منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    ثقافة المقاومة .. ضمان وحيد

    ثقافة المقاومة .. ضمان وحيد

    صبحي مجاهد , جمال السيد




    لا تعمل الآلة العسكرية الصهيونية وحدها في مواجهة أهل غزة، ولكن ترافقها آلة أخرى أكثر توحشا وتدميرا وتأثيرا، وهي تدمير ثقافة المقاومة بكل السبل المتاحة، سواء إعلامية أو غيرها، ويشدد علماء الأمة على أن هذه الثقافة هي الضمان الوحيد لبقاء قضية فلسطين من خلال شعوب تدب فيها الحياة للدفاع عنها.
    بداية يقول الدكتور عكرمة صبري مفتي القدس الأسبق: الثقافة أمر لا بد منه مع القضية الفلسطينية، والحديث عن الثقافة، وبخاصة في قضية المقاومة، يتطلب أن يكون المسلم بداية على وعي بخلفية القضية الفلسطينية بدءا من تاريخ فلسطين والشعوب التي جرت عليها، ومعرفة جغرافية فلسطين، وانتهاء بمعرفة متى تطفو قضية فلسطين على السطح، وتطوراتها.
    وأضاف أن فلسطين في الأصل قضية الأمة كلها، ودعم تلك القضية جزء منه الثقافة والمعرفة بهذه القضية، ومنه يتولد شعور المقاومة، معتبرا أنه ينبغي على العلماء أن يطلقوا فتاواهم بلا خوف لتأكيد أهمية المقاومة، وأن يظلوا متمسكين بتوضيح الفرق الكبير بين الإرهاب والمقاومة المشروعة، وأنه لا يجوز الخلط بينهما.
    ومع ذلك فإن الدكتور عكرمة يرى أن من أهم عوائق نشر ثقافة المقاومة لدعم القضية الفلسطينية، هو وجود بعض الأنظمة العربية والإسلامية التي ليس لديها استعداد لمقاومة الاحتلال.
    ويشدد على أهمية توحيد علماء المسلمين، وقيام الإعلام بدوره في التعريف بما يحتاجه الفلسطينيون، والوقوف معا في استعادة الإقدام على إصدار الفتاوى المبينة لمشروعية المقاومة ووجوبها، مؤكدا أنه لا بد أن يقابل ذلك تأييد من الحكام وتحملهم المسئولية في حماية تلك الأمة ونهضتها.
    ويضيف قائلا: تفعيل ثقافة المقاومة يتطلب من كل المؤسسات الإسلامية بما في ذلك الأزهر الشريف تحمل المسئولية عن قضايا الأمة الإسلامية، وإعلان كلمة الحق في المقاومة وغيرها.
    مواجهة
    ويرى الدكتور وهبة الزحيلي نائب رئيس مجمع فقهاء الشريعة الإسلامية بأمريكا وأستاذ الشريعة بجامعة دمشق أن تفعيل ثقافة المقاومة أمر مهم من أجل مواجهة ثقافة الانهزامية، والاستسلام التي يتم زرعها في نفوس أبناء الأمة، خاصة تجاه قضية فلسطين.
    ويؤكد أن تفعيل ثقافة المقاومة يكون بتحريك آراء الجماهير وغضبتهم، وبتحريك الشعور الوطني، وتحريك الناس ضد المعتدي والظالم، باعتبار أن هذا واجب شرعي، ولا بد أن نعبر عنه بكافة الأساليب لتنمو ثقافة عدم الاستسلام للظلم والعدوان، والقبول بالهوان.
    وأضاف أنه ينبغي نشر ثقافة كراهية العدو الإسرائيلي عند نشر وتفعيل ثقافة المقاومة؛ لأن العدو لا يستحق رحمة أو احتراما أو تقديرا، وهذا واجب، مشددا على ضرورة أن يكون العلماء هم القادة في تحريك الشعور الوطني والهمم والعزائم ضد المعتدين الذين يريدون احتلال البلاد والمكوث بها، وهم أجدر في جعل فكر المقاومة واقعا عمليا ضد العدو الغاشم.
    أما الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية فيعتبر أن تفعيل ثقافة المقاومة في الوقت الحالي يتطلب بيان قيمة الجهاد في الإسلام وضوابطه التي هي الدفاع عن النفس، ويرى أن تنمية ثقافة المقاومة تجعل الإنسان يعرف من يؤيد ومن يعارض.
    وأضاف: "إن إخواننا في فلسطين الآن محتاجون لدعم وتأييد ومناصرة ولا تتم المناصرة والمشاركة معهم إلا من خلال ثقافة المقاومة".
    وشدد بيومي على أن "الإعلام له دور كبير في ذلك، حيث ينبغي عليه أن يجاهد ويدير المعلومات المكونة لثقافة المقاومة، وهنا يصبح دورها لا يقل عن السلاح، لأن الحملات الإعلامية التي يشنها العدو تحتاج إلى مقاومة، وإسرائيل نفسها تحاول منع وسائل الإعلام من مناطق الحرب حتى لا ينمو فكر المقاومة لدى الشعوب، وحتى لا تتفاعل ثقافة المقاومة في وجدانهم بشكل عملي، وبذلك تستطيع القتل دون علم أحد".
    واستطرد: "إن جرائم إسرائيل هي جرائم حرب وصورة حقيقية من صور الإرهاب البشع الظالم التي تمارسه الدولة، والإعلام وسيلة لكشف الزيف الذي تقوم به إسرائيل من اتهام حماس بالإرهاب مع أن حماس تجاهد وتقاوم العدو المحتل، والذي يقوم بالإرهاب الحقيقي هو إسرائيل التي أتت لاحتلال أرض وأموال الغير، والإعلام هو الذي يكشف زيف العدو، وهو جزء من الحرب".
    واختتم الدكتور عبد المعطي بيومي حديثه قائلا: "إن ثقافة المقاومة هي الضامن لعدم ضياع القضية الفلسطينية، وجعل الجذوة مشتعلة في قلوب المسلمين لنصرة القضية الفلسطينية".
    الرحمة أزمة المقاومة
    الدكتور عارف علي نايض من ليبيا مستشار برنامج كمبريدج للأديان بكلية الإلهيات بجامعة كمبريدج، وأستاذ متعاون في كلية الدعوة الإسلامية بليبيا يرى أن ما يحدث في غزة كفيل بأن يفعل ثقافة المقاومة لدى جميع الشعوب من خلال دور الإعلام في نقل ما يحدث.
    ويؤكد: "إن ثقافة المقاومة يتم تعبئتها اليوم من خلال الألم الذي يعتصرنا جميعا من جراء الإجرام البشع في حق إخواننا في فلسطين".
    ويوضح الدكتور عارف المفهوم الحقيقي المطلوب في المقاومة، قائلا: "إن مفهوم المقاومة عميق جدا ومعقد جدا، والأحداث الدامية التي تحدث مهما كانت مؤلمة يجب ألا تجعلنا سطحيين في تحليلنا وفي رؤانا، كما يجب أن تكون مصدرا للعبرة والاعتبار والتدبر، بحيث نستطيع أن نصل إلى مكمن الضعف الحقيقي، وأسباب أن نكون في حالة من الوهن والضعف في عصر القصعة التي تتداعى عليها الأمة، كما يجب أن نحلل أسباب كل هذا؛ لأن ذلك من أهم أساسيات ثقافة المقاومة".
    وأضاف أننا منذ أكثر من 300 سنة، ونحن نحلل هذا الانهيار الذي حدث للأمة الإسلامية، مع أن هناك سببا واضحًا جدًّا، لكن العجيب أنه يخفى على كثير من العقلاء ربما لسهولته وثقافته، وهو وجود أزمة في الرحمة وأزمة في التراحم، والرسول هو الرحمة المهداة والقرآن هو الرحمة، لكن عندما ننظر إلى حال الأمة، فيما بيننا بغض النظر عن الأعداء نجد أن هذه الرحمة ناقصة بشكل شديد، وهو ملاحظ في كثير من المواقع حتى في البيوت الإسلامية.
    وأوضح أن الحديث عن الرحمة في زمن نحن نذبح فيه هو الأساس الأول للعودة إلى قوتنا من أجل المقاومة، ونشر ثقافتها بين الناس بيقين، خاصة أن سبب الضعف الحالي هو انعدام الرحمة، فلو رحمنا بعضنا بعضا لرحمنا الله، ولكنا على قلب واحد، فلن يرتفع عنا المقت إلا إذا تراحمنا.
    واستطرد قائلا: "ثقافة المقاومة إذن تتطلب أولا أن نتراحم؛ لأننا لو تراحمنا لاتحدنا، ولو اتحدنا لكنا قوة ضاربة في هذا العالم لا يستطيع عدو أن يضربها هكذا على الملأ، فالشعب الفلسطيني شعب عظيم ومكافح وصامد، لكن علينا أن نعترف بأنفسنا أن الشعب الفلسطيني ابتلي بالجواسيس، كما ابتلينا بهذا التقاتل الداخلي وهذا الهوس العجيب بالتصنيف الحزبي".

    أمر آخر يراه الدكتور عارف ضروريا عند نشر ثقافة المقاومة، وهو نشر أهمية الأخذ بالأسباب في نشر ثقافة المقاومة، بحيث يكون هناك استعداد لتلك المقاومة، فلا يمكن القول بالمقاومة في ظل غياب القوة المادية، وخواء القلب من القوى المعنوية، وإن كانت الأسباب المادية سهلة، فإن الأسباب المعنوية هي الأهم والتي تأتي عن طريق التناصر في الله، والتحابب بالله والتراحم.
    وعن كيفية المقاومة أكد أن المقاومة تطلب زرع الثبات على الحق في النفوس، خاصة أن هناك ضعفا في العقيدة ينخر في الأمة، وهو ما نعيشه الآن من ضعف سببه الوهن بحب الدنيا، فلو أحببنا الآخرة الذي لا يتأتى إلا بإيمان صادق، ولو أحببنا الموت وكنا على استقامة بحيث لا نخشى الموت فسيكون المسلمون قوة ضاربة لا مثيل لها.
    وأشار إلى أن فلسطين الآن بحاجة إلى جميع أشكال المقاومة، فالفلسطينيون أناس اقتحم عليهم الإسرائيليون عقر دارهم، وهذا يجعل على كل مسلم أن يقاوم، على أن يلتزم بأخلاق الحرب في الإسلام.

    --------------------------------------------------------------------------------
    صحفيان مصريان

  2. #2
    اظنها الخيار الوحيد والا لجعلونا حيوانات ناكل وننام ونذبح في ايام العيد
    تاريخ رسولنا معهم يكفي لنفهم الدرس
    شكرا
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  3. #3
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    الاردن
    المشاركات
    172
    الجهاد والمقاومة الطريق الوحيد والأوحد لنهضة هذه الأمة
    من ركام هزائمها وحطام تمزقها
    أخي جرح فلسطين
    كل التحايا
    ايهاب هديب
    طائر السماء المقعد

المواضيع المتشابهه

  1. ضمان
    بواسطة شادية مقداد في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-25-2017, 01:26 PM
  2. صباح الخير(277) ثقافة الصمت ام ثقافة الخوف؟
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى سلسلة صباح الخير(للأديبة ريمه الخاني)
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 01-21-2017, 06:46 AM
  3. حب وحيد وحيد ،، للشاعر : عبد الرحيم محمود
    بواسطة عبد الرحيم محمود في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 03-24-2010, 03:27 PM
  4. ثقافة المقاومة
    بواسطة فائز البرازي في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-18-2009, 05:59 PM
  5. ثقافة المقاومة والتسميم السياسى.
    بواسطة عبدالرؤوف النويهى في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-07-2007, 12:09 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •