مناسبة هذه القصيدة أن أحد الشعراء المتمكنين تحدى باقي إخوانه من الشعراء أن يأتوا بمثل ما أتى به من أحد عشر بيتا بروي حرف الضاد، فألهمني الله هذه القصيدة بسبعة عشر بيتاً ، وبموضوع هام ، هو ما يقع به بعض الشعراء خصوصاً والناس عموماً ، وهو سب الدهر وهم لا يعلمون أن هذا منهي عنه ، فكان هدف القصيدة صيد عصفورين بحجر واحد كما يقال:
لا تَـلْعَنِ الدَّهْـرَ
إنَّ الإلـهَ رحـيـمٌ فـي خـلائـقـه ...إنْ هُمْ أطاعوه فيـما خَـطَّ وافـتَرَضَـا
لكنه ماحِـقٌ فيـمَنْ عـصـى طـلـباً... لله فـي فرضـه والعهدَ قـدْ نَـقَـضَـا
يا صاحِـبِي ما جـنـى عـبدٌ بوائـقَـهُ...إلاَّ وقد ذاقـها جَمـْرَ اللَّـظَى مَضَـضَا
لو أنَّ أهل القُـرى قـد آمـنـوا بتـُقَى...لكان فتـحاً لـهـم بالحـقِّ قد وَمَـضَـا
والرزقُ ينـهـال دراً مِـن سَـحابَـتـه ...ومِنْ جوى الأرض إنعـاماً بـما فَرَضَـا
واعـزُ الحـوادثَ لله الذي حَـدَثَـتْ ...بـه ولا تلْـعَنِ الدَّهْـرَ الذي عَرَضَـا
أقْـبِلْ عليه بَشـوشـاً طائـعاً وَجِـدَاً...عند اللقاءِ تَجِـدْ نـوراً بَـدَى بِرِضَـا
تنـسى الطَّـعامَ وما ينـحى مناحِـيَـه ...ما مِنْ خـلائقـه منْ حُبـهِ انْـقَرَضَـا
كما أُمِـرْتَ استقِـمْ تحظى بِمَكْرُمَــةٍ ...منكَ الدُّعـاءُ مُـجابٌ قالـها وَقَضَـى
واحـفَـظ صلاتك في أوقاتها صِـلَـةً...حتى ولو كُنْـتَ في حالٍ غَـدتْ حَرَضَا
والشـعرُ من نوره تبـقى ملامِـحُـه ...هَـديـاً يناصـره دوماً وما دَحَـضـا
والحَـقُّ فـي الشعرِ أنْ ترقى مَـقاصِدُه...بالروحِ قَرْضـاً جـميلاً ليسَ مُقـترضا
يذكِّرُ الأمَـمَ الأخـلاقَ قِـيمَـتَـها...فـي تـركِها سَـخَطٌ تَـجْتَرُّه جَـرَضَا
لا تلـعنِ الدَّهْـرَ وانظرْ ما جَنَـتْهُ يَـدٌ ...وارْضَ القَـضاءَ ولو للجسمِ قَدْ قَرَضَـا
هـذي روائـعُ من شِـعري أسَطـِّرُها...تدعوكَ في طاعـةٍ تبقى لـمن مَحَضَـا
ياربِّ فاغْـفر لنا ما قَـد مضى وعـفا...وارفع ذُنوباً تَـقُضُّ الحُـزنَ والمَـرَضَا
واحفَـظْ إلـهي بما علَّـمْـتني قِيَـمِي...ما أنكر الحُكمَ من راضٍ ومـا اعْـتَرَضا
والحمد لله رب العالمين