أمِّي أمِّي تَحْمِلُ هَمِّي
أمِّـي أمِّـي تَحْمِلُ هَمِّـي = حَـمَلَتْـني عَشْراً فـي الرَّحِـمِ
يا مـا عانَـت مِـنْ آلامٍ = إنْ فـي طَـلْقٍ أو فـي الوَحَـم
لنْ أسـديها مـنها شـيئاً = لو طُـفْـتُ بـها حولَ الحَـرَمِ
ما وَلَـدَتْ حتى ضّمَّتْـني = صَـدَحَتْ كَلِماً خيـرَ الكَـلِـمِ
اللهُ اللهُ شـهـادتـنـا = ومُحَـمَّـدُنا خـيـرُ النَّـسَـمِِ
ما أروعَها تَـطْرُقُ سـمْعي = كَلِمَاتٌ صـارتْ كالعَـلَـم
زرعَتْ فـي قَـلْبِي أنواراً = لن تُـمحى حَـتَّـى في الهَـرَمِ
هل أنسى لَبـَناً غَذَّانـي= أو دمْـعَاً يَـهْمي فـي سَقَـمي ؟!
لا أغـفو حـتى أسـمَعَها = صـوتاً يشـدو حُلْوَ النَّغـَمِ
فـي حضْـنٍ كالعُـشِّ الدافي = يهديـني رَبِّـي للحَـلَـمِ
أرضَـعُ عَـسَلاً ما أحـلاه = يُـنبتُ لَحْـمي يُنشزُ عَظْمي
يا ما شـقَّـقْتُ لـها نَـهْداً = يُـدمِـيه رِضاعٌ في نَـهـَمِ
إن أبـكي ترْضِـعْـني حالاً = بـحَـنَانٍ أرشُـفُـهُ بفَـمي
لا تَـغْـفو حتى تُـغْـفيني = فأنـامُ قَـريراً فـي سَـلَمٍ
وتلاعِـبُـني وتـناغـيني = يُـطْـرِبُـها صَـوْتٌ مِنْ نَغَمي
هِيَ مَدْرَسَتِي هِـيَ وِجْـدانِي = كم تسـألني مـاذا حُـلُمِي
أكـبَـرُ دوماً فـي عَـيْنَـيْها = تُرْقيـني منْ داءَ الـوَهَمِ
غَـرَسَتْ فـي قلبي أسـماءً = لله الـعـالي ذي الكَـرَمِ
وصـلاةً مَع سُـنَنٍ كانت = خَـيْرَ غِـراسٍ يُزكـي قِيَمي
قـالت يا إبـني فَلْـتَعْـلَم = ولتعـمَلْ خَـيْـراً كالـدِّيَـمِ
مَعَ إيـمانٍ تَـنجو دومـاً= واتْـبَـعْ قُـرآناً واسـتـَقَـمِ
تُـرضـي ربـاً ما أغـلاه = يَـحْمِي عـبداً عالـي الهِمَـمِ
فـلْنَسْمَعْ قَـولاً محموداً = ياربِّ احفَـظْـني مِـنْ صَـمَـمٍ
صـارت أقوالاً مـنْ نـورٍ = تَغْمُرُ دوماً قَـلْـبـي ودمـي
أمِّـي أمِّـي صارتْ حِـبْري = يَـنْزلُ فيـضاً عَـبْرَ القَـلَم
ياربِّ ارحـم أمّـِي وأبِـي = واحفـظـهم مِنْ رِجْـسِ اللَّمَمِ
واجْـعْـل مثـواهم فِرْدَوْسَاً = واغْمُـرْهُمْ فـي فَـيْضِ النِّعَمِ
الدكتور ضياء الدين الجماس
ملاحظة :
قد يتساءل البعض أن عمر الحمل تسعة أشهر فلماذا جاءت في القصيدة عشراً ؟
هي تسعة أشهر شمسية وعشرة اشهر قمرية ، وفي شرعنا نحسب بالأشهر القمرية.
الحَلَمُ : جمع حَلَمة أي حلمة الثدي ، وفيها إشارة إلى قوله تعالى : وهديناه النجدين . فالله سبحانه وتعالى يهدي الوليد إلى حلمة ثدي أمه وكيفية مصها لدر اللبن (الحليب) .