جمعية الآداب الإسلامية في الموصل
أ.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث_جامعة الموصل
زخر العراق أيام العهد الملكي 1921_1958 ، بالعديد من الجمعيات والمؤسسات الدينية والاجتماعية والثقافية التي باتت تعرف اليوم بمنظمات المجتمع المدني . وقد قدمت هذه الجمعيات الكثير من النشاطات ، كعقد الندوات، وإصدار الصحف ،وتنظيم اللقاءات الاجتماعية ،وجمع التبرعات الخيرية . ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كان لهذه الجمعيات مواقف سياسية وطنية ،وقومية، وإنسانية . وقد استمر نشاط بعض هذه الجمعيات حتى يومنا هذا ولعل (جمعية الآداب الإسلامية) من هذه الجمعيات .
كان للشيخ امجد الزهاوي 1883 _1967، دور كبير في إنشاء (جمعية الآداب الإسلامية) وقد وضع الزهاوي رحمه الله هدفا رئيسيا لهذه الجمعية وهو مواجهة انتشار الرذائل التي كانت تهدد الشباب المسلم في العراق، وقد أولت جريدة فتى العراق الموصلية، لهذا النداء أهمية فنشرته على صفحات عددها الصادر 14 آب 1946، كما تابعت إنشاء الجمعية في عددها الصادر يوم 30 أيلول 1946 ، ومما ورد ذكره في هذا العدد إن الهيئة المؤسسة للجمعية أجرت انتخابات وفاز الشيخ امجد الزهاوي برئاسة الجمعية. كما انتخب كل من عبد الرحمن خضر، وطه الفياض، وعبد العزيز البغدادي، بعضوية الهيئة الإدارية . وقد أصدرت الجمعية مجلة باسم (الكفاح) اشرف عليها الشيخ كمال الدين الطائي وفي الموصل تقدم عدد من العلماء والمحامين والتجار بطلب فتح فرع للجمعية ومن هؤلاء الشيخ عبد الله النعمة ،والمحامي فخري الخيرو ، والسيد فاضل الصيدلي وإبراهيم ألجلبي ،والسيد عبد الرحمن السيد محمود .
وقد فتح الفرع بعد وصول ممثل المركز العام للجمعية في بغداد إلى الموصل ،وهو الشيخ محمد محمود الصواف ،الذي اشرف على الانتخابات في مطلع تشرين الثاني 1947.
لقد كان لهذه الجمعية ولفرعها في الموصل نشاط كبير، فلقد عقدت تجمعات دينية، ودعت الحكومة إلى إجراء إصلاحات اجتماعية وطالبت بسن قوانين تحمي الشباب من الانحراف، ودعمت قضية فلسطين.
كانت بحق جمعية ، دينية ،اجتماعية ،ثقافية ندعو لها بالتوفيق ولهيئتها الإدارية ولرئيسها كل تقدم ونجاح وان تبقى مهمة خدمة الدين والوطن والأمة في مقدمة أهدافها وفعالياتها .
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ورابطها التالي : wwwallafblogspotcom.blogspot.com