الأَيَّامُ حَتَّى أَسْفَرَتْ عن وجهِ معشوقِ الشَّمائلِ أغيَد
    وَصَفَتْ مَوَارِدُ مِصْرَ حَتَّى أَصْبَحَتْ بعدَ الكدورة ِ شرعة ً للورَّدِ
    فَالْعَدْلُ يَرْعَاهَا بِرَأْفَة ِ وَالِدٍ والبأسُ يحميها بصولة ِ أصيَدِ
    بَلَغَتْ بِفَضْلِ «مُحَمَّدٍ» مَا أَمَّلَتْ مِنْ عِيشَة ٍ رَغَدٍ وَجَدٍّ أَسْعَدِ
    هُوَ ذَلِكَ الْمَلِكُ الذي أَوْصَافُهُ فى الشعر حلية ُ راجزٍ ومقصِّدِ
    فبنورهِ فى كلِّ جنحٍ نهتدى وبِهَدْيِهِ في كُلِّ خَطْبٍ نَفْتَدِي
    سنَّ المشورة َ ، وهى أكرمُ خطَّة ٍ يجرى عليها كل راعٍ مرشدِ
    هِيَ عِصْمَة ُ الدِّينِ التي أَوْحَى بهَا رَبُّ الْعِبَادِ إِلى النَّبِيِّ «مُحَمَّدِ»
    فَمَنِ اسْتَعَانَ بِهَا تَأَيَّدَ مُلْكُهُ ومن استهانَ بأمرها لم يرشُدِ
    أَمْرَانِ ما اجْتَمَعَا لِقَائِدِ أُمَّة ٍ إلاَّ جنى بهما ثمارَ السؤددِ
    جَمْعٌ يَكُونُ الأَمْرُ فِيمَا بَيْنَهُمْ شورى ، وجندٌ للعدو بمرصدِ
    هيهاتَ يحيا الملكَ دونَ مشورة ٍ ويَعِزُّ رُكْنُ الْمَجْدِ مَا لَمْ يُعْمَدِ
    فالسَّيْفُ لا يَمْضِي بِدُونِ رَوِيَّة ٍ وَالرَّأْيُ لا يَمْضِي بغَيْرِ مُهَنَّدِ
    فاعكفْ على الشورى تجد فى طيِّها من بينات الحكمِ مالم يوجدِ
    لا غَرْوَ أَن أَبْصَرْتَ في صَفَحَاتِهَا صُوَرَ الْحَوَادِثِ، فَهْيَ مِرْآة ُ الْغَدِ
    فَالْعَقْلُ كَالْمِنْظَارِ يُبْصِرُ ما نَأَى عنه قريباً ، دونَ لمسٍ باليدِ
    وكفاكَ علمُكِ بالأمورِ، وليسَ من سَلَكَ السَّبيلَ كَحَائِرٍ لَمْ يَهْتَدِ
    فلأنتَ أولَ من أفادَ بعدلهِ حُرِّيَّة َ الأَخْلاَقِ بَعْدَ تَعَبُّدِ
    أَطْلَقْتَ كُلَّ مُقَيَّدٍ، وَحَلَلْتَ كُـ ـلَّ مُعَقَّدٍ، وَجَمَعْتَ كُلَّ مُبَدَّدِ
    وتمتَّعتْ بالعدلِ منكَ رعيَّة ٌ كانت فريسة َ كلِّ باغٍ معتدِ
    فاسلم لخير ولا ية ٍ عزَّت بها نفسُ النصيحِ ، وذلَّ كلُّ مفنَّدِ
    ضَرَحَتْ قَذَاة َ الْغَيِّ عَنْ جَفْنِ الْهُدَى وَسَرَتْ قِنَاعَ الْيَأْسِ عَنْ أَمَلٍ نَدِ
    ضَمَّتْ إِلَيْكَ زِمامَ كُلِّ مُثَلِّثٍ وَثَنَتْ إِلَيْكَ عِنَانَ كُلِّ مُوَحِّدِ
    وَتَأَلَّفَتْ بَعْدَ الْعَدَاوَة ِ أَنْفُسٌ سكنت بعدلكَ في نعيمٍ سرمدِ
    فحباكَ ربُّكَ بالجميلِ كرامة ً لِجَزِيلِ مَا أَوْلَيْتَ أُمَّة َ «أَحْمَدِ»
    وَتَهَنَّ بِالْمُلْكِ الَّذِي أَلْبَسْتَهُ شرفاً بمثلِ ردائهِ لم يرتدِ
    بَزَغَتْ بِهِ شَمْسُ الْهِدَايَة ِ بَعْدَ مَا أفلَت ، وأبصرَ كلُّ طرفٍ أرمدِ
    لم يبقَ من ذى خلة ٍ إلاَّ اغتدى بجميلِ صنعِكَ مصدراً للوفَّدِ
    بَلَغَتْ بِكَ الآمَالُ أَبْعَدَ غَايَة ٍ قَصَرَتْ عَلى الإِغْضَاءِ طَرْفَ الْحُسَّدِ
    فاسعد ودم واغنم وجُدْ وانعمْ وسُد وابْدَأْ وَعُدْ وَتَهَنَّ واسْلَمْ وازْدَدِ
    لا زالَ عدلكَ فى الأنامِ مخلداً فَالعَدْلُ في الأَيَّامِ خَيْرُ مُخَلَّدِ

    ماذا عن قره العينين/
    ماذَا عَلى قُرَّة ِ العَيْنَيْنِ لَوْ صَفَحَتْ وعَاوَدَتْ بِوِصالٍ بَعْدَ ما صَفَحَتْ
    بايَعْتُها الْقَلْبَ إِيجاباً بِما وَعَدَتْ فيالَها صفقة ً فى الحبِّ ما ربِحَت
    قد يزعمُ النَّاسَ أنَّ البخلَ مقطعة ٌ فما لقلبى ِ يهواها وماسَمحَتْ ؟
    خوطيَّة ُ القدِّ ، لو مرَّ الحمامُ بها لم يَشْتَبِهْ أَنَّها مِنْ أَيْكِهِ انْتَزَحَتْ
    خفَّت معاطفها ، لَكن روادفُها بِمِثْلِ ما حَمَّلَتْنِي في الهَوَى رَجَحَتْ
    وَيْلاهُ مِنْ لَحْظِها الْفَتَّاكِ إِنْ نَظَرَتْ وَآهِ مِنْ قَدِّها الْعَسَّالِ إِنْ سَنَحَتْ
    يَمُوتُ قَلْبِي وَيَحْيَا حَيْرَة ً وهُدى ً في عالَمِ الْوَجْدِ إِنْ صَدَّتْ وإِنْ جَنَحَتْ
    كَالْبَدْرِ إِنْ سَفَرَتْ، والظَّبْيِ إِنْ نَظَرَتْ والْغُصْن إِنْ خَطَرَتْ، والزَّهْرِ إِنْ نَفَحَتْ
    واخَجْلَة َ الْبَدْرِ إِنْ لاحَتْ أَسِرَّتُهَا وحيرة َ الرشإِ الوسنانِ إن لمحَت
    لها رَوابِطُ لا تَنْفَكُّ آخِذَة ً بعُروة ِ القلبِ إن جدَّت ، وإن مزحَتْ
    يا سَرْحَة َ الأَمَلِ الْمَمْنُوعِ جَانِبُهُ ويا غَزَالَة َ وادِي الْحُسْنِ إِنْ سَرَحَتْ
    ترفَّقى بفؤادٍ أنتِ منيَته ومقلة ٍ لسوى مرآكِ ما طمحَتْ
    حاشاكِ أن تسمعى قولَ الوشاة ِ بنا فإِنَّها رُبَّمَا غَشَّتْ إِذَا نَصَحَتْ
    أفسدتُ في حبَّكُم نفسى جوى ً وأسى ً والنفسُ فى الحبِّ مهما أُفسِدَت صلَحَتْ
    ما زِلتُ أسحرُها بالشعرِ تسمعهُ مِن ذاتِ فهمٍ ، تُجيدُ القولَ إن شرَحتْ
    حتَّى إذا علِمَت ما حلَّ بى ، ورأّت سُقْمِي، وخَافَتْ عَلى نَفْسٍ بها افْتَضَحَتْ
    حنَّت رثَت عطفَت مالَت صبَت عزَمتْ همَّت سرَتْ وصلَتْ عادَت دنَتْ منَحَتْ
    فبتُّ فى وصلِها فى نعمَة ٍ عَظُمَت ما شِئْتُ، أَوْ جَنَّة ٍ أَبْوَابُهَا فُتِحَتْ
    أنالُ من ثغرِها الدُّرِّى ِّ ما سألَتْ نَفْسِي، وَمِنْ خَدِّهَا الْوَرْدِيِّ ما اقْتَرَحَتْ
    في رَوْضَة ٍ بَسَمَتْ أَزْهارُهَا، ونَمَتْ أَفْنَانُهَا، وَسَجَتْ أَظْلاَلُهَا، وَضَحَتْ
    تَكَلَّلَتْ بِجُمَانِ الْقَطْرِ، وَاتَّزَرَتْ بسُنْدُسِ النبتِ والريحانِ ، واتَشحَتْ
    ترنحَّ الغصنُ مِن أشواقهِ طرباً لمَّا رأى الطَّيرَ فى أوكارِها صدَحَتْ
    صَحَّ النَّسِيمُ بها وَهْوَ الْعَلِيلُ، وَقَدْ مَالَتْ بِخَمْرِ النَّدَى أغْصَانُها، وَصَحَتْ
    وَلَيْلَة ٍ سالَ في أَعْقَابِهَا شَفَقٌ كَأَنَّهَا بِحُسَامِ الْفَجْرِ قَدْ ذُبِحَتْ
    طَالَتْ، وَقَصَّرَهَا لَهْوِي بِغَانِيَة ٍ إن أعرضَتْ قتَلَتْ ، أو أقبلَتْ فضَحَتْ
    هيفاء ُ، إن نطقَت غنَّتْ ، وإن خطَرَتْ رنَّتْ ، وإن فوَّقَت ألحاظها جرَحَتْ
    دارت علينا بها الكاساتُ مُترعة ً بخمرة ٍ لو بدَت فى ظلمة ِ قدحتْ
    حَمْرَاءَ سَلْسَلَهَا الإِبْرِيقُ في قَدَحٍ كَشُعْلَة ٍ لَفَحَتْ في ثَلْجَة ٍ نَصَحَتْ
    رُوحٌ إِذَا سَلَكَتْ في هَامِدٍ نَبَضَتْ عروقهُ ، أو دنتْ من صخرة ٍ رشحَتْ
    طارتْ بألبابنا سُكراً ، ولا عجَبٌ وهى الكُميتُ إذا فى حلبَة ٍ جمَحَتْ
    حتَّى بدا الفجرُ مِن أطرافِ ظلمتِها كغرة ٍ فى جوادٍ أدهمٍ وضحِتْ
    فيا لَها ليلة ً ما كانَ أَحسنَها لو أنها لبِثَت حَولاً وما برِحَتْ

    زمزمى الكاس/
    زمزمى الكأسَ وهاتى واسقنيها يا مهاتى
    وامْزُجِيهَا بِرُضابٍ مِنكِ معسولَ اللَّهاة ِ
    إِنَّمَا الرَّاحُ مَدارُ الْـ ـأُنْسِ فِي كُلِّ الجِهاتِ
    طالما عاصيتُ فيها أَهلَ ودِّى ونهاتى
    لا أبالى فى هَواها بِسماعِ الترَّهاتِ
    كيفَ أخشى قولَ داهٍ ؟ أنا مِنْ قومٍ دُهاة ِ

    وصالك لى هجر/

    وِصَالُكَ لِي هَجْرٌ، وَهَجْرُكَ لِي وَصْلُ فزدني صدوداً ما استطعتَ ، وَ لاَ تألُ
    إذا كان قربي منكَ بعداً عن المنى فَلاَ حُمَّتِ اللُّقْيَا، وَلاَ اجْتَمَعَ الشَّمْلُ
    وَ كيفَ أودُّ القربَ منْ متلونٍ كَثِيرِ خَبَايَا الصَّدْرِ، شِيمَتُهُ الْخَتْلُ
    فليتَ الذي بيني وَ بينكَ ينتهى إلى حيثُ لا طلحٌ يرفُّ وَ لاَ أثلُ
    خَبُثْتَ، فَلَوْ طُهِّرْتَ بِالْمَاءِ لاَكْتَسَى بكَ الماءُ خبثاً لا يحلُّ بهِ الغسلُ
    فَوَجْهُكَ مَنْحُوسٌ، وَكَعْبُكَ سَافِلٌ وَقَلْبُكَ مَدْغُولٌ، وَعَقْلُكَ مُخْتَلُّ
    بكَ اسودتِ الأيامُ بعدَ ضيائها وَأَصْبَحَ نَادِي الْفَضْلِ لَيْسَ بِهِ أَهْلُ
    فلوْ لمْ تكنْ في الدهرِ ما انقضَّ حادثٌ بِقَوْمٍ، وَلاَ زَلَّتْ بِذِي أَمَلٍ نَعْلُ
    فَمَا نَكْبَة ٌ إِلاَّ وَأَنْتَ رَسُولُهَا وَ لاَ خيبة ٌ إلاَّ وَ أنتَ لها أصلُ
    أَذُمُّ زَمَاناً أَنْتَ فيهِ، وَبَلْدَة ً طلعتَ عليها ؛ إنهُ زمنٌ وَغلُ
    ذمامكَ مخفورٌ ، وَ عهدكَ ضائعٌ وَرَأَيُكَ مَأْفُونٌ، وَعَقْلُكَ مُخْتَلُّ
    مَخَازٍ لَوَ انَّ النَّجْمَ حُمِّلَ بَعْضَهَا لَعَاجَلَهُ مِنْ دُونِ إِشْرَاقِهِ أَفْل
    فسرْ غيرَ مأسوفٍ عليكَ ، فإنما قُصَارَى ذَمِيمِ الْعَهْدِ أَنَّ يُقْطَعَ الْحَبْلُ

    بقوه العلم/
    بقوة ِ العلمِ تقوى شوكة ُ الأممِ فَالْحُكْمُ في الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ
    كمْ بينَ ما تلفظُ الأسيافُ منْ علقٍ وَبَيْنَ مَا تَنْفُثُ الأَقْلامُ مِنْ حِكَمِ
    لَوْ أَنْصَفَ النَّاسُ كَانَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمُ بِقَطْرَة ٍ مِنْ مِدَادٍ، لاَ بِسَفْكِ دَمِ
    فاعكفْ على َ العلمِ ، تبلغْ شأوَ منزلة ٍ في الفضلِ محفوفة ٍ بالعزَّ وَ الكرمِ
    فليسَ يجنى ثمارَ الفوزِ يانعة ً منْ جنة ِ العلمِ إلاَّ صادقُ الهممِ
    لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسَاعِي مَا يَبِينُ بِهِ سَبْقُ الرِّجَالِ، تَسَاوَى النَّاسُ في الْقِيَمِ
    وَلِلْفَتَى مُهْلَة ٌ فِي الدَّهْرِ، إِنْ ذَهَبَتْ أَوْقَاتُهَا عَبَثاً، لَمْ يَخْلُ مِنْ نَدَمِ
    لَوْلاَ مُدَاوَلَة ُ الأَفْكَارِ مَا ظَهَرَتْ خَزَائِنُ الأَرْضِ بَيْنَ السَّهْلِ وَالْعَلَمِ
    كمْ أمة ٍ درستْ أشباحها ، وَ سرتْ أرواحها بيننا في عالمِ الكلمِ
    فَانْظُرْ إِلَى الْهَرَمَيْنِ الْمَاثِلَيْنِ تَجِدْ غَرَائِباً لاَ تَرَاهَا النَّفْسُ فِي الْحُلُمِ
    صرحانِ ، ما دارتِ الأفلاكُ منذُ جرتْ على نظيرهما في الشكلِ والعظمِ
    تَضَمَّنَا حِكَماً بَادَتْ مَصَادِرُهَا لَكِنَّهَا بَقِيَتْ نَقْشاً عَلَى رَضَمِ
    قومٌ طوتهمْ يدُ الأيامِ ؛ فاتقرضوا وَ ذكرهمُ لمْ يزلْ حياً على القدمِ
    فكمْ بها صور كادتْ تخاطبنا جهراً بغيرِ لسانٍ ناطقٍ وَ فمِ
    تَتْلُو لِـ«هِرْمِسَ» آيَاتٍ تَدُلُّ عَلَى فَضْلٍ عَمِيمٍ، وَمَجْدٍ بَاذِخِ الْقَدَمِ
    آياتُ فخرٍ ، تجلى نورها ؛ فغدتْ مَذْكُورَة ً بِلِسَانِ الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ
    وَ لاحَ بينهما " بلهيبُ " متجهاً للشرقِ ، يلحظ مجرى النيلِ من أممِ
    كَأَنَّهُ رَابِضٌ لِلْوَثْبِ، مُنْتَظِرٌ فريسة ً ؛ فهوَ يرعاها ، وَ لمْ ينمِ
    رمزٌ يدلُّ على أنَّ العلومَ إذا عَمَّتْ بِمِصْرَ نَزَتْ مِنْ وَهْدَة ِ الْعَدَمِ
    فَاسْتَيْقِظُوا يَا بَني الأَوْطَانِ، وانْتَصِبُوا للعلمِ ؛ فهوَ مدارُ العدلِ في الأممِ
    وَلاَ تَظُنُّوا نَمَاءَ الْمَالِ، وَانْتَسِبُوا فَالْعِلْمُ أَفْضَلُ مَا يَحْوِيهِ ذُو نَسَمِ
    فَرُبَّ ذِي ثَرْوَة ٍ بِالْجَهْلِ مُحْتَقَرٍ وَ ربَّ ذي خلة ٍ بالعلمِ محترمِ
    شيدوا المدارسَ ؛ فهي الغرسُ إنْ بسقتْ أَفْنَانُهُ أَثْمَرَتْ غَضّاً مِنَ النِّعَمِ
    مَغْنَى عُلُومٍ، تَرَى الأَبْنَاءَ عَاكِفَة ً عَلَى الدُّرُوسِ بِهِ، كَالطَّيْرِ في الْحَرَمِ
    مِنْ كُلِّ كَهْلِ الْحِجَا في سِنِّ عَاشِرَة ٍ يَكَادُ مَنْطِقُهُ يَنْهَلُّ بِالْحِكَمِ
    كأنها فلكٌ لاحتْ بهِ شهبٌ تُغْنِي بِرَوْنَقِهَا عَنْ أَنَجُمِ الظُّلَمِ
    يَجْنُونَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ زَهْرَة ً عَبِقَتْ بنفحة ٍ تبعثُ الأرواحَ في الرممِ
    فَكَمْ تَرَى بَيْنَهُمْ مِنْ شَاعِرٍ لَسِنٍ أَوْ كَاتِبٍ فَطِنٍ، أَوْ حَاسِبٍ فَهِمِ
    وَ نابغٍ نالَ منْ علمِ الحقوقِ بها مَزِيَّة ً أَلْبَسَتْهُ خِلْعَة َ الْحَكَمِ
    وَلُجِّ هَنْدَسَة ٍ تَجْرِي بِحِكْمَتِهِ جَدَاوِلُ الْمَاءِ في هَالٍ مِنَ الأَكُمِ
    بَلْ، كَمْ خَطِيبٍ شَفَى نَفْساً بِمَوْعِظَة ٍ وَ كمْ طبيبٍ شفى جسماً منَ السقمِ
    مُؤَدَّبُونَ بآدَابِ الْمُلُوكِ، فَلاَ تَلْقَى بِهِمْ غَيْرَ عَالِي الْقَدْرِ مُحْتَشِمِ
    قَوْمٌ بِهِمْ تَصْلُحُ الدُّنْيَا إِذَا فَسَدَتْ وَيَفْرُقُ الْعَدْلُ بَيْنَ الذِّئْبِ وَالْغَنَمِ
    وَ كيفَ يثبتُ ركنُ العدلِ في بلدٍ لَمْ يَنْتَصِبْ بَيْنَهَا لِلْعِلْمِ مِنْ عَلَمِ؟
    ما صورَ اللهُ للأبدانِ أفئدة ً إِلاَّ لِيَرْفَعَ أَهْلَ الْجِدِّ وَالْفَهَمِ
    وَأَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ أَفْضَى إِلَى أَمَدٍ في الفضلِ ، وَ امتازَ بالعالي منَ الشيمِ
    لَوْلاَ الْفَضِيلَة ُ لَمْ يَخْلُدْ لِذِي أَدَبٍ ذِكْرٌ عَلَى الدَّهْرِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَدَمِ
    فلينظرِ المرءُ فيما قدمتْ يده قَبْلَ الْمَعَادِ، فَإِنَّ الْعُمْرَ لَمْ يَدُمِ

    رحم الله شاعرنا العظيم البارودى رب السيف والقلم


    التوقيع
    السيد احمد سليم الحسيسى
    محامى بالقضاء العالى وكاتب مصرى
    باحث اسلامى
    ماجستير فى القانون
    عضو اتحاد الكتاب باريس
    محاضر متفرغ بامعهد العربى باريس



    السيد احمد سليم الحسيسى
    محامى بالقضاء العالى ومجلس الدوله
    وكاتب مصرى
    عضو اتحاد الكتاب باريس
    ماجستير فى القانون
    محاضر متفرغ بالمعهد العربى باريس
    عضو اتحاد المحامين العرب
    باحث اسلامى



  2. #2

    رد: سلسله شعراء مصر/2 محمود سامى البارودى

    جزاك الله خيرا وينقل لقسم أسماء لامعة في سطور
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. سلسله شعراء مصر /1 احمد شوقى
    بواسطة السيد الحسيسى في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-08-2011, 05:56 AM
  2. سلسله شعراء مصر/6على محمود طه
    بواسطة السيد الحسيسى في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-08-2011, 04:06 AM
  3. سلسله شعراء مصر/5ابراهيم ناجى
    بواسطة السيد الحسيسى في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-08-2011, 04:04 AM
  4. سلسله شعراء مصر/4حافظ ابراهيم
    بواسطة السيد الحسيسى في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-08-2011, 04:02 AM
  5. سلسله شعراء مصر/3على الجارم
    بواسطة السيد الحسيسى في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-08-2011, 04:01 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •