لماذا تذهب السلبيات ايجابيات رجالنا؟
نحن أمة لا تعترف بالجميل ، وان راودتنا الفكرة فان الشجاعة تخوننا و الجبن يخنقنا . ولقد درست هذا ببلدي الجزائري وعشته وتألمت . فلنا في الجزائر العلامة البشير الابراهيمي مات في صمت و لا ذكرى تحيى في مستواه و أمثاله كثير
من فنانين و شعراءو علماء ورجال عظماء . وأمة لا تقيم رجالها لا تيتحق الاحترام .
على صعيد الرؤساء نتوقف عند زعماء كبار غيبوا ، و لم نعد نسمع عنهم الا القليل بالرغم من مواقفهم و شجاعتهم ورفع
صوتهم عاليا بكل كبرياء أمام العالم بل كان يحسب لهم ألف حساب و انتهت المسرحية بتصفيتهم بطريقة أو بأخرى ، والصاق تهم قد يكون منها ماهو موجود و ما هو وهمي ولكن ذلك لا يبرر نسبان جميل الرجال . قد يكون عدوا أعتبره
ولكن أمام الأعداء يبقى بطلا .
عندنا في الجزائر الرئيس هواري بومدين يشهد له العدو والصديق بما قدمه للداخل و للخارج و رفع صوته باسم العرب ،
وهاهو لا يذكر في ذكرى وفاته و لا يقام له ذكر ، و لا يتردد اسمه وكأنه نكرة رغم أنه أفضل رجل انجبته الجزائر ؟؟؟.
لا أرى الوضع كذلك لزعيم العرب جمال عبدالناصر الذي سخر حياته للعروبة و أحدث في الخريطة العربية حركة كانت
توحي بعودة العزة و الكرامة لهذه الأمة . و هاهو لا يستحق أن يشاد به و يذكر . و لعل صورة الملك فيصل لا تبتعد كثيرا وقد وقف موقفا مشرفا في أزمة البيرول في الحرب العربية الايرائيلية .
في القريب قدم صبيحة العيد أحد رجال العرب صدام حسين الذي رغم غلطته لكبرى بغزو الكويت يبقى رجلا وبطلا
عربيا تحدى الغرب و بنى دولة وجيشا أرعب العالم وخافوا على اسرائيل وخاصة يوم خرج وتحدى بحرق اسرائيل،
بل رماها بصواريخ بغض النظر عن نوعيتها ولكن لا أحد من الرؤساء فعل . و قرر الموت في بلده والدفاع عنها وكان
عند كلمته الى آخر رمق و لم ينحن ورفع الشرف العربي ، ومات موتة العظماء . ولكن أنحن نذكر هذا البطل الشهيد ؟
زعيم آخر معمر القدافي ولا أتحدث عن شأنه مع شعبه داخل ليبيا بل حديثي عن هؤلاء في مواقفهم ضد اعداء الأمة و مواقفهم
المشرفة أما الداخل فاحتراما للشعوب لا أخوض فيه . قلت معمر القدافي يعتبر أشرس هؤلاء ضد الأعداء ، خاصة الغرب بأسرائيلها حيث لم يقف موقفه ضدها أي زعيم ، فضح شتم ، فرض شروطه كما يريد ، مارس عليها حتى
طقوسه الخاصة وأرغمها على قبولها ، تنبأ بماحدث ، كشف المؤامرات ، تحدث في الأمم المتحدة ، رمى بميثاق
مجلس الأمن ، الذي يسميه مجلس الظلم ، قال أمام الأمم الحقيقة المرة وتحدى و سمعنا ولم تكن الا الحقيقة كما
قالها . لم يخف ، لم يتراجع ، ولم يستطع أحد أن يهن ليبيا من الدول و يسلم من الرد الحازم . لأعداء القدافي أن
يقولوا كان سيئا هنا ولكن من الشجاعة أن يعتزوا بما كان يشرف ليبيا من عمل القدافي .لأنه في الأخير هو ليبي.
خلاصة القول لكل زعيم أخطاء وايجابيات ، و لكن لنا أن ننصف الرجال ونقول كلمة حق حتى في عدونا .