حدَّثني صديقي السوداني عن واقعة رآها بأم عينيه، عندما كان في مطار إحدى الدول العربية الكرتونية، كما يحلو له أن ينعتها.
حادثة مروعة حقاً، تشمئز لها النفوس، وتبعث على الغثيان، فصديقي السوداني رأى شخصين يعبِّران عن حقوق الإنسان، وقد وظفا لذلك..وسيلتين: أرض المطار، ولحافاً صغيراً، لقد أعلنا عن ذلك عندما حاولا إقناع روَّاد المطار أن الحرية لا حدود لها، خصوصا عندما تصل إلى حد أذية الآخرين وخدش حيائهم.
لم أردّ على صديقي السوداني بالاندهاش والانبهار، لأنني تعوَّدت سماع الأساطير في زمن المتناقضات هذا، ولكن حفيظتي أُثيرت، وأجبته رغم ذلك، فقلت: ربما ساعدتهم تربة الدولة الكرتونية هاته على التفكير في خطة بديلة، لتجديد النسل، فقد يكون هواء بلدهم ملوثا وغير صالح للزراعة، والحرث هو الذي يطمحون إليه.
نصحته: لا تبتئس يا صديقي الطيب، ولا تجعل مثل هاته السلوكيات ترفع من نسبة "الكوليسترول" أو السكر في دمك، لأنكَ تعلم جيداً أنه لو حدث وارتفع السكر في دمك، فلن يكترث لحالك أصحاب حقوق الإنسان، ولن يزوِّدوك - بعد طابور طويل - إلا بأنسولين صيني الصنع، لذا أقول لك: من الآن فصاعداً.. تريَّث قبل أن تسمح لعينيك أن تحط رحالها في مكان محظور عربياً!.
وتابعت أعلن لصديقي: عفواً.. صديقي، سلوكيات أكثر فظاعة تُقترف علناً في بلداننا الكرتونية الأخرى، من أبناء الوطن أنفسهم، وفي التعليق والتنديد لا أحد، إذْ أضحى الجميع متفرجاً أبلهاً.
ردّ صديقي السوداني لي كان مختصراً، إذ قال: صدقتِ، لقد كنت أول متفرج عربي أبله.
ندى يزوغ