يوحد البشركلهم على أن ينظروا للحق المطلق والكمال المطلق، فهوالمهيمن على كل شئ في الكون، هوالله رب العالمين.
وعندمانعرف االمطلق نكون قدعرفناالنسبي.
بمعنى كل مافي الكون والوجود من محسوسات ومعرفات، آثار من نعم الله. فهي نسبية مرتبطة بظرفهاوزمانها، وخاضعة لهيمنة الجبارالمتعال.
وهذاوحده يكفي لكي يرفع المسلم هامته عالياوشامخا، بإن له رب يعبده ولاعبودية لسواه.
في نهايات القرن التاسع عشر، وقف الإحراري غلادستون، رئيس وزراء بريطانيا العظمى، والتي كانت تحكم العالم بأسره، أمام مجلس العموم.
وبعد مقتل عميل المخابرات البريطاينة في السودان غوردون باشا.
وقف صارخاورافعا لكتاب الله وقائلا:
لايمكنناحكم المصريين، وهم يمسكون هذاالكتاب بأيديهم.
ثم رمى الطاغية الكافر، بكتاب الله تحت قدميه.
وهذاالإيمان الرافع من قيمة الإنسان وقدره أمام نفسه، كان من مظهره(الصلاة وبخمسة أوقات محددة) بإن يقف الجميع سواسية، السلطان والغلبان، وبصف واحد ليركعوا ويسجدوا أمام الرب الواحد الأحد.
الله أكبر، والله ماأعظمه من دين يسموبالبشرية إلى عنان السماء إنصافاوعدلاومساواة.
وألآن نأتي إلى المبدأ الثاني المتمثل بالنبوة، وكرحمة بالبشر.
حيث يرسل الله الإنبياء مبشرين ومنذرين، للحد من تخبط الإنسان وبحثه عن طريق للخلاص، مماهو فيه من أنانية وإثرة.
وطريق الخلاص هودين الله الذي يبلغه الإنبياء لعامة الناس، فينسجمون على صراط مستقيم واحد.
ووحدة الصراط وإستقامته تتطلب الطاعة المطلقة لنبي الله، والإمتثال لأوامره ونواهيه.
وأي خروج على أوامرالنبي ونواهيه، كفيل بتشرذم الأمة إلى شيع وأحزاب.
لذلك كانت المركزية والحاكمية لنبي الله قائدالأمة، دون سواه من البشر.
لكونه مسدد من قبل الله في التبليغ بالرسالة.وأي غمز ولمز بنبي الله، في محاولة لإضعاف مركزيته وقائميته على الأمة، أمرمستهجن مرفوض.
لكونه يتصادم مع أمرالله بطاعة الرسول(ص) في كل الأحوال، كمانص كتاب الله.
(وماآتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فأنتهوا...)
ومن الإيمان بمبدء النبوة يتفرع مبدء الإيمان بالإمامة.
بمعنى لكل نبي وصي، يوصيه برعاية الأمة من بعده، إن أحتاجت لمن يشرح لهاماأشكل عليهامن فهم الشريعة وكتاب الله.
وبعيدا عن الخلافات المذهبية.
ألأحداث التي مرت على الأمة الإسلامية، بعد وفاة الرسول(ص)أثبتت بمالايقبل الشك، في إن الإمام علي(ع)كان أعلم الناس بتفسيركتاب الله، وشرح مقاصد السنة الشريفة.
حيث كان الملجأ والمقصد.
يقصده الخلفاء في كل نازلة نزلت بهم، ليعلن الخليفة الثاني عمر.
ماكنت لمعضلة، ليس لهاأبو الحسن.
أوإذاحضرعلي المسجد لايفتي إلا هو.....و..و...الخ.
ولم تحدثناكتب السيرة والأخبار، إحتياج الإمام(ع) لأحد في حل معضلة أوفهم آية شريفة من كتاب الله.
ولم تحدثناكتب السيرة قول نبي الله(ص) هذا لأحدغيرالإمام(ع):
أنامدينة العلم وعلي بابها. فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.
وهكذأصبح باب مدينة علم الرسول(ص) الوصي على الرسالة، وإن إستبعد من الخلافة والزعامة.
والمبدأالثالث هوالإيمان بمبدأ المعادالرباني.
وهذاالمبدأيعطي المسلم التصورالكامل للحياة، في كونهامقدمة لحياة أخروية خالية من الشقاء والبلاء.
ومادامت الحياة الدنيا، هي مجرد مقدمة وليس كل الحياة.
وأيضاجزء يسيرمن حياة دائمة، تغني المحروم في هذه الدنيا القصيرة من كثيرمن التطلعات، للأمل المنشود في الحياة القادمة.
فالمحروم من نعمة البصر، والمعدم الفقير،والمظلوم بسبب جورطاغي..و..و إلخ من الإبتلاءات الدنيوية.
هذاالمظلوم مفعم بالأمل الكبير ليوم الجزاء الذي سيقتص فيه الحق ممن ظلمه أوحرمه.
وهكذا أصبح الإيمان بالمعاد الرباني، دافع لطرد اليأس من نفس المسلم.
وعامل من عوامل حثه على الصبر والعمل بدافع الأمل.
فعندمايحث الباري على التغيير بالنفس. بقوله عزمن قائل:
(لايغيرالله مابقوم حتى يغيروامابأبنفسهم)
تعني لاتيأس، بل تحرك وغير ما بنفسك، حتى يأتي لك تحركك بماتطلب وبمايوعدك الله به.
كتبت موضوعا، بعنوان:
(رسالة المثقف العربي في حمل هموم الأمة العربية القائدة والتي أصبحت مقودة.)
تجدونه منشورافي هذه الساحة، وبينت فيه سبب تخلفناوعوامل نهوضنالكي نلحق ببقية الأمم.
فكل مصائبنامن فهمناالمغلوط والناقص للدين.
نوجب على الطفل تعلم الصلاة والمداومة على إقامتهافي وقتها.
لكننالانشرح له المردودات الإيجابية للصلاة في حياته اليومية.
نصوم في كل شهررمضان، لكننا لانعي المردود العظيم لفريضة الصوم،والإلتزام بهاوبشروطها.
نحج لبيت الله الحرام، ولانلقي نظرة فاحصة متأملة لكل تلك الجموع القادمة من شتى بقاع الدنيا.
وهي بنفس الزي الموحد، وبنفس الهيئة المتواضعة البسيطة وللغني والفقير، بدون فارق تلبي لله الواحد الأحد.
وهكذالبقية أحكام الله وشرائعه.
فلووعينالتصرفاتنا، بل ولكل واجب نقوم به، لم؟؟ وعلام؟؟ وكيف؟؟
مع التأكيد لأنفسناقبل غيرنا.
بإننا متعلمين من الكبير علما، ومن المحترمين والمقدرين للعلم والثقافة. ومن المعلمين للصغير علما، ولكن بتواضع ترفقا وحنية.
لفهمناالدين على أكمل وجه، ولنعمنابكل ألخيرالوفيرالذي يسديه لنافي طول حياتنا.
وأخردعواناأن ألحمد لله رب العالمين