نادي"حماس" ونادي"ولاة الأمر"
يقول الشاعر .. كذبتُ .. وما ضر أن أكذبا
وأقول .. كتبتُ .. وما ضر أن أكتبا!!
حوار عثرت عليه عبر "منشن"حسابي في "تويتر" ..
(العباس الشنقيطي :
حماس حاصرت المسلمين في مسجد ابن تيمية وقتلتهم بعد أن أمطرتهم بوابل من الرصاص وفضائح أفعالهم ضد المسلمين منتشرة في اليوتوب )
فرد عليه أبو عمر :
(ترى الحق باطلا والباطل حقا من كانوا في المسجد قتلوا وسيط حماس وبين من كانوا في المسجد.
آلاف الشباب في سجون ولاة الأمر منك شايفهم أكيد!!!!
"أما عن فضائح ولاة أمرك فضائحهم أضعاف ما تقول عاليوتيوب اكيد منك مصدق انها حقيقة وتعتبرها فرية اما حماس فما ينشر عنها تعتبره خبر مثبت!!!)
لا علاقة لي بهذا الكلام .. رغم أن عجبي في أشده .. جناية حماس على المسلمين .. التي لا حصر لها!! ما علينا.
أعتقد أن كثيرين منا .. كثيرين جدا .. يتعاملون مع كل القضايا على طريقة "تشجيع"الكرة .. فريقنا هو الأفضل .. ودفاعنا عنه بكل حماس المشجعين ..
أما الحقيقة أو البحث عنها .. فقضية غائبة .. مغيبة تماما.
رغم ترديدنا لقول الحق سبحانه وتعالى "اعدلوا هو أقرب للقتوى" المائدة 8
النصيحة هنا .. ألا نخلط بين فئتين "فئة الحُكام" و"فئة العامة" وكلنا عامة ..
في العصر الجاهلي يقولون أن لكل شاعر "شيطان" .. وأجزم أن لكل "كرسي "شيطان ... مريد.
دعونا من الحاضر ..
في القرون الاولى .. القرون المفضلة .. رفض أحد "الصالحين" الهجوم على عدوه،وهم نيام،رفض،خوفا من إراقة الدماء .. فالتفت إليه قائده ..
تريد الحكم .. وتتعفف عن إراقة الدماء؟!!
وقعة الحرة .. استباحة مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثلاثة أيام .. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية .. في المنهاج 365 / 2
(وأما مافعله ـ يزيد ـ بأهل الحرة،فإنهم لما خلعوه وأخرجوا نوابه وعشيرته أرسل إليهم مرة بعد مرة يطلب الطاعة فامتنعوا ،فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المري ، وأمره إذا ظهر عليهم أن يبيح المدينة ثلاثة أيام ، وهذا هو الذي عظم إنكار الناس له من فعل يزيد.اهـ){ نقلا عن موقع أهل الحديث}
نعم. استبيحة مدينة سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام .. وحين سقطت دولة "بني أمية" .. قال "سديف" :
فضع السيف وارفع السوط حتى لا ترى على ظهرها أمويا
فسالت أنهر من الدماء .. وشيطان "الكرس"يقهقه!!
يقول التاريخ أن حاكما .. أسكت قهقهة شيطان الكرسي .. ولكن!!
الدولة المرابطية .. في عهد علي بن يوسف بن تاشفين .. حاكم صالح .. ولكنه ضعيف .. لدرجة أن الفساد انتشر .. انتشر شرب الخمر .. والفواحش .. إلخ
والذي لم أستطع فهمه . . هو علاقة ضعف الحاكم بانتشار الفواحش .. فتطبيق الشرع يتعلق بجهات تنفيذية و"احتسابية"!!
على كل حال .. عاد رجل يقال له المهدي بن تومرت (473 / 524هـ ) من الحج .. فلقي عبد المؤمن بن علي ( 487 / 558هـ ) وبدأ يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ..فحُمل للخليفة "عليٌ بن يوسف" .. فوعظه .. حتى أبكاه .. فلما انصرف ،نصح أحد وزراء "علي بن يوسف" .. أن يقتل الرجل .. قبل أن يُسقط دولته ..فإن وراء الكلام ما هو أعظم من "الوعظ" !! فتعجب الرجل الصالح .. رجل وعظنا .. حتى أبكانا .. نقتله؟!
زهد في إزهاق روح للحفاظ على كرسيه .. فسقطت دولته.
قد يقول قائل .. إن عدم إزهاق روح واحدة .. أدى بعدُ إلى إزهاق أرواح كثيرة!!
وهذا لعمري .. محرج جدا .. جدا ..
جاء في"تحفة الأحوذي" – شرح جامع الترمذي – :
(1398 حدثنا الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن يزيد الرقاشي حدثنا أبو الحكم البجلي قال سمعت أبا سعيد الخدري وأبا هريرة يذكران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار قال أبو عيسى هذا حديث غريب وأبو الحكم البجلي هو عبد الرحمن بن أبي نعم الكوفي)
فصل..
يقول الشيخ سعيد الكملي – حفظه الله - كنت أتساءل :
لماذا الأندلس بتلك القوة يتسلط عليها قوم جهلة .. جهلة والأندلس أرقى شعوب الأرض ذلك الزمن في العلوم في المعارف في الحروب !! و يجيب :
(ثم وجدت الإجابة عند أبي العباس القرطبي شارح مختصر مسلم (..) في أواخر تسلط النصارى على المسلمين (..) إنما ذلك لشيوع الفواحش منهم بالإجماع قال من شبانهم بالفعل ومن شيوخهم بالإقرار لا تأمن الفروج لا تأمن الأموال .. قال فسلط الله عليهم عدوهم)
وهذا يذكر بقول علي عزت بيجوفيتش :
(تدخل الشعوب التاريخ غنية في الأخلاق وفقيرة ماديا، وعندما تخرج منه فإن الوضع يكون عادة معكوسا.)
فصل ..
كنت أتساءل عن سبب سلبية "المسلم"حين يرى "ولي أمر"له في رقبته"بيعة"يهاجم .. فلا يحرك ساكنا!!
هل يتعلق الأمر بطريقة وصول "ولي الأمر"إلى الحكم؟ أم بعدله في الرعية؟ أم أنها قضية لا تعني المسلم أصلا؟
ثم تذكرتُ .. حادثة اغتيال سيدنا عثمان رضي الله عنه .. وكيف أراد سيدنا علي – عليه السلام – أن يرسل ولديه الحسن والحسين – عليهما السلام – للدفاع عن "أمير المؤمين"،وكذلك كانت رغبة بعض الصحابة .. ولكن "أمير المؤمنين"رفض .. وقال ما معاناه .. من كانت لي عليه طاعة .. فليمسك.
هذه الواقعة كان لها أن تفتح بابا النقاش حول دور"المسلم"في الدفاع عن "ولي الأمر" ..
وهنا نتذكر حادثة من أشنع الحوادث وأكثرها وحشية .. أنقلها عن الشيخ "الكملي"حفظه الله .. وذلك حين تسلط "العبيديون" – أو الفاطميين – على الغرب الإسلامي .. فقد روى الدارقطني قصة – يرويها وهو يبكي – عن أحد العلماء واسمه "ابن النابلسي" كان يقول .. لو أن لي عشرة أسهم ،لرميت النصارى بواحد،ورمية تسعة في هؤلاء .. ثم قبضوا عليه،مع ثلاثمائة من العلماء .. فأمر "قائدهم"بقتل العلماء إلا "ابن النابلسي"فأحضر إليه .. قال أنت الذي قلتَ .. لو أن لي عشرة أسهم لرميت واحدا في النصارى،ولرميتنا بتسعة؟!
قال : لم أقل هذا.
قال ما قلت؟
قال : لو أن لي عشرة أسهم لرمية تسعة فيكم .. ولرميت العاشر فيكم أيضا ... لأنكم غيرتم الملة وقتلتم الصالحين.
قال فأمر به أن "يسلخ" .. فبدأ "السلاخ" يسلخه من رأسه .. وهو يتلو قول الله – سبحانه وتعالى – (وكان ذلك في الكتاب مسطورا)
حتى وصل إلى قلبه .. فرحمه"السلاخ" فأدخل السكين في قلبه .. فقتله .. رحمة به.
لم تكن ثمة .. أسلحة سريعة الطلاقات .. بل أسلحة "بيضاء" .. ومع ذلك كان الناس في غاية السلبية وهم يرون"ولاة أمرهم" يُقتلون !!
و"ولاة الأمر" – في تفسير "وألي الأمر منكم" النساء 59 – تشمل العلماء .. بل كان"ولاة الأمر" علماء .. في الوقت نفسه.
فصل ..
حتى كانت واقعة "محاولة الانقلاب"في تركيا .. فرأينا "جموع"الناس تهرع لحماية "البلد"أو "ولي الأمر" .. فنجحوا في ذلك .. وأوقفوا مسلسل "الانقلابات"العسكرية .. أو تلاعب العسكر بالبلاد والعباد.
وهذه تجربة أو واقعة .. تحتاج إلى مزيد من الدراسة .. أو التأصيل الشرعي .. لدور المسلم .. في الحفاظ على "ولي الأمر" ..
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني