ترك أسرته الصغيرة ..أحمد يبلغ من السن أربعة سنين وعائشة سنتين وأمهم ماتزال في ريعان العمر شبابها الغض ..هاجر القرية ..لم يخبر زوجه ..بقيت ازوجة والأطفال ينتظرون عودة رب الأسرة وطال الانتظار ثم طال اقتربت الشمس من المغيب ..سأل جد أحمد زوجة ابنه ...سالت دموعها لم تستطيع الإجابة ..عرف الشيخ أن ابنه قدسافر كثير ماكان يحدثه عن اليوم السعيد الذي يرحل فيه للبحث عن عمل ..طمأن الشيخ خديجة الزوجة المكروة وقال لها بنبرة حزينة: لا تحزني بنيتي ..إنه سيعود سيعود لا تجزعي لقد كان ييحدثني دائما عن الرحيل بحثا عن العمل حاولت أن ثنيه عن هذا السفر البعيد ولكنه أبى إلا أن يرحل لندعوا له جميعا بالخير...زادت نوارة بكاء ودخلت غرفتها ودموعها تنهمر وكانت تقول : لقد غادرنا دون أن يودعنا ...وزداد حزنها ...ثم رفعت يداها إلى السماء وقالت ربي إني مغلوبة على أمري ..االلهم ارجعه بخير ووفقه لما فيه الخير ولا تحرمنا منه يارب ...وتمر الإيام ..ونوارة تحاول أن تشغل نفسها بالعمل في البستان فكانت تعتني بغراسة أنواع الخضروات والأزهار المختلفة الألوان ..كما كانت نوارة ترعى غنيماتها وعنزاتها وبقرتها البيضاء الجميلة كنت تدر حليبا كثير وكانت تصنع من صوف غنيماتها برنس لزوجها لعله يسر ويفرح ...وتمر الأيام ويزداد شوق الأب لابنه ...ولتهب شوق نوارة لزوجها عمار الذي غادر الدار ....ويستجيب الله لدعائها وتسمع نوارة البشرى السارة ..لقد أقبل الجيران ليخبروه على عودة زوجها ....أسرعت القرية لتهنئ عمار على عودته إلى الديار بعد غياب طويل ...عاد عمار وهويحمل الخير وقد تحسنت أحواله ...كان عرسا جميلا بقيت القرية مسرورة شهرا كاملا ....لقد عاد عمار
أبوبكر