كثير من المثقفين عارضوا هذا المثل الدارج , فهو مغلوط المبدأ . وهذه بعض أقوال المفكريم : ( منقول )
هل الغاية تبرر الوسيلة حقا ؟ "
بسم الله الرحمن الرحيم
( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون )
صدق الله العلي العظيم
سؤال وجيه آخر نزيد به حصيلة الإجابات، و نقلص به نسبة التساؤلات، فنصل بذلك إلى معرفة أوسع و حقيقة أكثر وضوحا. و لعل سؤالنا اليوم يميل إلى التعاملات الحياتية بين الناس ، فكثير من الناس يتبنون مبدأ هو موضوع كلامنا .
س. و. : " هل الغاية تبرر الوسيلة حقا ؟ "
مقدمة :
" الغاية تبرر الوسيلة" مقولة دارجة في كل مكان و على كل لسان، و لكن ما هي حقيقتها؟ إنه مبدأ تبناه المفكر و السياسي الإيطالي نيكولو ماكيافيلي خلال القرن السادس عشر. و جوهر فكرته أن يحدد المرأ هدفا و بعد ذلك يبحث عن الوسائل التي توصله إلى ذلك الهدف أيا كان شكلها أو كيفيتها، فيسحق من أمامه إن اعترضت مصلحته معهم، و على تلك فقس ما سواها من القضايا و الأمور.
الغاية :
نعرض معنى "الغاية" بشكل عام دون الخوض في تعقيدات الفلاسفة، أو نظريات العلماء، فالغاية يفهمها كل شخص بحدود عقله و معرفته، فغاية التاجر الربح، و غاية الطالب التعلم، و غاية المنافق رضى الناس، و غاية المؤمن رضى الله تعالى، و هلم جرى .
الوسيلة :
حتى أشكل الحديد الذي احمر من الحرارة أضربه بالمطرقة فوق السندان، تلك هي الوسيلة ، تضع الغاية في محلها الفعلي، على أرض الواقع. كما ورد في أمثلتنا السابقة ، نرى التاجر بإعلاناته و ترويج البضائع يصل إلى الربح و هي غايته، و المؤمن يعبد و يلتزم فيصل إلى رضى الله، و المنافق يعطيك على طرف اللسان حلاوة، و صور نفسه بمظهر الصلاح و هو أبعد ما يكون من ذلك، و هناك أمثلة كثيرة.
ما هو الصواب؟:
الصواب أن نحدد المعايير و المقاييس الأساسية أولا، و من ثم نستطيع أن نفعل أي شيء بناءا على ما وضعناه من مقاييس ، و في الواقع أن الله سبحانه مدنا بالعقل ، و أرسل إلينا الأنبياء و المرسلين مبشرين و منذرين، يحملون لنا شرائعه السامية التي تكفل لنا كامل المأن و الإستقرار و السلام. و دعوتي هنا أن نعود إلى الإسلام و ننهل من جواهره و درره و نعيد لحياتنا أمنها و سلامها و ايتقرارها .
فلنتخيل مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، يتجلى لنا أنه لا يوجد أساسا مقاييس مسبقة، فما إن تواجه الشخص مشلكة حتى إبتدع وسائل لتحقيق مبتغاه. دمار و تفكك إجتماعي و فساد أخلاقي، يقتل فيه الأخ أخاه، و ينتهك فيه الجار حرمة جاره، و مشاكل يهرم لها الكبير و يشيب فيها الصغير.
رسالتي :
لا يستطيع الإنسان الحياة بدون منهم أو نظام، فما كانت الحضارات لتقوم بلا نظام، فعلينا أن نحدد لنا نظام فيه من المقاييس و الضوابط ما يسير الأمور على أكمل وجه، و عليه تكون الحياة أفضل و أجمل...
و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه انيب
و السلام و عليكم و رحمة الله و بركاته .
أخوكم
المفكر
نسألكم الدعاء