الذاكرة : هى الجزء الثالث من أجزاء العقل وتختص باستعادة آفعال أو أشياء كانت فى الماضى أ- الفرق بين الرجل والمرأة : إن الفرق بينهما هو أن ذاكرة الرجل أقوى من ذاكرة المرأة ولذا جعل شهادة الرجل تساوى شهادتى امرأتين حيث قال "فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى " ويرجع هذا لأوضاع المرأة الجسمانية من حمل وولادة ورضاعة وحيض حيث تؤثر على قوة الذاكرة . ب- ذاكرة الأطفال : تكون بيضاء خالية عند الولادة مصداق لقوله بسورة النحل "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "وبعد الولادة تبدأ فى التكون عن طريق تسجيل الطفل للأصوات التى يسمعها ويدل على هذا ترديدهم لكلمات مثل بابا وماما وتسجيله للأشكال التى يراها ويدل على هذا أن الطفل إذا تذكر شكل أمه يبكى حتى تحضر فيسكت وتقليده للأخرين سواء فى الكلام أو فى الفعال والتقليد عبارة عن تذكر لعمل شخص معين ثم القيام به ومن هنا نعلم أن الذاكرة تنمو من العدم وتظل تكبر فى مرحلة الطفولة والشباب حيث تتميز الذاكرة فى الشباب بقوتها . ج-ذاكرة الشيوخ : تضعف الذاكرة فى الشيخوخة تدريجيا حتى تنعدم فى نهاية أرذل العمر فلا يعلم شىء بعد أن كان يعلم وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا "ومن هنا نعلم أن الذاكرة تسير من الزيادة للعدم أسس الذاكرة : أسس عمل الذاكرة هى : - أن استرجاع الشىء المراد تذكره قد يتم على الفور أو بعد مدة قد تطول أو تقصر أو لا يتذكر أبدا . -أن الذاكرة تتذكر حسبما يريد الإنسان فى بعض الأحيان فهو لا يريد تذكر ما يؤلمه وتتذكر حسبما لا يريد الإنسان حيث تذكره أحيانا بما يؤلمه . وهذا الأساس يعنى أن الإنسان لا يتحكم فى معظم الذاكرة والقليل الذى لا يتحكم فيه سبب عدم تحكمه فيه أن الله يريده أن يخاف أو يتذكر ذنوبه حتى يستطيع التوبة . -أن الذاكرة تتذكر المعلومات التى يحتك بها الإنسان يوميا أو على فترات متقاربة وأما المعلومات المتباعدة فقدرة الذاكرة على استرجاعها مختلفة فى طول مدة الاسترجاع . أنواع التذكر : هناك عدة أنواع من التذكر هى : -تذكر القول وهو مجرد سرد للقول المراد فقط . -تذكر حدث وهو سرد للأقوال فى الحدث مع تخيل المتذكر للأفعال المصاحبة للأقوال كما حدثت أمام البصر . -تذكر شكل وهو تخيل المتذكر للشكل المراد أمام عينيه كما هو فى الحقيقة . والملاحظ هو أن نقل التذكر بنوعيه الثانى والثالث غير ممكن لأنها صور خيالية ساعة التذكر إلا إذا كان الأخرون قد شاهدوا الحدث أو الشكل من قبل وأما نقل القول فسهل. مساعدة الذاكرة : تتطلب مساعدة الذاكرة من الإنسان التالى : أن يكتب ما يحدث له خلال يومه فى مذكرات يومية وأن يحتفظ من كل شىء يكتبه بنسخة أو أكثر غير ما يرسلها أو يهديها للأخرين وأن يسجل أكثر من شريط صوتى ويحتفظ بنسخة مما يرسله أو يهديه للأخرين وأن يقرأ القرآن مرة كل شهر على الأقل وأن يراجع مذكراته كل سنة مرة وهى معينات للذاكرة وليست مثبتة لها . النسيان والذاكرة : يجب أن نفرق بين نوعين من النسيان وهما النسيان المتعمد لأحكام الله ونسميه التناسى ومثاله نسيان أدم (ص)أمر الأكل من الشجرة وفيه قال تعالى بسورة طه "ولقد عهدنا إلى أدم من قبل فنسى "والدليل على كونه متعمد أى تناسى هو أن الشيطان ذكره بنهى الله فقال كما بسورة الأعراف "ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين "والنسيان الطبيعى ومن أمثلته نسيان معلومة فى مادة دراسية وهو المراد هنا وهو نعمة إلهية حيث لا يتحكم الإنسان فيه قليلا أو كثيرا وإنما يتحكم فيه خالق النسيان ولو تأملنا أنفسنا لوجدنا أن الشىء المراد بتعبيرنا يكون على طرف ألسنتنا من لحظات ومع هذا مهما بذلنا من جهد لا نتذكره إلا بعد أن نلغى من عقولنا أننا نريد تذكره والنسيان ليس له علاج لأنه ليس مرضا إلا فى مرحلة أرذل العمر وهو مرض بلا علاج لقوله بسورة النحل "ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا " والحفظ ليس علاجا لأن الإنسان لو ظل يحفظ فإن ذلك سيشغله عن الأحداث والمستجدات وستتراكم مما يؤدى إلى أن يصبح إنسانا يعيش فى الماضى . الحاسب والنفس : يقولون أن جانب العقل فى النفس قلد نفسه وصنع الحاسوب فلما نظر للحاسوب بدأ يفهم كيفية عمل العقل فى نفسه وهو قول خطأ للتالى : -أن ذاكرة الحاسوب ليست سوى جانب واحد من العقل وهو الذاكرة . -أن ذاكرة الحاسوب تختلف عن ذاكرة العقل فذاكرة العقل تتذكر حسب الظروف فقد تتذكر على الفور أو بعد مدة قد تطول أو تقصر وذاكرة الحاسوب تتذكر على الفور حسبما يريد مستخدمه وذاكرة العقل تتذكر حسبما يريد صاحبها وحسب ما لا يريد . ولا يمكن أن يخترع الإنسان شىء كالعقل أبدا مهما فعل وفائدة الحاسوب هى توفير بعض الوقت والمال والجهد فقط