[أن تعيش في وطن يحترم حقوق مواطنيه ويكفل لهم الحرية ويدافع عن كرامتهم وحقهم في الحياة كأحرار يدفع عنهم أي أعتداء يضيق علي حريتهم في أي مكان علي وجه الارض ويعتبر الاعتداء علي حرية أفراده هو أعتداء علي الوطن بأكمله وأذا ماغادرت وطنك الي اي بلد في العالم وعرفوا هويتك وجدت أحتراما واجلالا لانك تنتمي لبلد يحترمه العالم - لان هذا البلد في الاصل يحترم مواطنيه - تلك هي المسألة . أما أن كنت لاقدر الله تنتمي الي بلد من تلك البلاد سيئة السمعة والتي يسيطر علي مقاليد الامورفيها أولئك الذين لايدينون الا بثقافة العبودية الذين لايعرفون للحياة طريقا الا طريق الذل الذي تربوا عليه وأمنوا به - ويسمونه طريق النجاة ! هذا الطريق الذي يوصلهم الي غايتهم في أن يكونوا عبيدا في بلاط السلطان بأعتبار أن ذلك شرف لايدانيه شرف وان تكون نسائهم من جواري السلطان ليخرجوا علي الناس مدافعين عن كل جرم تقترفه يديه حتي لو كان الجرم قتل الابرياء من ابناء جلدتهم وحرقهم وهم ينزفون والتنكيل بهم والزج بهم وأسرهم في السجون وأستصال شآفتهم من الوجود كيف كان حال المجتمع حين تجرد السلطان وزبانيته من أنسانيتهم - تري هل كان المجتمع بأفضل حال ؟ الاجابة : لا ذلك أن المجتمع حين يستسلم لحالة الانتقام التي روج لها أعلام السلطان ( لافرق هنا بين أعلام حكومي أو مستقل ) أذ أنه لاشيء مستقل في هذه البلاد لاأعلام ولاقضاء ولاأمن ولا.... ولا أي شيء جميع المؤسسات في هذه البلاد لاتعمل لخدمة العباد أنما هي فقط في خدمة السيد ومن معه حتي دون أن يأمر هو ومن معه ماعليه سوي أن يرسل رسالة للجميع بأن من ليس معنا فهو علينا وعلي الدولة - وياويل من لم يكن معنا ! تفتح له أبواب جهنم ليصير في يوم وليلة أما أرهابي - أو يضر بالامن القومي - أو يهدد السلم العام - أو محرضا علي القتل وربما هو القاتل نفسه - هو الشيطان الذي عصي فلا بد من طرده من جنة السيد أما ان يقتل أو يسجن الي حين يستتاب ! لاشيء في هذه البلاد مستقل لا البشرولاالزرع ولا الحجر - الكل في قبضة السلطان الذي يملك القوة والبطش - يملك المنح والمنع والسلب والقهر . وللسلب قصة أخري - أذ ان السلب في هذه البلاد يكون للثروة ومقدرات الوطن وللارادة وللعقول التي سيطر عليها أعلام السلطان فجعل المجتمع مسوخ مشوهة تنطق بما ينطق به وكأنه قرأن يتلي عليهم . والقليل الذي نجا من سلب العقول - وقف بعيدا - يرقب مايحدث بعين واحدة خشية أن يتهم بمعاداة الوطن ! يستوي في ذلك كافة أطياف القوي السياسية التي صنعت برعاية دولة السلطان التي تمنحهم حينا وتمنعهم حينا قسطا من ممارسة مايسمي بالمعارضة ولايخجل هؤلاء من الوقوف أمام الكاميرات لغسل يدي السلطة من دماء شعبها ولايستاء ولا يستحي من كان بالامس مناديا بالحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان في العيش حرا كريما علي أرضه أن يكون شريكا في مسرحية الفض - فض غشاء الوطن - حين أستحلت دم أبناء الوطن تحت دعاوي مهما أتفقت أو أختلفت معها لاتعطي المبرر أبدا للقتل والسجن و الاقصاء من الوجود لالشيء سوي الخلاف والاختلاف والصراع علي سلطة دولة السلطان التي لاينبغي لكائن من كان أن يتجرأ علي هذه السلطة ويسعي اليها ويخالف قواعد اللعبة السياسية التي أتفق عليها الجميع وهو أن يكونوا قطع من ديكور في مسرح السلطان لتجميل الوجه القبيح لسلطة مستبدة . اليوم يوم هؤلاء وغدا يوم أؤلئك الذين يشاركون ويهللون ويسبحون بحمد السلطان - وسبحان الذي يغير ولا يتغير أن غدا لناظره قريب ................ الاسكندرية في 28/8/2013 صلاح حسين