خاطرة عابرة / من قلم : غالب الغول
جلس مفكراً بخلوته , مبتسماً لكثرة أصدقائه , ومودتهم له , فطار قلبه فرحاً, وكتب على ورقة كانت بجانبه بالخط العريض ( من لم يملك الأصدقاء يبقى وحيداً كئيباً)
قرأها والدهُ فتمتم قائلاً : لا تخدع نفسك بكثرتهم يا ولدي , امتحن أصدقاءك فلن تجد من يقف بجانبك إلا القليل منهم .
قال وكيف أمتحنهم يا والدي .
الأب: اذبح كبشاً, واسلخه ثم كفنه بقطعة قماش , وقل لأصدقائك بأن لصاً قد سرق الدار فضربته على عنقه فمات , وتركت جثته ملفوفة بقطعة قماش واطلب منهم مساعدتك بإخفاء الجريمه .
أعلن الشاب جميع أصدقائه بالهاتف كما لقنه والده , وذهل لما عرف بأن جميعهم قد اعتذر خشية وقوعهم في المسؤولية , إلا واحد , كان شهماً وجريئاً ووفياً , فقال لصديقه لبيك يا صديقي سأحضر حالاً .
ولما حضر صديقه , قال :
أين هذا اللص الأحمق ؟
قال : هذا هو ملفوف بقطعة قماش .
هجم عليه الصديق ووخزه برجله قائلاً , سنحرق جثتك حالاً ايها الأحمق, ونخفي جثتك إلى الأبد .
ضحك الصديق الشاب قائلاً : أشكرك على نخوتك يا صديقي , وإن هذه الجثة , كبش مسلوخ , فخذه لأولادك فأنت أحق به من كل الأصدقاء .
ولما أخذ صديقه الكبش , قال بأعلى صوته:
فما أكثر الإخوان حين تعدهم ,,, ولكنهم في النائبات قليلُ