سامحيني ياسعدية
________________________________________
اطلقت الشمس سهامها الذهبية لتشق ظلام الليل وتزف بشرى فجر يوم جديد .
استيقظ أبو محمد كعادته كل يوم ، ألقى نظرة خاطفة على أولاده ، حمل شبكته وسلة بها قليل من الطعام وتوجه الى البحيرة .
فى بداية الطريق توقف عند زاوية الشيخ محمود ، توضأ وصلى الفجر جماعة مع بعض من أهل القرية ودعا ربه أن يرزقه رزقاً وفيراً .
مضى فى طريقه ترافقه كلاب الطريق كالعادة ، كان يفرح بها فهى تؤنس وحدته كما أنها حسب اعتقاده تطرد عفاريت الطريق ، وبينما هو فى طريقه شاهد مجموعة من الكلاب تلتف حول أنثى كل يريد أن ينال رضاها ، تمتم في سره الله يرحمك ياسعديه ، تذكرأيام الصبا و العشق والغرام ، كان يعود في نهاية كل يوم من الصيد فيضع في السلة أفضل ماصاده من السمك ويسرع إلى بيت سعدية ليهديه لها -، كان يزين السلة بأعواد من البوص الأخضر حتى يضفي نوعاً من الجمال على السلة، كانت تلك السلة تحمل كل مشاعره تجاه سعدية ، تأخذ منه سعدية السلة وهي تبتسم في حياء ، كانت تلك الإبتسامه هي ذاد يومه من الغبطة والسرور وبلسماً يطفىء لهيب أشواقه ، تمتم مرة أخرى : الله يرحمك ياسعدية ، أرهقت نفسك في إنجاب الأولاد وتركتنى وحيداً مع سبعة أطفال صغار ، الحمل ثقيل والرزق يكاد يكفي إطعامهم وأحيانا لايكفي ، جلس تحت شجرة ليستريح ، وبينما هو جالس شاهد شيئاً يتحرك تحت الشجرة المجاورة ، دقق النظر ، رأى قطة ترضع أطفالها ، تنظفهم بلسانها ، ترعاهم ، تمتم في نفسه "ومن يرعى أطفالي" ، ابنتي الكبرى ، حرام ، مازالت صغيرة " زوجة أخرى" ، أشفق على أولادي من زوجة الأب ، سمع صوتاً ، نظر أعلى الشجرة ، زوج حمام يمارس حقوقه الزوجية ، سامحينى يا سعدية ،لابد من الزواج ، سأحسن الإختيار ، لايوجد أفضل منها ، خضرة بنت الحاج إسماعيل ، جاري وزميلي في الصيد ، بيضاء ، جميلة ، لمحت مرة ساقيها وهي تغسل الاوانى على شط الترعة مع بنات القرية ،كما انها لا تنجب ، زوجها طلقها لأنها لا تنجب ، لكن ، فم آخر يجب إطعامه ، سأقتسم معها رغيفي ، سامحيني ياسعدية ، سأعطيها الكردان الذهب ، ورثته عن أمي،أعطيته لسعدية مع الدبلة ،رفضت بيعه رغم قسوة الظروف ، ترى هل تسامحني سعدية ؟!،