الدورة التأسيسية في فن الرسم
المستوي الاول
إعداد أيمن الفقي
مقدمة
وظيفة الفن
رأي أرسطو أن أيجابية الفن تنحصر في قيامه بدوره في تخليص النفس وتحصينها اخلاقياً ، وقد أطلق علي هذه الوظيفة كاثرسيس Kathaersis ( التطهير ) ، وما يوضح التطهير ، هو أننا لما كنا نحيا في لبفن في عالم من الاشكال الحسية الخالصة ، لذلك فمن " شأن مشاعرنا وعواطفنا أن تخضع لضرب من التحويل الجذري " (1) حينئذ ستفقد انفعالالتنا ثقلها المادي ، فنشعر بحياتنا الوجدانية خالصة من كل حمل ، بمجرد أن ننتقل الي ذلك العالم الفني ، الذي فية تستحيل قوة الانفعال ، وعلي يد الفنان ، الي قوة تشكيلية ، بواسطة الصور غير المؤذية في المأساة حينما تفرغ " حاجة الانسان للاحساس بأنفعالات عنيفة حادة لاتعطينا الحياة الاجتماعية في المعتاد الفرص الكافية المناسبة لها " (2) أما جيتية Goethe فقد أكد أنه كتب مؤلفه " فرتر " Werther ليتخلص من استحوزات عاطفية ، ومن اندفعات للانتحار .
غير أن التحليل النفسي الفرويدي يعتبر مثل هذا النمط السيكولوجي لجيتية مثالاً لكل عمل فني ، يمثل المبالغة في حقيقة جزئية . ولو أن رؤية " فرتر " ، التي حصنت جيته ضد الهواجس التي كانت تدفعه للانتحار ، دفعت عدداً من قرائه الي الانتحار فعلاً .
واذا رأي أرسطو في الفن غاية تطهيرية ، فان كانط كان يرى في الفن شيئاً لاهدف منه ، وأراء كل من شللر وسبنسر تصور مفهوم الفن علي أنه شكل سام ممنن أشكال اللعب ، وكأن الفن لعب اتخذ شكل النظام . اما النظريات المثالية في الفن ، فكانت تزعم بضرورة السمو بالواقع من خلال الفن ، علي اعتبار أن الوظيفة التي تليق بهذا الفن هي التحسين الخيالي للواقع ، لذا رأينا معظم اللوحات الآكاديمية ذات الالوان الفاقعة تحقق مثل هذه الآغراض . أما رسو الذي كان ينكر فكرة تطهير الآهواء بالتحررمن الحياة الواقعية ، عندما رأي ان المسرح يهيج مالدينا من انفعالات بدلاً من أن يطهرها ، ففي مفهومه أن وظيفة الفن في تقوية الحياة الواقعية يحفظ صورتها كما هي دون تشويه . ورغم كل ذلك فأن هناك وظائف خلقتها طبيعة الفن ذاتة ، فالعالم التشكيلي بالنسبة للمصور يتشكل من الأشكال والالوان ، وهو يفترض نشاطاً تقنياً مستقلاً نسبياً عن صور النشاط الاخري في الحياة الواقعية . (3)
الفن التشكيلي
- لماذا أطلق علي هذا الفن بالفن التشكيلي ( الرسم والنحت والخزف ، ......)
لان هذا الفن يعتمد علي التشكيل بالخامة فهو عبارة عن تشكيل شىء معين من خلال الاقلام الخشبية بأنواعها أو الالوان بانواعها المختلفة مثل في فن الرسم أو التصوير الزيتي والمائي والطباعة أو سواء كان هذا التشكيل بخامات متعددة مثل الطين أو الحجر أو المعدن أو الخشب مثل في فن النحت أو الخزف وفيما يلي سنتعرض الي احدي انواع الفن التشكيلي وهو الرسم .
فن الرسم
- أولاً ماهي الصعوبات التي تواجه الفنان في الرسم
1- الصفحة البيضاء ؟
2- كيف نرسم لوحه ؟
- في البداية يجب أن يحدث ترابط بين اليد وبين اللوحة حتي يستطيع الفنان اختيار نقطة البداية في الصفحة
- ثم نبداء بتحديد خط الافق في الصفحه " خط الارض "
3- ماهو أفضل أختيار لخط الافق هل هو في الثلث الاول من الصفحة أم في الثلث الثاني أم في الثلث الاخير ؟
- يعتبر خط الافق في الثلث الاول من الصفحة هو الاختيار الافضل الممتاز وذلك ليكون هناك متسع من الرؤية والتي هي بمثابة راحة الي العين و يلية الاختيار ان يكون خط الارض في الثلث الثاني ولكن احيانا يغلب علي الفنان اختيار خط الارض بناءاً علي التكوين والعناصر الموجودة داخل اللوحة لذا يفضل دائما اختيار الزاوية المناسبة للرؤية والتي يستطيع منها تحديد خط الافق بحرية كاملة ثانيا نقوم بتحليل العناصر الي اشكال هندسية حتى نستطيع معرفة الابعاد الخاصة بها ولسهولة الرسم ولكى نتعرف اكثر علي هذه العناصر يجب علينا معرفة بناء اللوحة وهي كالتالي :
العناصر الأساسية لبناء اللوحة
- تحتوي اللوحة علي أربعة عناصر اساسية لبناء اللوحة وبها تكتمل العمل الفني واذا لم يتواجد احد هذه العناصر داخل اللوحة تكون اللوحة غير مكتملة وفيما يلي العناصرالاساسية وهي كالتالي :
العناصر الأساسية لبناء اللوحة
التكوين الظل والنور المنظور النسبة والتناسب
أولاً التكوين :
وهو مجموعة العناصر الموجودة داخل العمل الفني مثل ( الانسان ، النبات ، الجماد ، الحيوان ،..... الخ ) وتكون هذه العناصر مترابطة داخل العمل الفني في أطار أوشكل معين وهذا الآطار ما يطلق علية التكوين .
أنواع التكوين :
ينقسم التكوين الي أربعة أشكال أساسية ومنها تتعدد الانواع المختلفة للتكوين و الانواع الاساسية كالتالي :
1- التكوين الهرمي :
وفي هذا التكوين تكون العناصر داخل اللوحة مترابطة مكونا شكلاً هرمياً كما فى الشكل رقم ( 1 ) وفي هذا التكوين غالبا ما يستخدم في الوضع الراسي للوحة وليس العرضي وتكون اللوحة في الوضع العرضي مع التكوين الهرمي عندما يكون نهاية الهرم اكبر من رأس الهرم .
2- تكوين حرف ( L ) :
وفي هذا التكوين تتخذ العناصر هيئة حرف (L) كما في الشكل رقم ( 2 ) ويكون وضعية اللوحة غالباً في هذا التكوين في الوضع العرضي ويكون وضع اللوحة في الوضع الرأسي لها عندما تكون العناصر الراسية أكبر من المساحة العرضية .
3- تكوين حرف ( ل ) أو حرف ( L المعكوسة ) :
وهذا التكوين هو التكوين المعاكس في الشكل للتكوين السابق كما في الشكل رقم ( 3 ) .
4- تكوين حرف ( U ) :
وتكون العناصر في هذا التكوين متخذه هذا الشكل مثال عندما نرسم لوحة لشارع من الامام وتكون المباني علي جانبي اللوحة وتكون اللوحة فى الوضع الراسي غالباً وتكون احياناً في الوضع العرضي عندما تكون العناصر الافقية اكبر من العناصر الراسية بمعني ان نأخذ منظر قريب للشارع أما اذا اخذنا منظر كبيراً للشارع تتضح فيه المباني الكثيرة تكون في الشكل العرضي كما هو موضح بالشكل رقم ( 4 ) .
- وهناك انواع اخري للتكوين وهي التي تجمع بين احدي الانواع الاربعة سواء جمعت بين تكوين حرف ( L) مع التكوين الهرمي كما في لوحة " قسم الاخوة هوراس " للفنان جاك لويس دايفيد عندما نري ايديالاخوة هوراس ممتدة للقسم مع يد الوالد مكونة تكوين هرمي وفي جانب اللوحة الايمن نجد زوجات الاخوة في وضع الباكيات مكونا معا ا لاخوة والزوجات تكوين حرف ( L ) أو اكثر من تكوينين معاً .
ثانياً الظل والنور :
والظل والنور هو الذي يضيف الي اللوحة الحيوية والواقعية في العمل من حيث ان يظهر ثلاثية الابعاد وتأثير الضوء علي الاشكال بالاضافة الي الانعكاسات المتعددة للاشكال
1- النور :
وينقسم النور الي نوعبن
أ – ضوء طبيعي : والذي يتمثل في اضاءة الشمس والتى تضيف الي العناصر طابع خاص من خلال تحليل ضوء الشمس والذي يتمتع وجود غزارة كبيرة في الالوان
ب- ضوء صناعي :والذي يتمثل في ضوء شمعة أو مصباحح كهربائي والذي يضيف علي اللوحة طبيعة مختلفة من الالوان والظلال من حيث الالوان الداكنة المتعددة بالاضافة الى كثرة الظلال من خلال انعكاس العناصر علي بعضها او حجب مصدر الضوء
2- الظل :
وللظل انواع متعددة ودرجات متعددة تتمثل في الاتي
أ- درجات الظل : من حيث الاشكال ثلاثية الابعاد حتي نستطيع علي سبيل المثال التفرقة بين شكل دائرة وشكل الكرة فنجد انه تتركز الظلال على كلا الجوانب حتى تعطى شكل الكرة ومن خلال دراستنا للرسم نتعرف علي الانواع المختلفة للقلم الرصاص حيث نجد ان القلم الرصاص ينقسم الى نوعين الاول ( H ) وهو الخاص بالدرجات الخفيفة وتتمثل فى درجات النور وهو 7 درجات والنوع الاخر وهو ( B ) والذي يمثل الدرجات الغامقة وهى درجات الظل وهو 7 درجات ونستطيع استخراج العديد من الدرجات المختلفة من القلم الواحد بناءاً علي حساسية اليد وكيفية ضغط اليد علي القلم للحصول على درجات متعددة كما هو موضح فى الشكل التالى رقم ( 5 ) ويتمتع كل عنصر داخل اللوحة بدرجات مختلفة على العنصر الاخر والتى تحدد هوية العنصر نفسة .
ب- انعكاس الظل على العناصر الاخرى : نجد ان كل عنصر يتمتع بدرجات ظلال مختلفة عن العناصر الاخري المحيطة به ولكن عندما نجد تراكب عنصر على اخر او انعكاس عنصر على الاخري فاننا نضيف درجات ظل اخرى على العنصر الخاصة بالعنصر الاخر وتكون متراكبه علية حتى تضيف الينا ترتيب العناصر داخل اللوحة ( القريب و البعيد) .
ت- ظلال العنصر الواحد : لقد تحدثنا ان لكل عنصر الظلال الخاصة به والتى تعطى الشكل المجسم له ويوجد لدينا ايضاً الظلال المكونة من تراكب اجزاء العنصر مثال فى شكل الزهرة تتمتع الوردة بظل كل ورقة من اوراقها على حدة وعند تراكب الاوارق على بعضها نجد وجود ظلال تختلف عن ظل كل ورقة على حدة فالتراكب يضيف درجات داكنة اكثر .
ثالثاً المنظور :
هو زاوية رؤية العناصر والتى تحدد هيئة العناصر والاشكال داخل العمل الفنى وتربط العناصر ببعضها فبطريقة مبسطة نري ان المكعب عندما نراه من الامام يظهر علي هيئة مربع ولكن من زاوية اخرى يظهر لنا الجوانب الاخرى له فيظهر شكل المكعب كما ان المنظور يساعد فى تحديد المسافات والبعد داخل العمل الفنى وحتى نتمكن من دراسة المنظور يجب علينا ان تعرف على النقاط الهامه له وهى نقطة المنظور او النقطو الوهمية داخل العمل الفنى ويستخدم المنظور دائما فى اللوحات التى يوجد بها اشكالا هندسية او عندما نرسم شارع او محطة قطار او مترو للانفاق كما هو موضح فى الاشكال التالية ( 6-7-8-9 )
النقطة الوهمية ( نقطة التزاول ) :
وهى نقطة مصدر العناصر داخل اللوحة والتى تنبعث منها العناصر كما انا العناصر داخل العمل الفنى ممكن ان تنشاء على اكثر من نقطة مختلفة وليس بالضرورة وجود نقطة واحدة ويتم اختيار النقطة على اساس التكوين فعلى سبيل المثال لو اردنا رسم منظر شارع من الامام فيكون عندنا النقطة الوهمية فى منتصف اللوحة او على اى جزء من خط النصف للوحة اما اذا اردنا رؤية الشارع من الجانب فتكون النقطة على احد جانبى اللوحة سواءً من اليمين او اليسار
رابعاً النسبة والتناسب :
وهى علاقة العنصر بنفسة او علاقتة بالعناصر المحيطة به بمعنى ان كل جزء من اجزاء الجسم البشرى تترابط بسبة معين مع باقى الاجزاء الاخرى له فعلي سبيل المثال نجد ان نسبة الراس الى الجسم تتمثل فى 1/7 من المساحة الاجمالية للجسم بالاضافة الى نسبة الجسم او العنصر بالعناصر الاخرى فيجب مراعاه نسبة العناصر ببعضها داخل العمل الفنى كما يضيف النسبة والتناسب داخل العمل الفنى البعد والعمق داخل اللوحة فنجد مثلا ان العناصر القريبة منا نجدها كبيرة وواضحة اما العناصر البعيدة والتى يمكن ان تكون فى الواقع اكبر من العناصر القريبة نجدها صغيرة ومشوشة الملامح وليس واضحة مثل العناصر القربية كما هو موضح بالشكل
المراجع :
(1) رينيه ويليك : مفاهيم نقدية ، ترجمة د. محمد عصفور ، عالم المعرفة الكوبت ، 1987 .
(2) دكتور زكريا ابراهيم : فلسفة الفن في الفكر المعاصر ، القاهرة 1966
(3) دكتور محسن عطية : غاية الفن دراسة فلسفية ونقدية ، در المعارف ، مصر ، 1991