السلام عليكم :في تحليل قصيدة:"اتعبتني حرفتي"حللها الناقد توفيق الخطيب كالآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأديبة الكبيرة ريمة الخاني
من المهم جداً أن تعالج قصائدنا همومنا الشخصية, لأننا من خلال تجربتنا الشخصية نعالج تجارب الآخرين ونشعر بهمومهم ومشاكلهم , والشاعر بحسه العالي يتمكن من الولوج إلى أماكن يعجز عنه دخولها والتعبير عنها المتلقي العادي , لذلك يكون الشاعر لسان حال الناس وتجسيداً لأفكارهم وأحاسيسهم .
ومن منا نحن الشعراء والأدباء لم تتعبه حرفته , وماأجمل تعبيرك عندما تقولين في بداية نصك :
أتـْـعَبَتـْني حِرْفـَتي..
أبْعَدتْ عني المَنامْ...
علقتني في الذرى...
طائراً مثل الحمامْ...
في روابٍ قد زهَت
لمْلمتْ حَولي الملامْ
فالأديب يعيش في عالمه الخاص , أفكاره تحلق في السماء معلقة في الذرى( بالألف المقصورة إذا كانت الجمع من ذروة ) , ولاتجلب له إلا الملام لأن إرضاء الناس غاية لاتدرك .
أريد هنا أن أتكلم قليلا عن الوزن النادر الذي وزنت عليك مقطوعتك الشعرية وهو فاعلاتن فاعلن , فهذا الوزن استخدمته شاعرة جاهلية هي السلكة أم السليك ومما قالت :
طاف يبغي نجوةً == من هلاك فهلك ْ
ليت شعري ضلَّه == أي شيءٍ قتلكْ
فقد قال البعض أنها من مجزوء الرمل وأنا لاأرجح هذا الرأي , لأن مجزوء الرمل له عروضة واحدة على وزن فاعلاتن , بينما جاءت العروضة هنا على وزن فاعلن .
وقال البعض الآخر كالزمخشري في القسطاس أنها على وزن مشطور المديد لمن يرى أن للمديد مشطوراً ,وأنا أميل إلى هذا الرأي بالرغم من أن الخليل لايرى أن للمديد مشطوراً .
وقال آخرون أنه وزن آخر نادر ليس له علاقة بالمديد أو الرمل أهمله الخليل لقلة الأشعار على وزنه .
الأديبة الكبيرة
ريمة الخاني
لاتخشي السهام فقد كتبت فأقنعت وأمتعت
دمت بحفظ الله تعالى
مع التثبيت
توفيق الخطيب
القصيدة:
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=44435
وللحديث بقية للنقاش