ابــتهالات على عتبة الانكســار
اللّيل و السهد الطويل
و بذرة الأشجان تكبر من جديد
جرح يحاصر نفسك الثكلى الكئيبة و الوريد
ماذا تريد؟ ،،
اجمع شتاتك و امض في هذا الدجى
لملم بقاياك الجريحة و امض حيث تشاء
سر ما استطعت و لا تعد ،،
كل الذين تحبهم رحلوا
فلا مأوى يضمك لا،، ولا،، وطن هنا لا أصدقاء
اللّيل و السهد الطويل
و أنت بالألم المبرح و التوجع و التفجع و الهلاك
ما زلت تبحث في الضباب عن الصحاب
ماذا دهاك؟ ،،
فاحمل شقاءك و انطلق
فالحزن خيم فوقتك و العناء
أماه و الصوت الشجي يمزق القلب الجريح
و ترحل البسمات عن ثغري ،،
و يغمرني البكاء
من نبضة القلب الموزع في الرحيل و في الإياب
تتلبد الأشياء حولي ،،
تسقط العبرات حيري ،،
تجمد الكلمات في شفتي ،،
فأطلع موجة من أرخبيل الاغتراب
حطي على صدري المعفر بالجراح و بالضنا
يدك الشريدة ينتشي
وجهي المرصّع بالأنين و بالضباب
و ضعي على هذا الجبين الفذ قبلتك الأخيرة
لتكون زادي في لظى المنفى
إذا طال الغياب
لم تصرخين و تجهشين
في وجهي المبرح بالنواح
هيا أتركيني! ،، هكذا شاء القدر
و لترحلي عني فإني راحل قد لا أعود
و قد أعود ،،
و قد يلاقيني الردى ،،
فأموت يا أمي على أرض اليباب
فبأي كهف أحتمي؟ ،،
و لأي منعطف سيلقيني الشّقاء؟ ،،
رحماك يا وطني! ،،
يا أيها الجرح المعذب و المحمل للعذاب
اللّيل و السهد الطويل
و هذه الطرقات مثواك الأخير
و تصيح من رحم التمزق و الضياع
و تظل تحلم بالرؤى مثل الصغير
الهم عشش فوق رأسك و المشيب
و الحب فارق قلبك الدامي ،،
فمن ،، من ذا تحب و لا حبيب
حطم أمانيك العقيمة
و اسحب رحيلك إن أردت
فلن ترى غير السراب
كثر التحزب و التعصب و النفاق فلا تصدق
خبر الجرائد و المجلات العريقة
كل شيء قاتم مثل السحاب
طلع الصباح ،، يا صاحبي طلع الصباح
و دموع ليلك لم تزل
وشما تغازلها الرياح
طعنوك كم طعنوك و اغتصبوك
في مهد الطفولة
باسم التحضر و التعدد في السياسة و النضال
فأكمل رحيلك بالدمار من الدمار إلى الخراب
و إلى الخراب
للشاعر : محمد شايطة