انظروا كيف يفكر منظروا الاعتدال العربي

رسالة رد على مقالة "لا للحرب... نعم للسلام..." للكاتب أكرم أنطاكي محرر مجلة معابر الإلكترونية ، المقالة موجودة على الوصلة التالية
http://maaber-new.com/issue_january09/non_violence2.htm

السيد أكرم أنطاكي
قرأت مقالتك "لا للحرب... نعم للسلام..." في مجلة معابر ويؤسفني القول بأن الطامات فيها كثيرة ومحزنة وما كان ذلك مستغرباً منك.. فلقد كانت إرهاصات هذه الأفكار ترشح سابقاً بشكل غير مباشر ،أما الآن وبحكم الأحداث فقد جاءت جهاراً لا تورية فيها ولا استبطان ..
وأورد بعض الطامات التي ذكرتها ومدلولاتها :

- (وجود إسرائيل أصبح أمرًا واقعًا) واقعاً بالنسبة لك، ولكنه ليس وجوداً حقيقياً..وهو مثله مثلما كان وجود الفرنجة (الصليبيين) والمغول والاحتلال الفرنسي والبريطاني والإيطالي كان واقعياً في وقته وماذا حدث بعد ذلك ؟؟!!..

- (وليس في نيَّة العرب (ولا في مقدورهم) القضاء عليه،) تحدثت نيابة عن العرب في عدم النية وعدم القدرة في القضاء على إسرائيل!!

- (وما ادعاء البعض عكس ذلك إلاّ من باب المزاودة الرخيصة ولغايات لا علاقة لنا بها ولا مصلحة لنا في مجاراتها.) اتهام للمقاومة والحكم على دماء شهدائه بعدم المصداقية الإخلاص!!..

- (إسرائيل هو القوة المتفوقة عسكريًا في المنطقة. وأنه إذا كانت مصلحتنا تقتضي أن نكون جاهزين للدفاع عن أنفسنا كبلدان وكشعوب، فإنه لا مصلحة لنا البتة في مجاراته في سباق تسلح أجوف لن يوصلنا (كما لن يوصله) إلى شيء في نهاية المطاف) هل المقاومة اللبنانية كانت أكثر تفوق عسكرياً حين انتصرت في 2006..أنا أستغرب لمن يدير موقع مفعم ومليء بالأفكار والمعتقدات الإيمانية أن يستسلم للتفوق العسكري والقوة العسكرية المادية ناسياً قوة الحق والإيمان في قلوب أصحاب الحق.. أين هذا الإيمان الذي دائماً تتغنون به في معابركم ؟؟

- (فقد قامت دولة بين ظهرانينا وعلى حساب أحلامنا (وعلى حساب إزهاق أرواح كثيرة)، لكنه واقع علينا أن نسلِّم به ونتكيف معه إن شئنا الخروج من هذه الحلقة المفرغة والسير ببلادنا وبشعوبنا قدمًا إلى أمام) لو فكر العرب بهذه الواقعية في أوج وجود الفرنجة "الصليبيين" لوجدناهم إلى الآن يسرحون ويمرحون في بلادنا!!
- (نحن لم تكسرنا "هزيمتنا" إلى حدٍّ يحول بيننا وبين أن نتشوق إلى تحسين نصيبنا وأن نكافح من أجل الحصول على شيء أفضل، لا بل أفضل بكثير مما لدينا. شيء يتناسب أكثر مع أحلامنا وكرامتنا الإنسانية. وأيضًا...) أي نتمنى على إسرائيل أن تعطينا شيئاً من حقوقنا ولها الفضل في ذلك على رأسنا..!!

- (أن العالم الذي يبدو للوهلة الأولى وكأنه لا يساندنا بشكل كامل، لم يعد، إن تمعنا جيدًا بما يجري اليوم، يساند إسرائيل أيضًا بشكل كامل. إنما وكما تشير كل الدلائل، لقد سئم العالم منّا ومنهم، وبات يتطلع ويسعى بشكل ملح إلى فرض سلام بات ضروريًا للجميع.) من الأولى على الكاتب أن يدين اتكال العرب على الآخر في أخذ حقوقه ..فهل فحقوقنا تعتمد على اهتمام أو سئم وملل العالم ؟؟..!

- (وكل هذا يعني، وبالحرف العريض، وفيما يتعلق بنا؛ أن أي تطرف وأياً كان شكله، لم يكن ولم يعد بعد اليوم من مصلحتنا، كما لم يعد من مصلحة أحد. وأن السعي نحو السلام بات ضرورة قصوى لأنه المخرج الوحيد لنا جميعًا.) مساواة المقاومة وخصوصاً المقاومة الإسلامية (حماس- الجهاد- حزب الله) بتطرف اليمين الصهيوني الإجرامي ..؟؟؟!!!!! أي منطق هذا ؟؟ هذا منطق من يقر بالنصوص العنصرية التوراتية في الكتاب المقدس...مع العلم أن أغلب الفصائل الفلسطينية الوطنية هي الآن مشاركة في المقاومة ليست فقط الفصائل الوطنية الإسلامية..!

- ( إن كنّا نريد التضامن فعلاً مع أخوتنا في غزة فعلينا أن ندعو ونعمل بكل قوتنا لإيقاف المجزرة من خلال تهدئة الأوضاع لا من خلال تفجيرها. ما يعني بكل صراحة التضامن مع الجهود الدولية المبذولة لإيقاف العدوان الإسرائيلي وعدم إعطائه أي مبرر كي يستمر. ما يعني أيضًا وبكل وضوح إيقاف إطلاق الصواريخ من غزة التي يجب في المقابل رفع الحصار الاقتصادي والإنساني عنها.) أرجو مراجعة الأحداث جيداً وأخذها من أهلها لا من الإعلام الأمريكي- الصهيوني وعدم الحكم السطحي على المسألة ، فكما ذكرت سابقاً بأن أغلب الفصائل الوطنية مشاركة في المقاومة وهم يقرون بأن الحرب فرضت عليهم ولم يذهبوا إليها ، وهم في حالة دفاع .. أرجو الاستماع إلى الطرف الآخر ..إلا إذا كان ذلك لا يتناسب مع أهوائكم..

- (في المحصلة والختام..
كتاب تأريخي بمنتهى الأهمية سبق لي أن قرأته وما زال إلى اليوم من كتبي المفضلة. كتاب هو للمؤرخ الإسرائيلي والأستاذ السابق في الجامعة العبرية يوشوا پراوير بعنوان تاريخ مملكة القدس اللاتينية، الذي يدرس فيه ويحلل بمنتهى الجدّية والموضوعية الأسباب التي أدت إلى انهيار هذه المملكة التي أقامها الصليبيون في حينه ودامت ما يقارب المئتي عام. وهذه النتيجة المرعبة تقول أنها انهارت في النهاية لأن الذين أنشأوها لم يستطيعوا خلال مئتي سنة أن يقيموا أية علاقة ودّية وطبيعية لا مع دول الجوار ولا مع الشعوب المحيطة.) وهذه النتيجة المرعبة.. مرعبة لمن يا أستاذ أكرم ..مرعبة للراغبين في عودة الصليبيين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
الأستاذ أكرم ينبه الصهاينة ويعلمهم كيف يستفيدون من تجربة الاحتلال الصليبي وألا يخطئوا كما أخطأ الصليبيون فخسروا الاحتلال للأراضي العربية الذي يدعي الانتماء لها!! ..
يجب على الصهاينة أن يشكروا لك هذه النصيحة على أمل أن يثبتوا حكمهم ويطيلوا أمده...
عجبي أليس من الأولى على العروبي المؤمن الروحاني الوطني المخلص أن يسدي النصيحة لبني قومه ويقول لهم إن عداوة الصليبيون لمن حولهم أصابت مقتلهم بعد مائتي عام ..وما يفعله الكيان الصهيوني الآن في مجازره وعدوانيته السافرة لكل العرب وللإنسانية جمعاء هي بداية النهاية لكيانه الركيك...وسيصيب مقتله إن شاء الله ..

شكراً لك أستاذ أكرم أنا استفدت شخصياً من هذه النصيحة وبالتالي أحولها لكل إخواني في العروبة والإنسانية أن ينتبهوا لهذه الفكرة العظيمة ..
وصرت بفضل هذه النصيحة أعلم علم اليقين - كما يقول أهل التصوف الذين هم براء منك - بأن نهاية إسرائيل باتت وشيكة.. لأن هذا الكيان أسس عقائدياً على العنف والعدوان اتجاه الآخر والهمجية تجري في عروقه مجرى الدم وذلك بفضل تلموده وتوراته ..بالتالي هو يحمل جرثومة انهياره وانتهائه ،رغم أنف الواقعيين المتخاذلين .. ضعاف القلوب والإيمان.

وأخيراً..أتمنى على كاتب المقالة وهو في عمر الحكمة أن تبقى نصائحه في عالم الروحانيات و"المثل اللاعنفية" وبعيداً عن السياسة حتى لا يخسر أكثر من ذلك.

خالد قطاع