استنتاجات اولية من عملية اسطول الحرية
عبدالوهاب محمد الجبوري
مع تلبد الغيوم وتكاثف الرماد والدخان الذي خنق أهلنا في غزة ويأس أهلها ، من إيجاد ضوء في نهاية النفق لماساتهم ، نتيجة الإخفاق الفلسطيني العربي في مواجهة مخططات العدو الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة ، تجمع متطوعون من أكثر من أربعين دولة من مختلف أنحاء العالم لنصرة المحاصرين في غزة ، متطوعون من أعراق واديان ومذاهب شتى أخذتهم الغيرة والحمية واعتصرهم الحزن والألم على ما تعانيه غزة من حصار ظالم لا يعرفه ولا يشعر بمعاناته إلا أهلها والعراقيون الذين اكتووا بناره وتجرعوا مرارته وماساته 12طوال عاما ، والأعراب مسكونون بالصمت واللعنة واللامبالاة ..
كان هدف هؤلاء الأصدقاء الشرفاء والغيارى الوصول لقطاع غزة وكسر الحصار عنه، فتعرّضوا لمضايقات وتخريب وقتل متعمّد من قبل الجنود الإسرائيليين في بعض سفنهم و شنت عليهم حرب نفسية ولكنّهم أصرّوا على الهدف الذي جاؤوا من أجله ، فصمّموا على مواصلة مسيرتهم لزرع نبتة الحرية في صحراء التخاذل العربي والنفاق العالمي ..
الإسرائيليون يعيشون حالة من الضمور الطبيعي والتآكل الداخلي اللذين يصيبان المستوطنين والمستعمرين في الكيانات المشابهة على مر التاريخ وهم يسيرون بتسارع نحو السقوط والهاوية ، لذلك نراهم يعيشون في حالة ذعر وخوف دائم ويلجئون للتصرف بحماقة واستهتار وعدوانية – كما هو حالهم منذ أن دنست أقدامهم أرضنا المقدسة – لذلك لا نستغرب ما قاموا به من اعتداءات وحشية ومجازر معهودة ..
وأيا كانت أسباب هذه المجزرة الإسرائيلية ودوافع الذين حرضوا عليها فان الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها على عجالة - كون العملية لا زالت تتفاعل حتى الان - هي أن رفع الحصار عن غزة سيكون مقابل ثمن سياسي لكن المعتقد أن هذه الجريمة الإسرائيلية الجديدة لن تذهب أدراج الرياح وستكون لها تداعيات كبرى على المعتدين وزيادة عزلتهم وإدانتهم وملاحقتهم قضائيا ، لان جريمة الحصار هي من نوع جرائم الإبادة الجماعية التي يعاقب عليها القانون الدولي ، كما أنها ستعزز من تماسك المحاصرين وتصعد من الدعم العربي والإسلامي والدولي للقضية الفلسطينية ولشعبنا في غزة وان كنا نأمل أن تهز الضمير العربي وتوقظه من سباته مثلما نتمنى أن تساعد على إعادة حسابات الأطراف الفلسطينية لجهة توحيد رؤاهم ومواقفهم ونبذ خلافاتهم في مواجهة التحديات التي ستفرزها عملية أسطول الحرية ..
والأمر الذي أفرحنا حقا هو أن العدوان الإسرائيلي الجديد أعاد للواجهة الصورة الموحّدة للقضية الفلسطينية ولترابط الشعب الفلسطيني في كل فلسطين ، في الضفة والقطاع والأراضي المحتلة عام 1948 ، هذا الشعب الذي مهر مفتاح الحرية بدمائه وتضحياته وصبره وأكد على ضرورة استمرار الوحدة الفلسطينية شعبا وقضية وموقفا ، وهو ما يشكل اكبر تحد للعدو ولمخططاته العدوانية ..
للحديث صلة ان شاء الله
**************
العراق في 1/ 6/ 2010