ليست من كليلة ودمنة
مصير حصان
كان ينقل قائمه الأيمن
ثم ينقل القائم الأيسر
بحركة عصبية كان لها معنى
فكان (السياس)*1 يهرعون لتفقد طلباته
كان ملكا دون تنصيب
كانوا ينتظرون تنصيبه
كان يبتهج عندما يخرج للتمرين
فمدربه رجل (مهيوب) من الجميع
وعيون الأفراس من مرابطها تدغدغه
كان يتلذذ بأصابع من يمسك (المهسة)*2
فبعدها يأتي الحمام
وبعدها يأتي اللوز والسكر
انتهت أيام العز
أحيل الملك المنتظر للمزاد
لم يشهد تنصيب نفسه
وجد نفسه في حظيرة حقيرة
ينقل قائميه وسط الروث والبول
ويتدلى كرشه لفقر طعامه
في الصباح يأتي من هو أفقر منه
فيضغط على درنات في أعلى الجلد
لتنبثق منها يرقة الجلد اللعينة
تدمع عينا الحصان
حزنا على مصيره
وشفقة على صاحبه الجديد
ومن يدري ما ينتظره فيما بعد
فقد يحال لصانع الغرابيل*3
1ـ السياس: جمع سايس وهو من يسوس الخيل.
2ـ المهسة: مشط حديدي تُنظف فيه جلود الخيل.
3ـ الغرابيل: جمع غربال وهو مصنوع من خيوط الجلود المدبوغة لتنقية الحبوب.