تقديم:لم تزل الطبيعة البشرية تثير من الختلاف أكتر مما تثير من الاتفاق,وتعددت المدارس و الاجتهادات في محاولة للتعريف بها,وتحديد مفاتح لها.
و هذه خلاصة موضوع كنت قد كتبته حول طبيعة البشر.
هل الانسان مسير او مخير؟ان هدا السؤال الذي شغل أدهان المفكرين قديما و مازال يشغلها حتى الأن,وقد تمكن العلم اليوم من الجواب على بعض جوانب هذا السؤال,و لا ندري ما سيأتي به العلم غد.
لقد تبين اليوم علميا أن الانسان يخضع في تفكيره وسلوكه و تكوين شخصيته لقوانين تشبه قوانين الطبيعة في بعض الوجوه, وهي التي نسميها( نواميس بشرية).
1-الأنا محور الشخصية
ونعني بها شعور الانسان( بالأنا) وسعيه المتواصل لرفع مكانته في نظر الاخرين وكسب تقديرهم,والانسان لا يقف عند حد في سعيه هذا,فهو كلما نال مكانة عالية طمع الى مكانة أعلى منها,و هذا هو الدي جعل الانسان راكضا لاهتا طوال حياته,الى أن يدركه الموت فيستريح و يريح.
2-التقوقع على الذات
الانسان يأخد صورة عن نفسه أفضل مما هي عليه حقيقتها قليلا أو كثيرا,فهو يبالغ في ذكر محاسنه وينسى مساوئه,وهو يفعل العكس من ذلك اتجاه خصومه و منافسيه,و هو كالحسد,اي يحتلف في الافراد شدة و ضغفا,تبعا لاختلاف الشخصية.
3-مسرح حي
الحياة الجتماعية تشبه التمثيلية في بعض الوجوه فكل فرد مكلف بدورفيها ,وهويحاول اتقان القيام بدوره,بغية الحصول على اعجاب الاخرين ,ولكن الحياة الاجتماعية تختلف عن التمثيلية,لأن الفرد فيها ممثل و متفرج في ان واحد.
4-القدرة على التوارن
ان الفرد الفرذ الذي يوصف (بالعقل)عادة هو الذي يمتلك القدرة على الانسجام مع القيم الاجتماعية السائدة في مجتمعه,أما الذي يوصف (بالجنون)هو الذي يندفع مع داوفعه الاشعورية,ورغباته المكبوتة ,دون الاهتمام بالناس حوله وما يقولنه عنه.
و الواقع أن كل انسان لا يخلو من شئ من الجنون قليلا أو كثيرا ,فالعاقل الكامل لا وجود له بين لبشر,أما الحد الذي يفصل بين العاقل و المجنون فهو أمر اعتباري نسبي,يختلف باختلاف المجتمعات و قيمها الاجتماعية.