السلام عليكم
طرحت في منتدى صدى الامواج مقالا قراته واحببت ان المس وجهات النظر فيه
فلمست من اخ عزيز ربما احب المداخلة هنا تاييدا لرايه واحترمه جدا لاني لم اقرا لكاتبه الكثير..
اورد المقال وتعليقه لانه كان قيما جدا بنظري الخاص توضيحا لملابسات لانعيرها انتباها
اللهم يتم اطفالهم!!
--------------------------------------------------------------------------------
كأي مسلم آخر.. يهمني دائما في صلاة الجمعة أن أنتقي مسجدا يتميز معماره بالفخامة و خطيبه بالفصاحة..!
لأنني أعتبر هذا زادا روحيا قد يظل معي طوال الأسبوع..
أجلس في بداية الخطبة و أحاول الاندماج تماما في حديث الخطيب وأفكر في تطبيق ما يقول في حياتي العادية.. أتفكر في كلماته ثم يأتي الدعاء..
يبدأ الخطيب في الدعاء و انهمك في التأمين من خلفه :
اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ..
(آمين)
اللهم أمدهم بمددك ..
(آمين)
و أعزهم بعزك..
(آمين)
و انصرهم يا أرحم الراحمين..
(آمين)
اللهم عليك باليهود و الأمريكان ( أو ومن والاهم )
(!!!!!!)
اللهم شتت شملهم..
(آمين)
و فرق جمعهم..
(آمين)
اللهم يتم اطفالهم و رمل نساءهم ...
(!!!!!!)
اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم....
(!!!!!!)
اللهم أهلكهم كما أهلكت عادا و ثمود...
(!!!!!!)
..... و أقم الصلاة..!
بشكل ما , أشعر بأنني فقدت توحدي مع الإمام..
نعم أنا مسلم و أصلي في المسجد , لكنني بشكل ما لا أستريح للتأمين خلف هذا الدعاء..
أولا : اللهم عليك باليهود و الأمريكان ..
لماذا لم يقل الإسرائيليين مثلا ؟؟ هل أدعو عليهم فقط لأن دينهم السماوي هو اليهودية أيا كان انتماءهم الفكري و السياسي ؟؟
ثم مالهم الأمريكان بقى أنا عايز أفهم ؟؟؟
هناك أمريكان : مسلمون و هندوس و بوذيون و مسيحيون و هناك أمريكان يتظاهرون ضد الحرب و منهم من يعارض بوش و منهم أمريكان لا يأبهون لشيء من كل هذا !.. فهل أدعو عليهم بسبب جنسيتهم فقط ؟؟ أكل ذنبهم أنهم يحملون الجنسية الأمريكية ( التي يحلم بها نصف شبابنا ) بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية ؟؟
ثانيا : اللهم يتم اطفالهم و رمل نساءهم ..
دائما ما يقشعر بدني عند هذا القول..
حين اكون بين يدي الله تعالى .. أأرفع كفي لأدعوه بتيتيم طفل و ترميل امرأة ؟؟؟ أيعقل هذا أيها المسلمون ؟؟
لا أرفض الحرب ضد العدو أيا كان .. القتل يحدث في أي حرب في العالم.. لكن هناك فرق بين أن أقتل عدوا لأنه عدو يقاتلني في حرب .. و بين أن أتمنى و أدعو الله أن يموت , كي ترمل زوجته , و ييتم ابنه !!!
لاحظ أن الدعاء هنا على زوجات و أبناء الأمريكان و اليهود عموما دون تمييز !
كما أنه ليس حديثا مأثورا بالمناسبة .. فلماذا الإصرار عليه ؟؟؟
ثالثا: اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم..
...اللهم أهلكهم كما أهلكت عادا و ثمود..
و يضاف لهذه الفقرة أحيانا تلميح عن إعصار كاترينا او أي كارثة طبيعية تحدث هناك..
بصراحة لا أستسيغ فكرة الدعاء بأن يهب إعصار على الناس هناك لأن فيهم كما قلنا مسلمون و أناس لا يضمرون شرا لأحد.. و قد يكون لك قريب يعيش هناك ( أخي هناك بالمناسبة ) أو صديق تحبه.. لكن يبدو ان بعض خطباء المساجد يعتبرون هذه البلاد مستعمرات للغزاء لا حبيب لنا فيها .. يرون فقط أن : هنا ( الطيبون ) و هناك ( الأشرار ) !!
دائما ما يصر الدعاة ( غير المجددين ) على بعض الأفكار الغريبة عن واقعنا الذي نعيشه .. منها أن :
- تأخرنا و تخلفنا جاءا لأننا ابتعدنا عن الله فقط .. لا لأننا تواكلنا و لأننا لا نجيد سوى الكلام !!
- كل مشاكلنا جاءت بسبب العدو الذي يضمر لنا شرا نحن الغلابة المساكين, و لولاه لكنا أعظم شعوب الأرض قاطبة... لا بسبب جهلنا و غباءنا و جبننا من مواجهة مشاكلنا الحقيقية..!!
- هناك جنسين من المخلوقات يجب الدعاء عليهم طوال الوقت لأنهم سبب كل المصائب : اليهود و الأمريكان.. هكذا دون تمييز..!!
بلادنا مهبط لجميع الأديان السماوية , و شعوبنا هي أكثر الشعوب روحية و تدينا على وجه هذه الأرض..
لو وجهت هذه الطاقة الإيمانية العظيمة , في اتجاه العلم و التنمية و إصلاح المجتمع , بدلا من توجيهها في اتجاه كره الآخر لأنه سبب كل المصائب ... لأصبحنا فعلا أعظم أمة .. و لأصبح الحال غير الحال..
و أتوقع هجوما ضاريا على هذا المقال لأنني لم أستطع كره الآخر لمجرد أنه آخر... ولأنني أؤمن أن السبب فيما نحن فيه هو ( نحن ) لا ( هم ) ..
فهل هناك أمل , في أن نفهم هذه الحقيقة ؟؟
د.شريف عرفه