أولاً: سياستهم الحربية في الصحراء وجنوبها
ثانياً: سياستهم الحربية في بلاد المغرب:
1- سياستهم الحربية في المغرب الأقصى
2- سياستهم الحربية في المغرب الأوسط
ثالثاً: علاقات المرابطين السياسية مع الدول الإسلامية في أفريقيا:
1- علاقاتهم السياسية مع دولة بني حماد في الجزائر
2- علاقاتهم السياسية مع إمارة آل زيري في تونس
3- علاقاتهم السياسية مع الدولة الفاطمية في مصر
أولاً: سياستهم الحربية في الصحراء وجنوبها
كان يحيى بن إبراهيم الجدالي غير راضٍ عما كان فيه قومه من تخلف وجهل وكان يتحين الفرصة من أجل اخراجهم من الظلمات الى النور([1])، واتته الفرصة عام 427هـ/ 1035م، عندما رحل لأداء فريضة الحج، فمر في طريقه بمدينة القيروان([2])، فلقي فيها الفقيه أبي عمران الفاسي([3])، الذي أرسله بدوره إلى فقيه المغرب الأقصى واجاج بن زلوا اللمطي، فاختار بدوره تلميذه عبد الله بن ياسين وبعد موافقة الأخير، اصطحبه يحيى بن إبراهيم الجدالي إلى قومه ليعلمهم ويفقههم في الإسلام([4])، واستقر في الصحراء عام 430هـ/ 1038م، فسر به أهلها من قبائل جدالة ولمتونة، ونال إعجابهم، وجعلوه قدوة لهم وبالغوا في إكرامه، وسموه إمام الحق([5]).
لاقى عبد الله بن ياسين الكثير من الصعوبات من سكان الصحراء الذين رفضوا التخلي عن بعض عاداتهم وتقاليدهم([6])، فأخذوا ينصرفون عنه، ويعرضون عن تعاليمه، لما رأوا من صرامته وما تكبدهم تعاليمه من مشقة وضيق([7])، وفي رواية انه تعرض الى مؤامرة يدعمها الأمراء والأعيان تزعمها الجوهر بن سكم من قبيلة جدالة، يسانده اثنان من الأعيان هما أيار وإينتكوا، فعزلوه وهدموا داره([8]).
وعندئذ خرج عبد الله بن ياسين والأمير يحيى بن إبراهيم من مضارب لمتونة خائفاً منهم، بعد أن غلب عليه اليأس من إصلاح حالهم([9])، وهم بالرحيل عنهم الى بلاد السودان، لولا أن الأمير يحيى بن إبراهيم أثناه عن عزمه([10])، قائلاً: "إني لا أتركك تنصرف، وإنما أتيت بك لأَنتفع بعلمك في خاصة نفسي وديني، وما علي فيمن ضل من قومي، ولكن ياسيدي هل لك في رأي أشير به عليك أن كنت تريد الآخرة، قال: وما هو؟ قال: ان ها هنا في بلادنا جزيرة في البحر إذا انحسر البحر دخلنا إليها على أقدامنا، وإذا امتلأ دخلناها في الزوارق، وفيها الحلال المحض الذي لاشك فيه من أشجار البرية وصيد البر وأصناف الطير والوحش والحوت، فندخل إليها فنعيش فيها بالحلال ونعبد الله تعالى حتى نموت، فقال له عبد الله بن ياسين: هذا حسن، فهلم بنا ندخل على اسم الله" ([11]).
وهكذا غادر عبد الله بن ياسين ديار الملثمين مع الأمير يحيى بن إبراهيم الجدالي ومعهما سبعة أشخاص من جدالة عام 433هـ/1041، إلى جزيرة في الحوض الأدنى لنهر السنغال، وابتنوا بها رباطاً، وأقام بها مع أصحابه مدة ثلاثة أشهر، يعبدون الله تعالى([12])، فتسامع الملثمون المنتشرة قبائلهم من جبال درن في الشمال، حتى منحنى النيجر في الجنوب، بأخبارهم وإنهم اعتزلوا بدينهم يطلبون الجنة والنجاة من النار، فكثر الواردون عليهم والتوابون لديهم، واخذ عبد الله بن ياسين يقرئهم القرآن، ويرغبهم في ثواب الله، ويحذرهم عقابه([13])، وبتوالي الأيام، وبمدة يسيرة اجتمع له نحو ألف رجل من أشراف صنهاجة فلقبهم بالمرابطين للزومهم رابطته في حوض السنغال([14])، فلما كثر أنصاره، أحس ابن ياسين أن هذه العصبة المرابطة قد تكون عنصراً فعالاً في تنفيذ سياسته، وتحقيق أهدافه، لو تم إعدادهم وتهيئتهم لتحقيق هدفه بتوحيد قبائل الملثمين تحت لوائه، ولم يكن عبد الله بن ياسين مجرد فقيه، يفتي بين الناس، ويفسر القران، ويروي الحديث، بل كان رجلاً ذكياً، بعيد النظر نافذ البصيرة، خبيراً بالمجتمع الذي يعيش فيه، ولدية القابلية على التأثير في نفوس مريديه ([15])، فكان يتردد طويلاً قبل أن يضم المريد إلى زمرته، بل وضع شروطاً يجب أن تتوافر في كل مريد جديد يقدم الى رباطه، كي لا تفسد الرابطة الجديدة الناشئة بالمخربين([16])، فكان يفرض على المريدين الجدد إنكار ما كانوا عليه سابقاً، وان يدخلوا الإسلام من جديد، وان يُحاسبوا على ما اقترفوا من إثم في حياتهم السابقة قبل دخولهم الرباط([17])، وكان يختار اطهر الملثمين نفساً وأوفرهم قوة وأكثرهم تحملاً للصعاب([18]).
ويبدوا أن عبد الله بن ياسين اعتمد هذه السياسة كرد فعل لفشل تجربته السلمية السابقة، في المرحلة الأولى من دعوته التي كانت تعتمد على النصيحة والموعظة الحسنة، فلما أخفقت هذه السياسة، أضطر أن يضع شروطاً، يخضع فيها الراغب بالانضمام إليه لامتحان كي يحول دون انضمام المفسدين وكان يطرد من يفشل في التجربة، ويبقي من يجتاز الامتحان بنجاح، ثم يجمع الفائزين ويتولى تدريبهم وتثقيفهم، ويعلمهم قراءة القرآن، وتفسير الحديث، وأحكام الدين([19])، ويأمرهم بالصلاة والزكاة وإخراج العشر، فأسس بيت المال ليجهز به الجيوش، ويشتري السلاح([20]).
ولما أكمل استعداداته ندب جماعته الى جهاد من خالفهم من قبائل صنهاجة قائلاً لهم: "إن ألفاً لن تغلب من قلة، وقد تعين علينا القيام بالحق والدعاء له وحمل الكافة عليه فأخرجوا بنا لذلك"([21])، "وانذروا قومكم وخوفوهم عقاب الله وأبلغوهم حجته فإن تابوا فخلوا سبيلهم وإن أبوا من ذلك وتمادوا في غيهم ولجوا في طغيانهم استعنا بالله تعالى عليهم وحاصرناهم حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين"([22])، فخرج كل منهم الى قومه، وعشيرته، ليعظهم وينذرهم، ويدعوهم الى الرشد والإقلاع عن التقاليد المخالفة للدين، فلم يصغ لهم احد من أقوامهم، فخرج عبد الله بن ياسين بنفسه وجمع أشياخ ووجوه قبائلهم، ونصحهم بإتباع أحكامه، وخوفهم من عذاب الله، ودعاهم للتوبة ورغبهم في الجنة، وأقام ينذرهم سبعة أيام، فلم يلق منهم سوى الإعراض والتحدي، فقال لأصحابه بعد أن يأس منهم، قد انذرنا واعذرنا والآن وجب علينا جهادهم، فاغزوهم على بركة الله([23]).
وبدأ عملياته العسكرية بثلاثة آلاف مقاتل، فغزا أولاً قبيلة جدالة التي تآمرت عليه، وبعد قتال عنيف، انهزموا بين يديه، وقتل منهم خلقاً كثيراً([24])، وأذعنت للطاعة سنة 434هـ/ 1042م، وأسلمت إسلاماً جديداً، وأدوا كل ما فرضه الله عليهم، ثم اتجه بعد ذلك الى قبيلة لمتونة، فنزل بها وقاتلهم حتى نصره الله عليهم وأذعنوا الى الطاعة وأعلنوا توبتهم وبايعوه على إقامة الكتاب والسنة([25])، ثم اتجه إلى قبيلة مسوفة وأخضعها وبايعوه على ما بايعته قبيلتي جدالة ولمتونة([26])، ثم نهض المرابطون، الى لمطة وسألوهم ثلث أموالهم لتطيب الثلثين الباقيين فأجابوهم لذلك ودخلوا معهم في دعوتهم([27])، وعندئذ سارعت سائر قبائل صنهاجة، واحدة تلو الأخرى، الى التوبة والى مبايعته، حتى خضعوا جميعاًَ، واقروا له بالسمع والطاعة، وهكذا حقق عبد الله بن ياسين هدفه المنشود في نشر الدعوة، وتوحيد قبائل الملثمين، تحت لوائه، وبذلك ملك جميع بلاد الصحراء، ودخلت قبائلها في طاعته([28])، وشاع الأمن والاستقرار في ربوع تلك المناطق الصحراوية النائية، وازدهرت التجارة لتمكن القوافل التجارية من السير في الطرقات الصحراوية بأمان وسلام دون أن يتعرض لها احد بسوء([29]).
اتخذ عبد الله بن ياسين في قومه دور الإمام، الذي يعلم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وتطبيق أحكام الشرع، وقيادة الناس الى الطريق السوي، وترك دور الأمير الذي ينفذ أوامر الإمام، وقيادة الناس في حروبهم ليحيى بن إبراهيم زعيم جدالة([30])، فلما توفى في سنة 440هـ/1048م، أختار يحيى بن عمر اللمتوني- بعد مشاورة المرابطين- ليتولى شئون الحرب وقيادة المرابطين، وتدريبهم على القتال وإعدادهم لمعركة الجهاد، وعبد الله بن ياسين ينظر في أمر الدين وأحكام الشرع ويأخذ الزكاة والأعشار، وهو الأمير الأعلى، لأنه هو الذي يأمر، وينهى، ويعطي، ويمنع، وتنفذ جميع أوامره([31])، وقد أدى اختيار يحيى بن عمر اللمتوني لإمارة الملثمين إلى تمرد قبيلة جدالة، لخروج الإمارة منها فجرد عبد الله بن ياسين جيشاً ضد المتمردين وردهم الى طاعته([32]).
وكان أبو زكريا يحيى بن عمر اللمتوني، "من أهل الدين المتين والفضل والورع والزهد في الدنيا والصلاح"([33])، كثير الولاء والطاعة([34])، لعبد الله بن ياسين، فيما يأمره به وينهاه عنه، ويحرص على تحقيق أهدافه([35])، لذلك عقد عبد الله بن ياسين مجلساً من أصحابه([36])، واخذ البيعة ليحيى بن عمر([37])، فأصبح أميرا على المرابطين، وسماه أمير الحق([38]).
لقد استطاع عبد الله بن ياسين، أن يحقق السياسة التي رسمها لنفسه، فاستعان بيحيى بن إبراهيم الجدالي في نشر الدعوة، وبناء المجتمع الجديد، وبعد وفاة يحيى بن إبراهيم، رأى بان يستعين بلمتونة، التي هي أقوى قبائل الملثمين، والمتحكمة في طرق التجارة الساحلية، لتتزعم حركة الجهاد فأعد جيشاً لذلك وزوده بالمال والسلاح والخيل، واختار له أبا زكريا أميرا، يأتمر بأمره وينفذ أوامره دون تردد، واقتنع هو بالإشراف البعيد، وابتعد عن الإمارة([39])، وكان يقول: "إنما أنا معلم دينكم" ([40])، وأمرهم بالخروج إلى الجهاد، حيث كان يلي لمتونة جبل فيه قبائل من البربر على غير دين الإسلام، لم يستجيبوا لدعوة الإمام عبد الله بن ياسين، وقتلوا رسله، فأمر يحيى بن عمر بغزوهم فغزاهم بلمتونة، فقاتلهم ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع حمى الوطيس بين الطرفين واشتد القتال الى أن انهزم أعدائهم، فأثخنوا فيهم القتل وسلبوا أموالهم وسبوا نسائهم وأبنائهم، وعادوا الى الصحراء، وقسموا سبيهم بينهم، فأمرهم الإمام عبد الله بن ياسين بإعطاء الخمس لأميرهم يحيى بن عمر فأخذه، وهو أول خمس قسمه اللمتونيون في صحرائهم([41]).
أدرك عبد الله بن ياسين مدى خطورة مملكة غانة القوية التي تسيطر على مدينة اودغشت وتحكمها بالطرق التجارية التي تجتاز الصحراء، وباعتبارها عدو يهدده تهديداً خطيراً من الخلف، لذلك سار الى الشرق نحو منحنى النيجر، صوب مدينة اودغشت في عام 447هـ/1056م، لاستردادها من مملكة غانة، التي كانت قد اغتصبتها من الملثمين، بعد سقوط التحالف الصنهاجي([42])، ولنشر الإسلام في غانة، وخاض المرابطون معركة قاسية، استبسلوا فيها استبسالاً عظيماً([43])، واستشهد يحيى بن عمر في هذه المعركة([44])، وانتصر المرابطون وهزم عدوهم، واستولوا على مدينة اودغشت واستباحوا حريمها وجعل كل ما غنموا فيها فيئا([45])، وتوسعوا باتجاه الجنوب وأوغلوا في ديار غانة حتى اشرفوا على ديار التكرور([46])، وتمت محالفة بينهم وبين المرابطين وخاض رئيس التكرور الحروب الى جوارهم([47])، وفتحوا الكثير من بلاد السودان([48]).
وقد أكدت هذه الحملة للناس صدق جهاد المرابطين في مدافعة ملك غانة، ونشر الإسلام بين أهلها بالقوة، وذاعت شهرتهم في أرجاء الصحراء بل تجاوزت أصداؤها جبال درن في الشمال، لان المرابطين عملوا بعد تحرير اودغشت على مقاومة الفساد بحد السيف، ونشر الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقويم المعوج من سلوك الناس، وبذلك ازدادت الوفود من الملثمين الى الجنوب لتلحق بجموع المرابطين، وتشاركهم شرف الجهاد، وتضاعف عدد المرابطين([49])، وتدفقت الى بيت المال الأموال الكثيرة من الأعشار والزكاة والصدقات، وأصبح المرابطون بمقدورهم أن يتبعوا هذا الانتصار بانتصارات أخرى، وان يواصلوا حملتهم لنشر الدعوة([50])، واستمروا في جهادهم لمملكة غانة أربعة عشر عاماً قبل أن تخضع لهم عاصمتها عام 454هـ/1062م([51]).
أن ابتعاد المرابطين عن موطنهم الأصلي شمالاً خلال الأعوام 452-454هـ/ 1060- 1062م، أدى إلى اختلال أمر الصحراء بسبب النزاع بين قبيلتي لمتونة وجدالة([52])، فضلاً عن غارات قبائل السودان على المرابطين، لذلك أناب الأمير أبو بكر ابن عمه يوسف بن تاشفين لمواصلة الزحف شمالاً، بعد أن ترك له ثلث الجيش ألمرابطي وانصرف بالثلثين عائداً الى الصحراء، وأصلح الأمر مابين جدالة ولمتونة، ثم واصل جهاده لقبائل السودان([53])، وبعد أن وصلته أخبار الانتصارات التي سطرها يوسف بن تاشفين في المغرب، سار عائداً الى الشمال، فلما رأى عزمه على الاستبداد بالملك، ترك الإمارة له على المغرب ورجع الى الصحراء([54])، وبدأ بغزوات متتالية في قلب مملكة السودان، وعاصمتها يومئذ مدينة غانة([55])، فضلاً عن غزواته إلى مملكة مالي، وهو يعمل على نشر الإسلام بين تلك القبائل السود التي كانت تدين بالنصرانية، حتى توفي قتيلاً في احد المعارك بسهم مسموم سنة 480هـ/ 1087م([56])، فاستمر أمراء المرابطين في مواصلة الجهاد ضد القبائل الوثنية في منطقة السودان الغربي([57]).
وكانت نتيجة امتداد نفوذ المرابطين الى بلاد غانة: سيطرتهم على مناجم الذهب، ومكامن الملح في الصحراء، وإقامة أحكام الشرع، فأبطلوا الضرائب والمكوس، واخذوا الزكاة والأعشار وأخماس الغنائم والجزية([58])، ونشروا اللغة العربية الى جانب اللغات المحلية في غانة، وانتشرت بينهم العادات العربية، ومنها لبس العمامة، كما ادعى بعض أمراء غانة النسب العلوي([59])، وانظموا تحت لواء الدولة المرابطية، مع أتباعهم، وحاربوا الكفار، وقاموا بحملات جهادية نيابةً عن المرابطين، لنشر الإسلام بين القبائل الوثنية([60]).
وبذلك كان للمرابطين الفضل الكبير في نشر الدين الإسلامي واللغة العربية في مناطق السودان الغربي([61])، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية بعد إلغاء الضرائب وتامين الطرق التجارية المتجهة نحو الشمال، وتقديمهم خدمات جليلة لتجار المنطقة، لا سبيل الى نكرانها([62]).
ثانياً: سياستهم الحربية في بلاد المغرب
1- سياستهم الحربية في المغرب الأقصى:
كان المغرب الأقصى يعاني من قلاقل شديدة تحت أمراء بني وانودين الزناتيين بسجلماسة، وأمراء مغراوة وبني يفرن فتدهورت الحالة الاقتصادية وكثر الظلم، وتدهورت الأخلاق، وضعف العامل الديني فيهم، وللتخلص من هذه الأعباء الثقيلة، التمس الفقهاء في سجلماسة ودرعة، وصلحائها، العون من المرابطين يرجون الخلاص([63])، مما هم فيه، فكان ذلك عاملاً أساسيا على زحف المرابطين الى المغرب([64])، فضلاً عن أن الصحراء، قد ضاقت بجموع المرابطين الذين كانوا بتزايد مستمر يوماً بعد آخر([65])، فكان لابد من أن يجد أولوا الأمر مجالاً حيوياً يتجهون إليه([66])، كما إن عبد الله بن ياسين كان يتطلع الى أن يبسط نفوذه على المغرب كما بسطه على الصحراء من قبل، ونشر الدعوة فيه وإظهار كلمة الحق والعبور الى الأندلس، وإنشاء دولة لها تأثير عظيم في توجيه الحياة الاقتصادية بالمغرب في إطار الشرع الإسلامي([67]).
اتخذ عبد الله بن ياسين من دعوة فقهاء وصلحاء سجلماسة ودرعة، فرصة لتحقيق ما كان يروم إليه، فبدأ بمشاورة الفقهاء، وأشياخ المرابطين، ورؤساء القبائل، وحثهم على الجهاد([68])، وبعد أن ظهر له استقامة لمتونة، وشدة صبرهم وجدهم واجتهادهم، فأراد أن يظهرهم ويملكهم بلاد المغرب، فقال لهم: إنكم صبرتم، ونصرتم دين رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقد فتحتم ما كان أمامكم وستفتحون إن شاء الله ما ورائكم([69])، فأمرهم بالجهاز وخرج بهم في جيش عظيم من المرابطين، "عدته ثلاثون ألف جمل سرح"([70])، في عام 447هـ/1055م([71])، من الصحراء إلى سجلماسة([72])، ودرعة وكان أهلها تحت إمرة زناتة المغراويين، وأميرهم مسعود بن وانودين المغراوي الذي رفض إجابة المرابطين على طلبهم بإقامة أحكام الدين عندما خاطبوه بذلك([73])، فسار حتى وصل بلاد درعة، فوجد فيها عامل أمير سجلماسة، فأبعده عنها، واستولى على نوقه التي يقدرها البعض بخمسين ألف ناقة - وهو رقم مبالغ فيه- كانت ترعى في حمى حماه لها في مراعي درعة، فوصل الخبر للأمير مسعود، فجمع جيوشه وخرج نحوهم، فالتقى الجمعان بين درعة وسجلماسة، ودارت بينهم حروب عظيمة، اظهر الله فيها المرابطين على مغراوة، وقتل مسعود بن وانودين ([74])، وأكثر جيشه، وفر الباقون منهم([75])، واستولى عبد الله بن ياسين على أسلابهم وأموالهم، وجمعها مع الإبل التي أخذها من مراعي درعة، فاخرج الخمس من ذلك كله وفرقه على فقهاء سجلماسة ودرعة وصلحائهما، وقسم الأربعة أخماس الباقية على المرابطين ثم سار على الفور الى سجلماسة فدخلها، وقتل من وجد فيها من مغراوة، وأقام فيها حتى هدئها، وأصلح أحوالها، وغير ما وجد بها من المنكرات، وقطع المزامير، وآلة اللهو، واحرق الدور التي كان يباع بها الخمر، واسقط المغارم، وأزال المكوس، واستعمل عليها عاملا من لمتونة([76])، وانصرف إلى الصحراء([77])، وبذلك وطد المرابطون أقدامهم في إقليم الواحات وأسسوا قاعدة لهم أنشئوها قرب سجلماسة تعرف باسم مدينة تبلبلا([78])، واتخذوها قاعدة للمرحلة التالية من مراحل فتح المغرب، وانتشرت أخبار ذلك النصر في أرجاء المغرب كله معلنة عن ظهور دولة المرابطين، على يد هؤلاء القوم الشداد من بدو الصحراء([79]).
ولما توفى الأمير يحيى بن عمر اللمتوني، في بعض غزواته ببلاد السودان عام 448هـ/1056، فقدم الإمام عبد الله بن ياسين في مكانه لقيادة المرابطين أخاه أبا بكر بن عمر اللمتوني في درعة([80])، فبايعتـه لمتونـة وسائر الملثمين، وأهــل سجلماسـة ودرعة([81])، وكان أبو بكر رجلاً صالحاً ورعاً فجعل على مقدمة جيشه ابن عمه يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني، فيهم أشياخ لمتونة وقبائل البرابرة والمصامدة([82])، فسار في عام 448هـ/1056م، حتى وصل بلاد السوس([83])، وبدأ بغزو بلاد جزولة واستولى عليها، وافتتح مدينة ماسة([84])، ثم سار الى مدينة تارودانت([85])، قاعدة بلاد السوس([86])، وكان بها قوم، يقال لهم البجلية نسبة إلى علي بن عبد الله البجلي الذي استقر في بلاد السوس في أواخر القرن الثالث الهجري/ العاشر الميلادي، فأشاع بها مذهبه([87])، فقاتلهم المرابطون حتى استولوا على المدينة عنوة، وقتلوا خلقاً كثيراً منهم، وأقروا بها المذهب المالكي عام 448هـ/1056م([88])، وجمع الإمام ابن ياسين أسلاب القتلى منهم فجعلها فيئاً للمرابطين، وتمكن المرابطون من فتح جميع معاقل بلاد السوس، وخضعت لهم قبائلها، واخرج عبد الله بن ياسين عماله بنواحيها، وأمرهم بإقامة العدل، وإظهار السنة، والاكتفاء بالزكاة والأعشار وإسقاط المغارم([89]).
ثم ارتحل عبد الله بن ياسين الى بلاد المصامدة([90])، ففتح جبل درن، ثم بلاد رودة، واستولى على مدينة شفشاوة عنوة بالسيف، ثم فتح بلاد نفيس، واستولى على سائر بلاد كدميوة([91])، ووفد عليه قبائل رجاجة([92])، وحاحة([93])، فبايعوه وأعلنوا الطاعة له([94])، وأوغل المرابطون في إقليم السوس حتى وادي تنسيفت([95])، وبذلك أكملوا سيطرتهم على آخر معاقل بلاد السوس، وخضعت لهم جميع قبائلها([96])، ثم استطاع المرابطون أن يبسطوا نفوذهم على إقليم مراكش الجنوبي، وبذلك قطعوا شوطاً بعيداً في سبيل فتح المغرب الأقصى([97]).
اتجه المرابطون شرقاً الى مدينة اغمات([98])، "حاضرة المصامدة"([99])، التي كان أميرها لقوط بن يوسف بن علي المغراوي، فهاجموها، فاستسلمت بعد حصار شديد، وفر أميرها لقوط المغراوي ليلاً مع حشمه([100])، إلى تادلا، فاستجار بملوكها بني يفرن، ليكون تحت حمايتهم، ودخل المرابطون اغمات سنة 449هـ/1057م، فمكثوا بها نحو شهرين لاستراحة الجند([101]).
ثم خرج المرابطون بقيادة عبد الله بن ياسين قاصدين غزو تادلا فتمكنوا من الاستيلاء عليها، واستباحوها وقتلوا من وجدوا بها من ملوكها من بني يفرن، وقتل معهم الأمير لقوط بن يوسف المغراوي([102])، وأطاعت لهم "وريكة، وهيلانة، وهزميرة"([103])، وبذلك استطاع المرابطون القضاء على الإمارات الزناتية في إقليم الجنوب، ولم يبق أمامهم، إلا أن يفرضوا سيطرتهم على منطقة فآس والمناطق المحيطة([104])ا، ثم تزوج الأمير أبو بكر بن عمر من زينب بنت اسحق النفزاوية، زوجة لقوط بن يوسف المغراوي([105]).
بعدها اتجه المرابطون الى بلاد تامسنا، فغزوها واستولوا عليها، فاخبر عبد الله بن ياسين بان في ساحلها قبائل برغواطة([106])، وإنهم يدينون بمذهب ينافي تعليم الإسلام ساسه سنة 225هـ/839 م، رجل يهودي يدعى صالح بن طريف البرناطي نسبةً إلى حصن برناط من أعمال شذونة بالأندلس، الذي نشأ فيه([107])، وكان يقال لمن تبعه ودخل في دينه برباطي، ثم عربته العرب فقالوا برغواطي فسموا برغواطة([108])، فسار إليهم عبد الله بن ياسين وقائده أبو بكر بن عمر في جموع المرابطين، سنة 451هـ/1059م، وكان الأمير على برغواطة في حينها أبو حفص عبد الله بن أُبي بن أَبي عبيد محمد بن مقلد بن اليسع بن صالح بن طريف البرغواطي([109])، فدارت بينهم وقائع شديدة، قتل فيها من الفريقين خلق كثير، وأصيب خلالها عبد الله بن ياسين بجروح بالغة، توفى على أثرها في الرابع والعشرين لجمادى الأولى سنة 451هـ/1059م، ودفن في موضع مرتفع يعرف بكريفلة، قريبا من تامسنا من ارض قبيلة زعير([110])، بحوز الرباط، وبني على قبره مسجد، وهو مشهور بها ومزاره قائم لحد الآن([111]).
جمع عبد الله بن ياسين قبل وفاته أشياخ المرابطين ورؤسائهم، وحثهم على الثبات في القتال، وحذرهم من عواقب الفرقة والتحاسد في طلب الرياسة([112])، وأوصاهم قائلاً: يا معشر المرابطين إني ميت في يومي هذا لا محال، وإنكم في بلاد أعدائكم، فإياكم أن تجبنوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، وكونوا ألفة وأعواناً على الحق وإخواناً في الله وإياكم والمخالفة والتحاسد على طلب الرياسة، فأن الله يؤتي ملكه من يشاء ويستخلف في أرضه من أحب من عباده، واني ذاهب عنكم، فانظروا من تقدمونه منكم يقوم بأمركم ويقود جيوشكم ويغزوا عدوكم ويقسم بينكم فيئكم ويأخذ زكاتكم وأعشاركم([113])، فاتفق رأيهم على تقديم أمر الحرب لأبي بكر بن عمر فقدمه الإمام عبد الله بن ياسين باتفاق جميع أشياخ صنهاجة وإجماعهم على ذلك([114]).
واستمر الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني على رياسة المرابطين، وجددت له البيعة، بعد وفاة الإمام عبد الله بن ياسين، وبذلك تولى أبو بكر جميع المهام في قيادة المرابطين جامعاً بين الإمامة والإمارة([115])، فكان أول عمل قام به بعد أن فرغ من تجهيز ودفن الإمام عبد الله بن ياسين، بأنه جهز جيشاً لمتابعة الجهاد ضد برغواطة حتى اخذ الثأر منهم([116])، فأثخن فيهم قتلاً وسبياً حتى تفرقوا في الصحراء، وأذعنوا بالطاعة، واسلموا إسلاماً جديداً، ولم يبق لديانتهم اثر في المغرب، وجمع أموالهم وغنائمهم وقسمها على المرابطين، ورجع الى مدينة اغمات فأقام بها حتى شهر صفر من سنة 452هـ/1060م([117])، ثم خرج في جيش عظيم، من صنهاجة وجزولة والمصامدة، إلى بلاد المغرب، ففتح بلاد فازاز، ومكناسة، وسائر بلاد زناتة ثم سار الى مدينة لواته وانتزعها من أيدي بني يفرن عنوة وخربها وقتل بها خلقاً كثيراً منهم، وذلك في شهر ربيع الثاني من سنة 452هـ/1060م، ثم رجع بعدئذ إلى اغمات([118]).
لبث الأمير أبو بكر بن عمر في اغمات ثلاثة أشهر، فترامت الى مسامعه أخبار النزاع بين قبائل البربر في الصحراء، فعزم العودة الى الصحراء، وطلق زوجته زينب النفزاوية، وأوصاها بان تتزوج ابن عمه يوسف بن تاشفين بعد انقضاء العدة([119])، ثم ارتحل إلى أغمات ماراً ببلاد تادلا، إلى أن وصل سجلماسة وأقام بها أياماً، وأصلح أحوالها، ثم دعا ابن عمه يوسف بن تاشفين، وعقد له على المغرب وفوض الأمر إليه، واقر ذلك أشياخ صنهاجة، لما يعلمونه عن يوسف من دينه، وفضله وشجاعته وحزمه ونجدته وعدله وسداد رأيه([120]).
سار أبو بكر بجزء من الجيش إلى الصحراء سنة 453هـ/1061م، وترك ثلثه مع يوسف بن تاشفين، وأمره بمتابعة قتال مغراوة وبني يفرن وزناتة([121])، وعاد يوسف من سجلماسة بعد ارتحال أبي بكر بن عمر إلى الصحراء سنة 453هـ/1061م، لتحقيق المهمة التي ندبه إليها الأمير أبو بكر اللمتوني، ولما وصل إلى وادي ملوية([122])، استعرض جيشه الذي بلغ أربعين ألفا الى أربعة أقسام، واختار لكل قسم قائداً من أشهر القادة المرابطين وهم: سير بن أبي بكر اللمتوني، ومحمد بن تميم الجدالي، وعمر بن سليمان المسوفي، ومدرك التلكاتي، وعقد لكل منهم على خمسة آلاف من قبيلته، وبعثهم الى أنحاء المغرب، وتولى هو قيادة بقية الجيش وسار على أثرهم([123]).
زحف يوسف بن تاشفين نحو المغرب، فغزاهم قبيلة فقبيلة، وبلداً بعد بلد، فقوم يقتلون وآخرون يفرون، وآخرون يدخلون في طاعته، ثم عاد الى اغمات عام 454هـ/1062م واقترن بزينب النفزاوية، وبدأ بإنشاء مدينة مراكش([124]).
لقد استقام أمر الصحراء، بعد أن قضى الأمير أبو بكر على الخلاف بين قبائلها من الملثمين، وأصلح أمورها، وقد ترامت الى مسامعه أخبار يوسف بن تاشفين وما فتح الله على يده من بلاد، فأقبل من الصحراء، ليعزله ويولي غيره([125])، ونزل خارج مدينة اغمات([126])، ولما شعر يوسف بذلك وما يواجه سلطانه عند مقدم الأمير أبي بكر، وتذكر بعض الروايات انه سمع استشارة زوجه زينب النفزاوية في الأمر، وكانت الى جانب جمالها من أعقل وأذكى نساء عصرها، وأبعدهن نظراً، وكانت مدبره لأمره منذ تزوجها، فأشارت عليه أن يظهر له الغلظة، ويشعره بقوة السلطان والاستبداد، وان يلاطفه بالهدايا والأموال والخلع([127]).
وسار يوسف للقاء أبي بكر، فالتقيا بموضع بين اغمات ومراكش وسلم عليه راكباً ولم يترجل كعادته يحيط به حرسه الخاص وجيشه الكبير، فشعر أبو بكر مما أظهره يوسف، من تعاليه في السلام عليه وهو راكب فرسه، وعندما أجابه بأنه يستعين بهذه القوات على من يخالفه، فأدرك حرصه على سلطانه، واستعداه للدفاع عنه فزهد أبو بكر في التنافس والقتال، فجمع أشياخ المرابطين من لمتونة واعيان الدولة، والكتاب والشهود، وأشهدهم على نفسه بالتخلي ليوسف عن الإمارة على المغرب([128])، وأوصاه بإتباع العدل والرفق([129])، وقدم له يوسف طائفة عظيمة من الهدايا الجليلة([130])، ثم ودعه الأمير أبو بكر وعاد الى الصحراء، وبقي مجاهداً في الصحراء ينشر الإسلام فيها بين القبائل حتى استشهد سنة 480هـ/1087م([131]).
وبعد تنازل الأمير أبي بكر عن الإمارة ليوسف بن تاشفين، أصبح الأخير أمير المرابطين بلا منازع في المغرب، فاتجه نحو شمال المغرب الأقصى لانتزاعه من أيدي الزناتيين، مستخدماً أسلوب التقري([132])، وكان هدف يوسف القضاء على زناتة، وانتزاع الحكم منها، فعمل على تقوية جيشه وحرسه، فاقتنى من العبيد نحو ألفين، وبعث الى الأندلس فأشترى منها عدداً كبيراً من الرقيق النصارى- العلوج- وأنشأ منهم فرقة قوية من الفرسان، واستعان على نفقاته العسكرية بما فرضه في حينها على اليهود من ضرائب ثقيلة، جمع منها مالا كثيراً([133])، ويقال أن عدد جيشه بلغ في أواخر سنة 454هـ/1062م، أكثر من مائة ألف فارس من قبائل صنهاجة وجزولة وزناتة والمصامدة، فخرج بهم من مراكش قاصداً مدينة فاس، فأعترضته قبائلها([134])، في خلق عظيم وعدد كثير، فقاتلوه، ووقعت بينهم معارك عظيمة، انهزمت فيها تلك القبائل وامتنعت بمدينة صدينة([135])، فاقتحمها يوسف بن تاشفين، وهدم أسوارها، وقتل بها أكثر من أربعة ألاف رجل منهم، ثم سار إلى مدينة فآس([136]).
يقول ابن خلدون: إن يوسف بن تاشفين، نازل أولا قلعة فازاز، وبها مهدي بن توالي([137])، اليحشفي([138])، فقضى عليه، ثم استنجده مهدي بن يوسف الجزنائي صاحب مكناسة على عدوه معنصر المغراوي صاحب فآس، فزحف يوسف بن تاشفين في عساكر المرابطين إلى فآس، لمساعدة مهدي الجزنائي، وجمع معنصر المغراوي صاحب فاس جيشا كبيرا([139])، فدارت الحرب بين الفريقين، استخدم يوسف فيها أسلوب التقري، واستخدم معنصر صاحب فآس أسلوب الكر والفر([140])، وتمكن يوسف من فتح جميع الحصون المحيطة بها، واستولى على احوازها، وحاصرها أياماً قلائل، وظفر بعاملها بكار بن إبراهيم فقتله، ثم سار الى مدينة صفروى([141])، ودخلها عنوة وقتل ملوكها أولاد مسعود بن وانودين المغراوي صاحب سجلماسة، ثم رجع الى فآس فحاصرها حتى دخلها صلحا سنة 455هـ/1063م([142])، بعد فرار أميرها معنصر المغراوي منها([143])، وهذا هو الفتح الأول، فأقام بها يوسف بن تاشفين أياما، وعين عليها عاملا من لمتونه([144])، وخرج إلى بلاد غمارة ففتح الكثير منها حتى اشرف على طنجة، "ثم رجع الى منازلة فازاز فخالفه بنو معنصر بن حماد المغراوي الى فآس فدخلوها وقتلوا عامل يوسف الذي كان فيها"([145])، فطلب يوسف من حليفه الجزنائي صاحب مكناسة، أن يتجهز لقتال مغراوة، فخرج المهدي من مدينة عوسجة([146])، واتجه نحو فآس، فاعترضه معنصر ودار بينهما قتال شديد قتل فيه مهدي الجزنائي وتفرق جيشه([147])، فأرسل يوسف جيشا الى فآس فحاصرها حتى ضاق الأمر بأهلها، ولما رأى معنصر أن الحصار طال وانقطعت عنه المواد والموارد، والأقوات انعدمت بفاس([148])، "وبرز معنصر إلى مناجزة عدوه لإحدى الراحلتين فكانت الدائرة عليه وهلك"([149])، وقتل كذلك ابنة تميم، وقتل معه خلق كثير من حشمه، وقام بالأمر مكانة بفاس القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن موسى بن أبي العافية المكناسي([150])، فجمع قبائل زناتة وزحف لقتال المرابطين، والتقوا بوادي صيفير، فهزم المرابطين وقتل عدداً من فرسانهم([151]).
علم يوسف بخبر هزيمة المرابطين أمام زناتة، وكان في حينها محاصراً لقلعة مهدي ببلاد فازاز، فارتحل منها سنة 456هـ/1063م([152])، وسار إلى بني مراسن، وأميرهم في حينها يعلى بن يوسف، فغزاهم وقتل منهم خلقاً كثيراً وفتح بلادهم، ثم سار الى بلاد فندلاوة، فغزاها وفتح جميع تلك الجهات وسار إلى بلاد ورغه ففتحها وذلك في سنة 458هـ/1065م([153])، وتابع مسيره مواصلاً فتوحاته، حتى تم له فتح جميع بلاد غماره وجبالها من الريف الى طنجة سنة 460هـ/1067م([154]).
بعد أن تمكن يوسف بن تاشفين من السيطرة على البلاد المحيطة بمدينة فاس نزل عليها سنة 462هـ/1070م([155])، بجيش جرار، وقدم عليه ابن عمه يحيى بن واسينو اللمتوني([156])، وضرب عليها الحصار وعزلها من الجهات المجاورة لها، فتمكن من دخولها عنوة بالسيف يوم الخميس الثاني من جمادى الآخرة 462هـ/1070م، وقتل من كان بها من مغراوة ومكناسة، وبني يفرن وسائر زناتة خلقاً كثيراً حتى امتلأت الأسواق بالقتلى، وقيل بأنه بلغ عدد القتلى أكثر من ثلاثة آلاف رجل، وفرت البقية التي نجت منهم من القتل الى المغرب الأوسط، وهذا هو الفتح الثاني لمدينة فآس([157]).
أمر يوسف بن تاشفين بعد دخوله فآس، بهدم أسوارها التي كانت تفصل بين عدوتيها القرويين والأندلس، وجعلها مدينة واحدة، وحصنها، وأمر ببناء المساجد في أنحائها، وأصلح أمورها، وهذب بنائها، وأقام بها حتى شهر صفر من سنة 463هـ/1070م، ثم خرج إلى بلاد ملوية ففتحها واستولى على حصون وطاط من بلاد طنجة([158])، وباستيلائهم على مدينة فآس سهل الطريق أمامهم ليتمكنوا من فتح المغرب الأقصى كله، والاستيلاء على السهول الساحلية، وخاصةً بعد تفرق شمل زناتة وانهيار قوتها في المغرب الأقصى، كما أتيح للمرابطين الاحتكاك بالأندلس([159]).
استدعى يوسف بن تاشفين سنة 464هـ/1071م، أمراء المغرب وشيوخ القبائل من زناتة والمصامدة وغمارة لمبايعته، فبايعوه بالإمارة، فكساهم جميعاً وأمدهم بالأموال، ثم خرج برفقتهم، لتفقد أحوال الرعية في المغرب، والنظر في سيرة ولاته وعماله، وإصلاح أمور الناس([160])، وقصد الأمير يوسف من وراء ذلك إضفاء الصفة الشرعية على فتوحاته، وأن زعماء المغرب يؤيدونه ويقرون بإمارته، ولإشعار الناس انه ساهر على مصلحة رعيته من اضطهاد الولاة، وفضلاً عن ذلك بث الرعب في نفوس الذين لم يخضعوا حتى ذلك الوقت([161]).
ثم تابع الأمير يوسف عملياته العسكرية، فغزا مدينة الدمنة، من بلاد طنجة، فاقتحمها عنوة سنة 465هـ/1072م، ثم فتح حصن علوان، من حصون غمارة، وبذلك ملك موقعاً إستراتيجيا للسيطرة على تحركات غمارة، وفي سنة 467هـ/1074م، تمكن من الاستيلاء على جبال غياثه، وبني مكود، وبني رهينة من احواز تازا، وقتل منهم خلقاً كثيراً([162])، وجعلها حداً فاصلاً بينه وبين زناتة الهاربة إلى الشرق([163])، ثم قسم المغرب الى عمالات على بنيه وذويه وأمراء قومه([164])، وبهذا يعتبر عام 467هـ/1074م حداً فاصلاً في تاريخ الدولة المرابطية، إذ تمكن يوسف بن تاشفين من بسط نفوذه على المغرب الأقصى، باستثناء سبتة، وطنجة([165]).
وبعد أن اخضع الأمير يوسف سائر بلاد المغرب الأقصى وأصبح مجاورا لإمارة سكوت البرغواطي([166])، طلب منه الأمير يوسف الموالاة والمساندة في محاربة أعداء المرابطين وكاد الحاجب سكوت يقبل بالعرض لولا أن أثناه ابنه عن عزمه([167])، عندها جهز الأمير يوسف جيشاً قوامه اثني عشر ألف فارس مرابطي، وعشرين ألف من سائر القبائل([168])، واسند قيادتها الى صالح بن عمران، سنة 470هـ/1077م، وأمره بمهاجمة طنجة، فلما قربوا منها برز إليهم الحاجب سكوت بجموعه، وهو شيخ كبير قد ناهز التسعين سنة من عمره، قائلاً: والله لا يسمع أهل طنجة طبول اللمتوني وأنا حي أبدا، فالتقى الجمعان بوادي منى من أحواز طنجة والتحم القتال، فقتل الحاجب سكوت، وانهزم جيشه، والتجأ ابنه ضياء الدولة يحيى إلى سبتة فاعتصم بها، ودخل المرابطون مدينة طنجة واستولوا عليها، وكتب القائد صالح بن عمران بالفتح إلى الأمير يوسف بن تاشفين([169]).
وفي سنة 473هـ/1080م، اتجه الأمير يوسف بن تاشفين نحو الريف، الذي كان يحكمه بيت أبي العافية، فغزاه وافتتح مدينة اجرسيف([170])، ومليلة([171])، وهاجم مدينة نكور([172])، وخربها، ولم تعمر بعد ذلك([173]).
وفي سنة 476هـ/1083م، بعث الأمير يوسف ابنه المعز في جيش الى سبتة لفتحها إذ كانت هي المدينة الوحيدة التي لم يفرض سيطرته عليها، إذ يحكمها ضياء الدولة يحيى بن الحاجب سكوت البرغواطي، فحاصرها براً، وأحاطت بها أساطيل المعتمد ابن عباد([174])، بحرا، فاقتحموها عنوة بالسيف، في ربيع الآخر من سنة 477هـ/1084م، وقبض على ضياء الدولة وجئ به الى المعز فقتله، وكتب بالفتح الى أبيه وهو بمدينة فآس يستعد للجهاد ويستنفر له قبائل المغرب، ففرح يوسف بفتح سبتة وخرج من حينه قاصدا نحوها ليعبر منها إلى الأندلس([175])، ملبياً دعوة ابن عباد لنصرته على الأذفونش([176]) في الأندلس([177]).
2- سياستهم الحربية في المغرب الأوسط:
بعد أن تمكن المرابطون من القضاء على قوة الزناتيين بالمغرب الأقصى، آثروا الانتفاضة على المغرب الأوسط، للقضاء على المقاومة الزناتية فيه([178])، فبدأ المرابطون عملياتهم العسكرية باتجاه الشرق نحو تلمسان، التي كان يحكمها الأمير العباس بن يختي من ولد يعلي بن محمد بن الخير المغراوي([179])، فأرسل الأمير يوسف قائده مزدلي بن تيلكان بن محمد بن وركوت اللمتوني سنة 472هـ/1079م، لغزو تلمسان والمغرب الأوسط في عشرين ألف مقاتل من المرابطين، فتمكن من هزم جيش تلمسان وظفر بقائده يعلي ابن الأمير العباس المغراوي، فقتلوه، وفرق جموع زناتة، وعاد الجيش المرابطي إلى مراكش([180]).
وفي سنة 474هـ/1081م، اتجه الأمير يوسف بن تاشفين بعساكر المرابطين الى مدينة وجدة([181])، ففتحها، وبلاد بني يزتاسن وما والاها، ثم سار الى تلمسان وضرب عليها الحصار، حتى تمكن من الاستيلاء عليها، وقتل من كان فيها من مغراوة، كما قتل أميرها العباس بن بختي، وولى عليها محمد بن تينغمر المسوفي في عساكر المرابطين، فصارت ثغراً للمملكة([182])، بدل ثغر تازا([183])، بعد أن كانت حصناً للعدو([184])، واختط الأمير يوسف بن تاشفين بقرب تلمسان وفي محل عسكره مدينة بمثابة الحصن الأمامي لحماية المرابطين في عاصمة زناتة وسميت هذه المدينة باسم تاكرارت([185])، ثم تتبع زناتة شرقاً، فاستولى على مدينة تنس([186])، ومدينة وهران، وجبل وانشريش([187])، وجميع أعمـال وادي شلف([188])، حتى دخل مدينة الجزائر([189]).
توقف الأمير يوسف بن تاشفين عند حدود مملكة بجاية التي كان يحكمها بنو حماد وهم فرع من صنهاجة([190])، وبنى جامعاً في مدينة الجزائر ما يزال إلى اليوم ويعرف بالجامع الكبير، ثم عاد إلى مراكش في ربيع الآخر عام 475هـ/1082م، بعد أن اطمأن على حدود دولته الشرقية وقضى على آخر جيوب المقاومة الزناتية فيها([191])، وبذلك أصبح المرابطون سادة المغرب دون منازع بعد كفاح طويل([192]).
ثالثاً: علاقات المرابطين السياسية مع الدول الإسلامية في أفريقيا
1ـ علاقاتهم السياسية مع دولة بني حماد([193])في الجزائر:
بعد أن نجح المرابطون في فرض سيطرتهم على السوس الأقصى، وذاع صيت انتصاراتهم في المغرب كله، فأن بلكين الحمادي([194])، اتجه بقواته لنصرة أبناء عمومته الملثمين أبناء صنهاجة الجنوب في هذه المعركة التاريخية الدائرة الرحى، ودخل مدينة فآس وضرب الزناتيين من الخلف واحتمل من أكابر أهلها وأشرافهم رهناً على الطاعة، ثم عاد راجعاً إلى المغرب الأوسط مرة أخرى([195])، وهذا يدل على الإحساس برابطة العصبية القبلية بين صنهاجة الجنوب وصنهاجة الشمال ولاعتقادهما أنهما يقاتلان عدواً مشتركاً، يشتركان في كرهه، والرغبة في القضاء علية([196]).
وبعد ان تمكن المرابطون من فرض سيطرتهم على تلمسان ساءت العلاقات بينهم وبين الحماديين، رغم توقف المرابطين في فتوحاتهم عند حدود دولة بني حماد، حفاظاً على إدامة حسن العلاقات بينهم([197])، إلا أن الحماديين اخذوا يتحينون الفرص لمهاجمة أطراف دولة المرابطين، وقد أتيحت لهم الفرصة المناسبة عندما عبر المرابطون إلى الأندلس عام 479هـ/1086م، فتحالف بنو حماد الصنهاجيين مع جموع عرب بني هلال([198])، فغزو أطراف أراضي الدولة المرابطية في المغرب الأوسط، وعادوا إلى ديارهم محملين بالغنائم، الأمر الذي دفع الأمير يوسف بن تاشفين مع دوافع أخرى([199])، إلى الإسراع بالعودة إلى المغرب مباشرة بعد انتصاره بمعركة الزلاقة، لتدارك الأمر فيه([200]).
سكت الأمير يوسف بن تاشفين عن الانتقام منهم، متجنباً الحرب معهم، حقناً لدماء المسلمين وحفظاً لشوكتهم وقوتهم، فهم أقاربه ويشكلون حداً مانعاً وفاصلاً بينه وبين عرب بني هلال الذي يشكل خطرهم اشد خطراً من الحماديين على دولة المرابطين([201])، وصالحهم([202])، ولكنه اتخذ التدابير اللازمة، فنشر قواته في المغرب الأقصى والأوسط، لقطع الطريق أمام من يحاول العبث في دولة المرابطين([203]).
وذكر بعض المؤرخين أن الأمير يوسف أرسل كتاباً إلى الأمير الحمادي يعاتبه فيه على استعانته بالهلالين لغزو أراضي الدولة المرابطية، في الوقت الذي يجب فيه ان تتضافر الجهود وتتحد القوى لمجاهدة الممالك النصرانية في الأندلس ورد عدوانهم([204]).
وحرص الأمير يوسف على العلاقات السلمية مع بني حماد، فعند وفاة الأمير الحمادي الناصر بن علناس في سنة 481هـ/1088م، أرسل برسالة تعزية إلى ولده وخليفته المنصور، يعزيه بوفاة والده([205])، واستمرت حالة السلم بين الطرفين أكثر من عشر سنوات، إلى أن نشب الخلاف عندما هاجم القائد المرابطي تاشفين بن تينغمر والي تلمسان، مملكة بني حماد، دون إذن أمير المسلمين يوسف بن تاشفين، فزحف المنصور بن الناصر بن علناس الحمادي إلى تلمسان سنة 497هـ/1103م، فتراجعت جيوش المرابطين أمامه، إلا أن أمير المسلمين يوسف بن تاشفين طلب منه التوقف، وصالحه، واسترضاه، بعزل تاشفين عن ولاية تلمسان، وتولية الأمير مزدلي مكانه([206]).
وبعد أن ضم المرابطون الأندلس إلى دولتهم، أصبحت دولة بني حماد ملاذاً للفارين من الأندلس([207])، ومع ذلك لم يحرك الأمير يوسف بن تاشفين ساكنا تجاه بني حماد، حفاظاً على إدامة العلاقات الحسنة، وهذا مايدل على حسن نيته تجاه الحماديين، فبقي الأمر كذلك حتى وفاته([208]).
ومع ذلك فان بنو حماد حاولوا أيضا تهدئة الصراع والحفاظ على العلاقات الحسنة مع المرابطين، فقد صاهر المنصور المرابطين، كما عفا عن تلمسان خضوعاً لصلة وشائج القربى التي بينهم، ويلاحظ بان المصالح المشتركة وظروف المرحلة قد تحكمت في العلاقات بين المرابطين وبني حماد، فتحسنت العلاقات بينهم خاصةً في المدة الأخيرة بعد وفاة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين في سنة 500هـ/1106م، وكذلك ظهور خطر الموحدين في العقد الثاني من القرن السادس للهجرة/ القرن الثاني عشر الميلادي([209]).
2ـ علاقاتهم السياسية مع إمارة آل زيري في تونس:
يبدو أن العلاقات بين المرابطين وإمارة آل زيري كانت حسنة خلال فترة تدهور العلاقات بين المرابطين وبني حماد، وخاصة في عهد الأمير تميم بن المعز بن باديس (453- 501هـ/1061- 1107م)، حيث بعث الأمير يوسف بن تاشفين إلى الأمير تميم أمير المهدية برسالة بعد انتصاره في معركة الزلاقة مبشراً له بالنصر، وواصفاً له وصفاً دقيقاً لتحركات الجيش المرابطي في الأندلس أثناء التحضيرات للمعركة وأثناء سيرها([210]).
واستمرت العلاقات الحسنه بينهم في عهد أمير المسلمين علي بن يوسف، وخاصةً عندما تعرضت السواحل التونسية لغزر النورمان([211])، فكاتب أمير المهدية المرابطين في مراكش لأجل وضع خطة مشتركة لفتح صقلية([212])، فأرسل المرابطون أسطولهم بقيادة أبي عبد الله محمد بن ميمون عام 516هـ/1122م، ففتح مدينة قوطرة في جزيرة صقلية، مما دفع القائد النورماني لمهاجمة سواحل أفريقية بأساطيله عام 517هـ/1123م، فدمرتها الأساطيل الإسلامية وأجبرتها على العودة الى بلادها([213])، إلا أن الدولة المرابطية في الحقبة الأخيرة عجزت عن تقديم العون لأمراء المهدية، بسبب ظهور الخطر الموحدي، فلذلك تمكن النورمان من الاستيلاء على جزيرة جربة([214])، عام 530هـ/1135م، وثم مدينة المهدية عام 543هـ/1148م، أي بعد سقوط دولة المرابطين([215]).
3 ـ علاقاتهم السياسية مع الدولة الفاطمية في مصر:
عندما قامت دولة المرابطين في منطقة المغرب الأقصى كانت الدولة الفاطمية([216])، قد دخلت عصرها الثاني، فأظهر المرابطون عداوتهم للفاطميين ولم يعترفوا بشرعية الخلافة الفاطمية، كونهم كانوا ينظرون الى الخليفة العباسي، على انه الخليفة الشرعي الذي يجب أن يخطب له على منابرهم([217])، وأدى تدخل الفاطميين في شؤونهم الداخلية الى تدهور العلاقات السياسية بينهم، لذلك عدل المرابطون عن طريق مصر عند ذهابهم الى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج([218])، وسلكوا طريقاً صحراوياً يمتد الى أعالي السودان بعيداً عن سيادة الفاطميين هناك([219]).
حاول الوزير الفاطمي بدر الجمالي كسب ود المغاربة بما فيهم المرابطون، ففشل في استمالتهم عندها أمر بقتل من ظفر به منهم([220])، إلا أن ابنه الأفضل بن بدر الجمالي (487- 515هـ/1094- 1121م)، نجح في استقطاب المغاربة الى بلاده، وحسن معاملته معهم، فكسب ودهم، لذلك أخذ العديد منهم يرحلون الى مصر، كما شارك بعضهم في حروبه مع الصليبين رغم أنها كانت مشاركة فردية([221])، وأُتهم الفضل في تغير مذهبه، مما أدى إلى قتله([222])، وعموماً كانت العلاقات السياسية بين الدولة المرابطية، والدولة الفاطمية عدائية، ولعل قتل السفير المرابطي أبي بكر عتيق بن عمران بن محمد بن عبد الله الربيعي، من قبل أمير الجيوش الفاطمية بدر الجمالي عام 484هـ/1091م، عند عودته من بغداد ومروره بالإسكندرية، لأنهم وجدوا معه كتاباً من الخليفة العباسي إلى الأمير يوسف بن تاشفين، مما يدل على العلاقات السياسية العدائية بين المرابطين والدولة الفاطمية([223]).
________________________________________
(1) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص122؛ ابن الخطيب، أعمال الأعلام، ج2، ص385.
(2) مدينة القيروان: هي قاعدة البلاد الإفريقية وأم مدائنها، وكانت أعظم مدن المغرب قطرا، وأكثرها بشرا، وأيسرها أموالا، وأوسعها أحوالا، وأربحها تجارة، وأكثرها جباية، وأنفقها سلعة، والغالب على فضلائهم التمسك بالخير والوفاء بالعهد واجتناب المحارم والتفنن في العلوم، والقيروان كانت مدينتين إحداهما القيروان والثانية صبرة وصبرة كانت دار الملك، وهي الآن خراب ليس بها ساكن، وكان عقبة بن نافع أول من اختط القيروان، وأقطع مساكنها ودورها للناس وبنى مسجدها، ومن مدينة القيروان إلى مدينة تونس مرحلتان وبعض بسير القوافل. الإدريسي، نزهة المشتاق، ج1، ص284 ؛ الحميري، الروض المعطار، ص486 و487.
(3) أبو عمران موسى بن عيسى بن أبي حاج الفاسي من بني غفجوم الزناتي، ولد في مدينة فاس عام 368هـ/978م، فنسب اليها، ثم رحل الى القيروان، وأخذ عن ابي الحسن القابسي، ثم رحل الى بغداد، وحضر مجلس الفقيه القاضي ابي بكر بن الطيب، فأخذ عنه علماً كثيرا، واخذ علم الكلام عن القاضي أبي بكر بن البلاقاني، وسمع من أبي الفتح بن أبي الفوارس والموجودين، ثم رجع الى القيروان، وبقي فيها الى ان توفي سنة430هـ/1038م، وكان مالكي المذهب. ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص122؛ الذهبي، سير اعلام النبلاء، ج17، ص545- 546 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، ج3، ص247- 248.
(4) المرادي، الإشارة إلى أدب الإمارة، ص7، ابن الخطيب، الإحاطة، ج4، ص302 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص183.
(5) ينظر: ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص8 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ض123 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص20-21 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص7 . وكان عبد الله بن ياسين الجزولي، صالحاً، شهماً، زاهداً، صواماً قواماً، من أهل الفضل والدين والورع والسياسة، حاذقاً صبوراً ذا رأي وتدبير حسن، جريئاً، أديباً، مجاهداً، مرابطاً، مهدي المرابطين، ذو شخصية مهيبة. ينظر: ابن الأثير ، الكامل في التاريخ، ج8، ص328 ؛ النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، ج24، ص140 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص124 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص7.
(6) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص328 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص124 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص8 ؛ عبد الله كنون، النبوغ المغربي في الأدب العربي، الطبعة الثالثة، دار الكتاب اللبناني، ( بيروت ـ1395هـ/1975)، ج1، ص64.
(7) البكري، المغرب، ص165 ؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص328 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص124 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص8.
(8) البكري، المغرب، ص165- 166 ؛ ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص8- 9.
(9) البكري، المغرب، ص166 ؛ ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص9 0
(10) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص124 ؛ الناصري الاستقصا، ج2، ص8 ؛ وذكر البكري: ان عبد الله بن ياسين رجع الى وجاج بن زلو اللمطي، إلا أنه طلب منه العودة إلى ديار الملثمين لتأدية مهمته. المغرب، ص166 ؛ وقيل انه كتب ولم يتوجه بنفسه إليه فأعلمه بما جرى. ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص9.
(11) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص124- 125 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص8.
(12) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص125 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص8 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص125.
(13) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص125 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص8 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص141.
(14) ابن أبي زرع، الأنيس، المطرب، ص125 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص8 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص142 ؛ نصر الله، دولة المرابطين، ص26- 27.
(15) محمود، قيام دولة المرابطين، ص142 ؛ عنان، دول الطوائف، ص302.
(16) شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص37 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص142 ؛ نصر الله، دولة المرابطين، ص27.
(17) البكري، المغرب، ص169 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص126 ؛ شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص37 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص142- 143 ؛ نصر الله، دولة المرابطين، ص27؛ ويذكر البكري: "ان الرجل إذا دخل في دعوتهم وتاب عن سالف ذنوبه، قالوا له قد أذنبت ذنوباً كثيرة في شبابك فيجب ان يقام عليك حدودها وتطهر من إثمها، فيضرب حد الزاني مائة سوط وحد المفتري ثمانين سوط، وحد الشارب مثلها وربما يزيد على ذلك"، وكذلك فرض عليهم قضاء ما فاتهم من صلاة. المغرب، ص169.
(18) ينظر: البكري، المغرب، ص166 ؛ ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص11 ؛ نصر الله، دولة المرابطين، ص27.
(19) ينظر: ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص126 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص183 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص143 و147 ؛ نصر الله، دولة المرابطين، ص27.
(20) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص126 ؛ ابن ابي دينار، المؤنس، ص106.
(21) ابن خلدون، العبر، ج6، ص183 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص9.
(22) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص125 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص9.
(23) ابن أبي زرع، الأنيس، المطرب، ص125-126 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص9-10.
(24) وبلغ الفقيه واجاج بن زلوا بما جرى في الصحراء على يد عبد الله بن ياسين من سفك الدماء، فعظم ذلك إليه، وأنكره وندم على إرساله، وكتب إليه بذلك، فأجابه ابن ياسين: إما إنكارك علي ما فعلت وندامتك على إرسالي، فأنك أرسلتني إلى امة كانوا جاهلية يخرج احدهم ابنه وابنته لرعي السوام فيعزبان في المرعى، فتأتي البنت حاملاً من أخيها فلا ينكرون ذلك، وما دأبهم إلا اغارة بعضهم على بعض، وقتل بعضهم البعض، ولا دية لهم في الدماء، فأخبرتهم في المفروض عليهم والمسنون لهم والمحدد فيهم، فمن قبل واليته، ومن تولى أرديته، وما تجاوزت حكم الله والسلام. النويري، نهاية الأرب، ج24، ص142-143 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج31، ص82.
(25) ابن أبي زرع،الأنيس المطرب، ص126 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص183 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص10.
(26) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص126؛ ابن الخطيب، أعمال الأعلام، ج2، ص385؛ ابن أبي دينار، المؤنس، ص106، الناصري، الاستقصا، ج2، ص10.
(27) البكري، المغرب، ص166.
(28) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص126 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص22.
(29) نصر الله، دولة المرابطين، ص28 ؛ السامرائي وآخرون، تاريخ المغرب العربي، ص246.
(30) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص128.
(31) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص126- 127 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص11 ؛ ويذكر ابن خلدون: ان وفاة يحيى بن إبراهيم الجدالي كانت قبل اعتزال عبد الله بن ياسين وأصحابه في الجزيرة0 العبر، ج6، ص183 ؛ كما تذكر بعض الروايات ان الأمير يحيى بن إبراهيم الجدالي توفى خلال معركة مع قوات غانة. إبراهيم حركات، المغرب عبر التاريخ، طبع ونشر: دار السلمي، ( الدار البيضاء ـ1385هـ/1965م)، ج1، ص170-171 ؛ نقلا عن، السامرائي وآخرون، تاريخ المغرب العربي، ص259 0
(32) البكري، المغرب، ص167 ؛ النويري، نهاية الأرب، ج24، ص142.
(33) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص127.
(34) ومما يروى في حسن طاعته: ان الإمام عبد الله بن ياسين ضربه ذات يوم عشرين سوطاً، لأنه باشر القتال بنفسه مع جنده، وذلك خطأ ًمن ابي زكريا، لأنه الأمير، وعلى الأمير ان لا يعرض نفسه للمخاطر ويقاتل بل عليه ان يقف ويحرض الجند، ويقوي من عزيمتهم، وحياة الأمير هي حياة عَسْكَرَهُ، وهلاكه فناء جيوشه. البكري، المغرب، ص166- 167 ؛ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص127 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص11.
(35) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص12 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص127 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص11.
(36) النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، ج24، ص141 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص148 ؛ شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص47.
(37) القلقشندى، صبح الأعشى، ج5، ص184.
(38) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص12 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص126- 127 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص11.
(39) للمزيد ينظر: محمود، قيام دولة المرابطين، ص148 ؛ شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص48 ؛ عنان، دول الطوائف، ص303.
(40) مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص21.
(41) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص12- 13 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص21.
(42) البكري، المغرب، ص168 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص149.
(43) محمود، قيام دولة المرابطين، ص149-150 ؛ شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص51.
(44) اختلف المؤرخون في تاريخ ومكان استشهاد يحيى بن عمر، فذكر البكري: بأن يحيى ين عمر قتل في موضع يسمى بنفريلي بين تاليونين وجبل لمتونة في سنة 448هـ/1056م. المغرب، ص167-168؛ وذكر صاحب البيان المغرب: بأن يحيى قتل في سنة448هـ/1056م. ابن عذارى، ج4، ص14؛ وذكر ابن أبي زرع: ان وفاته في جهاده في بلاد السودان سنة 448هـ/1056م. الأنيس المطرب، ص128؛ أما صاحب الحلل الموشية فيذكر: انه قتل في درعة. مؤلف مجهول، ص23؛ ويذكر القلقشندى: بأنه هلك سنة447هـ/1056م. صبح الأعشى، ج5، ص184 ؛ وذكر الناصري: بان أبو زكريا توفي في بعض غزواته ببلاد السودان سنة 447هـ/1056م. الاستقصا، ج2، ص13.
(45) البكري، المغرب، ص168.
(46) تكرور: مدينة أهلها سودان، يدينون بالمجوسية، ويعبدون الدكاكير - والدكور: عندهم الصنم- حتى وليهم وارجابي بن رابيس سنة 432هـ/1040م، فاسلم وأقام عندهم شرائع الإسلام وحملهم عليها. البكري، المغرب، ص172.
(47) البكري، المغرب، ص 167- 168.
(48) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص127.
(49) محمود، قيام دولة المرابطين، ص150- 151.
(50) النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، ج24، ص124 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص151 0
(51) جمال زكريا قاسم، الأصول التاريخية للعلاقات العربية الافريقية، مطبعة الجبلاوي، معهد البحوث والدراسات العربية، ( القاهرة ـ1395هـ/1975م )، ص163.
(52) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص134- 135 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص23.
(53) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص135 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص24- 25 . ويذكر ابن ابي زرع: ان الأمير أبو بكر ترك مع يوسف بن تاشفين نصف الجيش المرابطي، وارتحل بالنصف الآخر إلى الصحراء عام453هـ/1061م. الأنيس المطرب، ص134.
(54) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص135 ؛ مؤلف مجهول الحلل الموشية، ص25 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص21- 22.
(55) مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص17.
(56) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص135.
(57) السامرائي وآخرون، تاريخ المغرب العربي، ص260.
(58) السامرائي وآخرون، تاريخ المغرب العربي، ص260.
(59) الإدريسي، نزهة المشتاق، ج1، ص23 ؛ إبراهيم علي طرخان، إمبراطورية غانا الإسلامية، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، ( القاهرة ـ1390/1970م)، ص48-49.
(60) البكري، المغرب، ص172و174.
(61) نوري، تاريخ الإسلام في أفريقيا جنوب الصحراء، ص128- 129 ؛ عبد العباس إبراهيم حمادي، الحركة الفكرية والعلمية بمدينة مراكش منذ تأسيسها حتى سقوط الدولة الموحدية وأثرها على المراكز الثقافية الإسلامية جنوب الصحراء، ( 454-668/ 1062-1269م)، رسالة ماجستير، غير منشورة مكتوبة على الآلة الكاتبة، جامعة القاهرة، ( كلية دار العلوم ـ1400هـ/1980م)، ص411.
(62) نوري، تاريخ الإسلام في افريقيا جنوب الصحراء، ص128- 129 ؛ محمد الغربي، بداية الحكم المغربي في السودان الغربي، دار الرشيد للنشر، ( بغداد ـ1403هـ/1982م )، ص43.
(63) ابن خلدون، العبر، ج6، ص184 ؛ ابن ابي دينار، المؤنس، ص106 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص188 ؛ بونار، المغرب العربي تاريخه وثقافته، ص236.
(64) محمود، قيام دولة المرابطين، ص188 ؛ شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص56 ؛ بونار، المغرب العربي، ص236.
(65) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص329 ؛ النويري، نهاية الأرب، ج24، ص143؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج31، ص82.
(66) محمود، قيام دولة المرابطين، ص191.
(67) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص329 ؛ ابن أبي دينار، المؤنس، ص106 ؛ بونار، المغرب العربي، ص236 ؛ للمزيد ينظر، شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص56، وما بعدها.
(68) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص127 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص12.
(69) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص13 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص22.
(70) البكري، المغرب، ص167.
(71) اختلف المؤرخون في تحديد خروج المرابطين إلى سجلماسة، ففريق منهم يسوق تاريخ الخروج بعد سنة 450هـ/1058م. ينظر ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص329 ؛ النويري، نهاية الأرب، ج24، ص143 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج31، ص82؛ سير أعلام النبلاء، ج18، ص427 ؛ وفريق آخر يرى بأن زحف المرابطين إلى المغرب الأقصى بدأ قبل عام 450هـ/1058م. ينظر: ابن عذراي، البيان المغرب، ج4، ص13 ؛ أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، ج1، ص531 ؛ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص127 ؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج12، ص87 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص184 ؛ القلقشندى، صبح الأعشى، ج5، ص184 ؛ الحميري، الروض المعطار، ص46 ؛ ابن أبي دينار، المؤنس، ص106 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص13.
(72) ويذكر بعض المؤرخين بأنه في سنة 450هـ/1058م، أقحطت بلاد المرابطين وماتت مواشيهم فأمر عبد الله بن ياسين ضعفائهم بالخروج إلى السوس واخذ الزكاة فخرج منهم نحو تسعمائة رجل فقدموا سجلماسة وطلبوا الزكاة، فجمعوا لهم مالاً فرجعوا به، ثم ضاقت الصحراء عليهم وأرادوا غزو الأندلس وإعلان كلمة الحق ومجاهدة الكفار، فخرجوا إلى بلاد السوس، فجمع لهم أهل السوس وقاتلوهم فانهزم المرابطون وقتل عبد الله بن ياسين الفقيه، فعاد أبو بكر بن عمر فجمع جيشا وخرج إلى السوس ثانية في ألفي راكب واجتمعت عليهم من بلاد السوس وزناتة اثنا عشر ألف فارس، وطلب المرابطون منهم أن يفتحوا الطريق لهم للعبور إلى الأندلس، فأبوا ذلك فحاربهم المرابطون وانتصروا عليهم وغنموا أموالهم وأسلابهم، وساروا إلى سجلماسة فنزلوا عليها وطلبوا من أهلها الزكاة مرة ثانية فامتنعوا وخرج إليهم صاحب سجلماسة فقاتلهم وطالت الحرب بينهم فهزموه ودخلوا سجلماسة واستولوا عليها وكان ذلك سنة 453هـ/1061م. ينظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص329 ؛ النويري، نهاية الأرب، ج24، ص143- 144 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج31، ص82- 83 ؛ سير أعلام النبلاء، ج18، ص427- 428 ؛ أما ابن خلدون فيذكر: بان الفقيه واجاج اللمطي كتب إلى المرابطين بما لاقاه المسلمين من التعسف والجور، من بني وانودين أمراء سجلماسة وحرضهم على تغير أمرهم، فخرجوا إليهم في سنة 445هـ/1053م، العبر، ص184.
(73) البكري، المغرب، ص167 ؛ ابن عذراي، البيان المغرب، ج4، ص13؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص22.
(74) قيل بان الذي قتلة هو الفقيه لمتاد بن نفير اللمتوني. عياض، ترتيب المدارك، ج2، ص333 ؛ وقيل فر أمامهم. ابن عذراي، البيان المغرب، ج4 ص13.
(75) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص128 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص184 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص13.
(76) يذكر ابن الأثير: ان أبو بكر بن عمر استعمل ابن عمه يوسف بن تاشفين على سجلماسة ورجع الى الصحراء، فأحسن يوسف السيرة في الرعية ولم يأخذ منهم سوى الزكاة، وبعد سنه عاد أبو بكر الى سجلماسة، وأقام فيها سنة والخطبة والأمر والنهي له، ثم استخلف عليها ابن أخيه أبا بكر بن إبراهيم بن عمر، وجهز مع يوسف جيشاً من المرابطين الى السوس ففتح على يديه. الكامل في التاريخ، ج8، ص329 ؛ ينظر: أبو الفداء، المنتصر في أخبار البشر، ج1، ص531 ؛ ابن الوردي، تاريخ ابن الوردي، ج1، ص345 ؛ اليافعي، مرآة الجنان، ج3، ص165 0
(77) ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص128 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص13؛ وذهب بعض المؤرخون إلى انه تم غزو سجلماسة مرتين. للمزيد ينظر: البكري، ص167 ؛ ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص13- 14.
(78) محمود، قيام دولة المرابطين، ص195 ؛ شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص61 . تبلبلا: وتسمى تابلبات وهي ارض صالحة للزراعة والرعي، كثيرة الخصب بينها وبين درعة عشر مراحل. للمزيد ينظر: أبو عبد الله محمد بن احمد ابن مليح ، انس الساري والسارب من أقطار المغارب، تحقيق: محمد الفاسي، وزارة الدولة، ( فاس ـ1388هـ /1968م)، ص28 و142 ؛ الشاهري، الأوضاع الاقتصادية في المغرب على عهد المرينيين، ص149.
(79) محمود، قيام دولة المرابطين، ص195.
(80) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص14؛ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص128 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص13.
(81) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص14 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص23.
(82) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص128 ؛ ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، ج4، ص303 ؛ الناصري، الاستقصا،ج2، ص14.
(83) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص13 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص128 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص184 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص14 0
(84) ماسة: إنها مدينة في المغرب، يسقيها نهر عظيم يصب في البحر المحيط يسمى وادي ماسة، وجريه من القبلة إلى البحر كجري نيل مصر، ويسقي مدن كثيرة وبلاد واسعة، وعليه القرى المتصلة والعمائر الكثيرة والبساتين بأنواع الفواكه والثمار وقصب السكر. مؤلف مجهول، الاستبصار، ص211.
(85) تارودانت: مدينة في المغرب على نهر ماسة، وفيها معاصر السكر كثيرة، وهذا البلد أخصب بلاد المغرب وأكثرها فواكه وخيرات. مؤلف مجهول، الاستبصار، ص211- 212.
(86) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص129، إلا انه يذكر اسم برودانة بدلاً من اسم تارودانت ؛ ابن خلدون، العبر، ج6 ، ص184 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص14.
(87) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص129 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص14.
(88) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص129 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص14.
(89) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص129 ؛ ابن أبي دينار، المؤنس، ص106 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص14.
(90) كانت قبائل المصامدة على خلاف مع الزناتيين، وتتحين الفرصة للقضاء عليهم، فوجدت في قبائل الملثمين الزاحفة من إقليم الواحات الحليف المنتظر، فلم يقاوموا المرابطين بل عاونوهم وأيدوهم، رغبة منهم بالانتقام من الزناتيين في فتح إقليم السوس الأقصى. ينظر: ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص15 ؛ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص128- 129 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص129.
(91) كدميوة: قبيلة تحتل منطقة قرب أزمير بجنوب مراكش، وما زالت إلى الآن مستقرة بنفس المنطقة التي تحتلها في عصر المرابطين والمرينيين. العربي، المغرب، ص170.
(92) رجاجة: قبيلة في المغرب، تستقر بجنوب نهر تانسفت، كان لها الفضل بالأسبقية للدخول في الإسلام والمناصرة له والمدافعة عنه وبالأخص عند ظهور برغواطة بتامسنا. العربي، المغرب، ص144.
(93) حاحة: بلد واسعة بين مراكش وسوس، يسكنها قبيلة من قبائل السوس من المصامدة. المرتضى، تاج العروس من جواهر القاموس، ج6، ص358 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص174.
(94) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص129 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص14.
(95) وادي تنسيفت: على ثلاثة أميال من مراكش، منبعه من بلد دمنات، يصب فيه وادي وريكة ووادي نفيس وأودية كثيرة، ومصبه في ساحل رباط جوز، ويدخله الشابل- احد أنواع السمك- الكثير الطيب. مؤلف مجهول، الاستبصار، ص209.
(96) ابن أبي، زرع الأنيس المطرب، ص129؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص184.
(97) محمود، قيام دولة المرابطين، ص196.
(98) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص129 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص14.
(99) الزهري، الجعرافية، ص117.
(100) الحشم: خدم الرجل ومن دون أهله من ولده وعياله، وأتباعه الذين يغضب لهم. الفراهيدي، العين، ج3، ص99 ؛ أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، الزاهر في معاني كلمات الناس، تحقيق: حاتم صالح الضامن، الطبعة الأولى، نشر: مؤسسة الرسالة، ( بيروت ـ1412هـ/1992)، ج1، ص 479.
(101) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص129 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص14 ؛ واختلف المؤرخون في دخول المرابطين مدينة اغمات فمنهم يذكر: بان المرابطين دخلوا مدينة اغمات سنة449هـ/1057م. مؤلف مجهول، مفاخر البربر، ص52 ؛ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص129 ؛ القلقشندى، صبح الأعشى، ج5، ص185 ؛ الحميري، الروض المعطار، ص46 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص15 ؛ أما القسم الآخر منهم فيذكر: بان المرابطين دخلوا مدينة اغمات سنة 450هـ/1058م . ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص15 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص23 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص184.
(102) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص129 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص184 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص15.
(103) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص15 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص23.
(104) محمود، قيام دولة، المرابطين، ص198.
(105) زينب النفزاوية: كانت زينب مشهورة بالجمال والرياسة، وبارعة الجمال والحسن وكانت مع ذلك حازمة لبيبة ذات عقل رصين ورأي متين ومعرفة بإدارة الأمور حتى كان يقال لها الساحرة، وكانت قبل لقوط عند يوسف بن علي بن عبد الرحمن بن واطاس، الذي كان شيخاً على وريكة وهزرجة، بزمن هيلانة، في دولة أمغارن في بلاد المصامدة، وكانوا هم الشيوخ، وتغلب بنو يفرن على وريكة وملكوا اغمات، فتزوج لقوط زينب هذه. ابن خلدون، العبر، ج6، ص184؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص15 و20 ؛ الزركلي، الأعلام، ج3، ص65.
(106) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص129 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص15.
(107) ثم رحل الى المشرق وقرأ على عبد الله المعتزلي القدري، واشتغل يالسحر، وجمع منه فنون كثيرة، وقدم المغرب، فنزل بلاد تامسنا، فوجد بها قبائل من البربر، تسودهم الجهالة، فاظهر لهم الإسلام، والورع، والزهد، وغلبهم بسحره ولسانه، واخذ عقولهم، فصدقوه، وأقروا بفضله، واعترفوا بولايته، فقدموه على أنفسهم، فأدعى النبوة، وشرع لهم الشرائع التي أتبعوها. للمزيد عن نشأة الدولة البرغواطية وتعاليمهم وشرائعهم ينظر: البكري، المغرب، ص138- 140 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص130- 131؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص15 وما بعدها.
(108) الناصري، الاستقصا، ج2، ص15.
(109) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص132 ؛ ويذكر الناصري: ان أمير برغواطة في حينها هو أبو حفص عبد الله من ذرية ابي منصور عيسى بن أبي الأنصار عبد الله بن أبي غفير محمد بن معاذ بن اليسع بن صالح بن طريف. الاستقصا، ج2، ص18.
(110) قبيلة زعير: وهي قبيلة من عرب السوس بالمغرب الأقصى. الناصري، الاستقصا، ج6، ص27.
(111) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص16؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص132 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص19 ؛ الزركلي، الأعلام، ج2، ص68 . وكان عبد الله بن ياسين شديد الورع في المطعم والمشرب، يتصيد ويعيش من لحوم الصيد، ولم يأكل من لحوم صنهاجة ولا من ألبانها مدة إقامته فيهم، ومن حسن سياسته انه أقام في صنهاجة السنة والجماعة، والتزم المذهب المالكي، ومما يذكر في فضله وصلاحه وبركاته، انه غزا السودان في جيش المرابطين فنفذ الماء واشرفوا على الهلاك، فتوجه عبد الله الى الله ودعا وأمنوا على دعائه ثم قال احفروا تحت مصلاي هذا، فحفروا فوجدوا الماء على مقدار شبر من الأرض واستقوا. ينظر: ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص132- 133 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص19.
(112) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص132.
(113) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص132؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص18- 19.
(114) ويذكر ابن خلدون: ان المرابطين اختاروا خلفاً لابن ياسين، سليمان بن عدو ليرجعوا إليه في قضايا دينهم، واستمر أبو بكر بن عمر اللمتوني في إمارة قومه على جهادهم، واستشهد سليمان بن عدو في عام 451هـ/1059م، مجاهداً. العبر، ج6، ص185.
(115) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص133 ؛ ابن ابي دينار، المؤنس، ص107.
(116) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص17 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص133 ؛ ابن ابي دينار، المؤنس، ص107.
(117) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص133 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص19-20.
(118) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص133- 134 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص185 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص20.
(119) ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج7، ص112 ؛ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص134 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص23 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص20.
(120) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص134 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص185 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص22-23 . هو: أمير المسلمين، أبو يعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن ترقوت بن ورتانطق بن منصور بن مصاله بن اميه بن واتملي بن تليت الحميري الصنهاجي من ولد عبد شمس بن وائل بن حمير، ولد سنة400هـ/1009م، في بلاد الصحراء، وتوفى سنة500هـ/1106م، في مراكش، وكان رجلا متواضعاً، كثير الحياء، جامعاً لخصال الفضل، ديناً، خيراً، حازما، داهية، كثير العفو، ويحب الصفح عمن اساء، وكان زعيماً نشيطاً قادراً ذكياً عميق الإيمان، ولم يتأثر طوال حياته بأية نزعة من ترف القصور ولا عيشها الناعم. للمزيد ينظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص330؛ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص136؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص24؛ الزركلي، الأعلام، ج8، ص222.
(121) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص134، إلا انه أشار إلى تقسيم الجيش مناصفة ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص22 ؛ ويذكر القلقشندى: ان ارتحال أبو بكر الى الصحراء، كان سنة 452هـ/ 1060م. صبح الأعشى، ج5، ص184 ؛ بينما يذكر ابن عذراي: ان عودته الى الصحراء سنة 463هـ/1070م. البيان المغرب، ج4، ص20 ؛ ينظر: مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص25.
(122) وادي ملوية: نهر بين تلمسان ورباط تازا يقع إلى وادي صاع فيجتمعان معا ويصبان في البحر الرومي بين جراوة ابن قيس ومليلة0 المراكشي، المعجب، ص262؛ الإدريسي، نزهة المشتاق، ج1، ص247 0
(123) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص138 ؛ ابن الخطيب، أعمال الأعلام، ج2، ص388 ؛ للمزيد عن مسيرة هذه الجيوش، ينظر: محمود، قيام دولة المرابطين، ص223.
(124) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص330 ؛ ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، 21- 22 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص138.
(125) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص135.
(126) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص24 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص25.
(127) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص135 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص185.
(128) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص21- 22 ؛ ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص135.
(129) الوصية التي أوصى بها أبو بكر بن عمر، يوسف بن تاشفين، قائلاً: يا يوسف إني قد وليتك هذا الأمر، واني مسؤول عنه، فاتق الله في المسلمين، واعتقني واعتق نفسك من النار، ولا تضيع من أمور رعيتك شيئاً فإنك مسؤول عنهم، والله تعالى يصلحك ويمدك ويوفقك للعمل الصالح والعدل في رعيتك، وهو خليفتي عليك وعليهم. ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص135؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص22.
(130) الهدية التي قدمها الأمير يوسف الى ابي بكر بن عمر اللمتوني هي: خمسة وعشرون ألف دينار ذهب، وسبعون فرسا منها خمسة وعشرون مجهزة بفاخر الجهازات وسبعون سيفا محلاة، وعشرون من الاشابر المذهبة، ومائة وخمسون من البغال الذكور والإناث، وخدوراً كثيرة بنفيس الأمتعة والكسى الفاخر، وعشرين جارية أبكارا وجملة من الخدم، ومائتين من البقر وخمسمائة رأس من الغنم وألف ربع من دقيق الدرمق واثني عشر ألف خبزه وسبع مائة مد من الشعير، وأضافه إلى ذلك مسك وعنبر. ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص26 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص27-28.
(131) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص135-136؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص27 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص185 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص22.
(132) ابن خلدون، العبر، ج6، ص186 ؛ نصر الله، دولة المرابطين، ص44.
(133) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص23 ؛ مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص25.
(134) القبائل هي: زواغة ولماية ولواتة وصدينة وسدراتة ومغيلة وبهلولة ومديونة وغيرهم. ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص139 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص27.
(135) مدينة صدينة: كانت ـ على ما يبدوـ واقعة إلى الشمال من فاس قرب مجرى نهر سبو حيث مساكن قبيلة شراكة الحالية، ولا يزال بطن من بطون هذه القبيلة يسمى صدينة إلى الآن. ينظر: ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص139، هامش 81.
(136) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص139 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص27.
(137) العبر، ج6، ص185.
(138) وهم بطن من زناته، وكان أبو توالي صاحب تلك القلعة ووليها هو من بعده . ابن خلدون، العبر، ج6، ص184.
(139) ابن خلدون، العبر، ج6، ص184.
(140) شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص87- 88 ؛ نصر الله، دولة المرابطين، ص45.
(141) صفروي: وهي حصن على مرحلة في جنوب فاس، وكذلك منها إلى قلعة مهدي مرحلتان وصفروي مدينة قديمة عليها سور، غير متحضرة بها أسواق قليلة وأكثر أهلها فلاحون وزروعهم كثيرة ولهم جمل مواش وأنعام ومياههم عذبة غدقة. الإدريسي؛ نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ج1، ص243 ؛ مؤلف مجهول، الاستبصار، ص193.
(142) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص139 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص184 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص 27-28 ؛ بينما يذكر ابن عذارى وصاحب الحلل الموشية: ان تاريخ فتح المرابطين لمدينة فاس هو سنة467هـ/1077م. البيان المغرب، ج4، ص28 ؛ مؤلف مجهول، ص28.
(143) نصر الله، دولة المرابطين، ص45 ؛ السامرائي وآخرون، تاريخ المغرب العربي، ص253.
(144) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص139-140 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص28.
(145) الناصري، الاستقصا، ج2، ص28.
(146) عوسجة: مدينة في بلاد المغرب ـ ويبدو انها ـ بين مكناسة وقلعة فازاز . ينظر: ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص140 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص28 ؛ بينما يذكر: الحموي، ان العوسج: شجر كثير الشوك وهو الذي يوضع على حيطان البساتين لمنع من يريد التسرق منه له ثمر أحمر، وبلاط عوسجة: حصن بالأندلس من أعمال شنتبري، معجم البلدان، ج1، ص477، ج4، ص168.
(147) ابن خلدون، العبر، ج6، ص186 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص28.
(148) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص140 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص28.
(149) ابن خلدون، العبر، ج6، ص186.
(150) وكان بنو أبي العافية ملوكا بتازا وتسول. القلقشندى، صبح الأعشى، ج5، ص177 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص186 ؛ الناصري، الاستقصا، ج1، ص238.
(151) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص140-141 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص186 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص28.
(152) وترك عليها جيشاً من المرابطين محاصراً لها، إلى ان دخلوها صلحاً سنة 465هـ/1072م، بعد حصار دام تسع سنوات. ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص141 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص186 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص29.
(153) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص141 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص186 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص29 0
(154) ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص141، إلا انه يذكر: بأنه تم في هذه السنة أيضا، فتح مدينة فاس الفتح الثاني.
(155) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص141 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص49.
(156) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص28.
(157) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص141، إلا انه يذكر بان هذا الفتح الثالث لمدينة فاس. للمزيد ينظر: شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص92.
(158) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص141 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص186 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص29.
(159) محمود، قيام دولة، المرابطين، ص205.
(160) ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص141 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص29-30.
(161) نصر الله، دولة المرابطين، ص48.
(162) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص142 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص186 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص30.
(163) شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص93 ؛ نصر الله، دولة المرابطين، ص48.
(164) ابن خلدون، العبر، ج6، ص186- 187 ؛ للمزيد عن توزيع العمال على المغرب ينظر: ابن ابي زرع، الأنيس المطرب، ص142 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص30.
(165) الناصري، الاستقصا، ج2، ص30 ؛ شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص93.
(166) كانت سبته وطنجة لبني حمود الادريسيين الذين بسطو نفوذهم على جنوبي الأندلس من سنة 407-446هـ/1016-1055م، واستنابوا عليها من وثقوا بهم من مواليهم الصقالبة وظل الأمر إلى أن استقل بهما الحاجب سكوت البرغواطي. الناصري، الاستقصا، ج2، ص30.
(167) الناصري، الاستقصا، ج2، ص31.
(168) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص142 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص31.
(169) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص142-143 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص31.
(170) أجرسيف: مدينة في أحواز تلمسان من أرض المغرب كبيرة لها بساتين كثيرة وهي على نهر ملوية وهو نهر كبير من الأنهار المشهورة. الحميري، الروض المعطار، ص12.
(171) مليلة: مدينة بالمغرب قريبة من سبتة على ساحل البحر، وهي مدينة قديمة، من أرض طنجة، وقريبة من نهر ملوية بالمغرب، وهي مدينة مسورة بسور حجارة، وداخلها قصبة مانعة، وفيها مسجد جامع وحمام وأسواق. الحموي، معجم البلدان، ج5، ص197 ؛ الحميري، الروض المعطار، ص545.
(172) نكور: مدينة بالمغرب بقرب مدينة مليلة، وهي مدينة كبيرة بينها وبين البحر نحو عشرة أميال، وهي بين رواب وجبال منها جبل يقابل المدينة يعرف بالمصلى، ولها أربعة أبواب، في القبلة باب سليمان، وبين القبلة والجوف باب بني ورياغل، وفي المغرب باب المصلى، وفي الجوف باب اليهود، وسورها من اللبن، وبها نهران أحدهما يسمى نكور، وبه سميت، يخرج من جبل هناك ومن هذا الجبل ينبعث النهر المعروف بورغة وهو نهر كبير مشهور من أنهار المغرب، ومدينة نكور كثيرة البساتين طيبة الفواكه لا سيما الكمثرى والرمان فليس يوجد مثلهما في بلد، وهي قديمة أزلية افتتحها سعيد بن إدريس بن صالح الحميري أو بناها وهو المعروف بالعبد الصالح، وذلك في أيام الوليد بن عبد الملك بن مروان. الحميري، الروض المعطار، ص576- 577.
(173) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص143 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص187 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص32.
(174) ابن عباد هو: المعتمد على الله أبو القاسم محمد بن المعتضد بالله أبي عمرو عباد بن الظافر المؤيد بالله أبي القاسم محمد قاضي اشبيلية بن أبي الوليد إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم اللخمي من ولد النعمان ابن المنذر اللخمي آخر ملوك الحيرة، وكان بدء أمرهم في بلاد الأندلس، وهو أندى ملوك الأندلس راحة وأرحبهم ساحة وأعظمهم ثمادا وأرفعهم عمادا ولذلك كانت حضرته ملقى الرحال وموسم الشعراء وقبلة الآمال ومألف الفضلاء حتى إنه لم يجتمع بباب أحد من ملوك عصره من أعيان الشعراء وأفاضل الأدباء ما كان يجتمع ببابه. ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج5، ص21- 24.
(175) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص144 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص187 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص34.
(176) الأذفونش فرذلند: ملك الإفرنج بالأندلس كان قد قوي أمره في ذلك الوقت، وأرسل الى المعتمد ابن عباد يتهدده ويقول له تنزل عن الحصون التي بيدك ويكون لك السهل فضرب المعتمد الرسول وقتل من كان معه فبلغ الخبر للأذفونش وهو متوجه لحصار قرطبة فرجع إلى طليطلة لأخذ آلات الحصار، فلما سمع مشايخ الإسلام وفقهاؤها بذلك، اجتمعوا وجاءوا إلى القاضي عبيد الله بن محمد بن أدهم وفاوضوه فيما نزل بالمسلمين وتشاوروا فيما يفعلونه، واجتمع رأيهم على أن يكتبوا إلى يوسف بن تاشفين ملك الملثمين صاحب مراكش يستنجدونه، فاجتمع القاضي بالمعتمد وأخبره بما جرى فوافقهم وقال له تمضي إليه بنفسك، وخرج القاضي ومعه جماعة حاملين كتابا إلى يوسف بن تاشفين لإعلامه بحال المسلمين، فأمر يوسف بن تاشفين بعبور عسكره إلى الجزيرة الخضراء وهي مدينة في بر الأندلس وأقام بسبتة وهي في بر مراكش مقابلة الجزيرة الخضراء وسير إلى مراكش يستدعي من تخلف بها من جيشه فلما تكاملوا عنده أمرهم بالعبور وعبر آخرهم وهو في عشرة آلاف مقاتل واجتمع بالمعتمد وقد جمع أيضا عساكره وتسامع المسلمون بذلك فخرجوا من كل البلاد طلبا للجهاد وبلغ الأذفونش الخبر وهو بطليطلة فخرج في أربعين ألف فارس غير ما انضم إليه وكتب الأذفونش إلى الأمير يوسف كتابا يتهدده وأطال الكتاب فكتب يوسف الجواب في ظهره الذي يكون ستراه ورده إليه، فلما وقف عليه ارتاع لذلك وقال هذا رجل عازم، ثم سار الجيشان والتقيا في مكان يقال له الزلاقة من بلد بطليوس وتصافا وانتصر المسلمون وهرب الأذفونش بعد استئصال عساكره ولم يسلم معه سوى نفر يسير وذلك يوم الجمعة في العشر الأول من شهر رمضان سنة 479هـ/1087م. ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج5، ص27- 28- 29.
(177) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص144 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص187 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص33.
(178) محمود، قيام دولة المرابطين، ص205.
(179) ابن خلدون، العبر، ج6، ص187 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص31- 33.
(180) ابن خلدون، العبر، ج6، ص187 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص31.
(181) وجدة: بالدال المهملة، حصن من حصون خيبر. ووجدة: أيضاً بالمغرب، بينها وبين تلمسان ثلاث مراحل، وهي مدينة كبيرة مشهورة قديمة كثيرة البساتين والجنات والمزروعات والمياه والعيون، طيبة الهواء جيدة الغذاء، يمتاز أهلها من غيرهم بنضارة ألوانهم وتنعم أجسامهم، ومراعيها أنجع المراعي وأصلحها للسائمة، وعلى وجدة طريق المار والصادر من بلاد المشرق إلى بلاد المغرب وإلى سجلماسة وغيرها. الحميري، الروض المعطار، ص607- 608.
(182) ابن خلدون، العبر، ج6، ص187 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص32 . بينما يذكر القلقشندى: اسم محمد بن سمغريم ثم ولى تلمسان بعده تاشفين بن سمغريم. مآثر الانافة في معالم الخلافة، تحقيق: عبد الستار احمد فراج، الطبعة الثانية، مطبعة حكومة الكويت، ( الكويت ـ1406هـ/1985م)، ص350.
(183) تازا: من بلاد المغرب، وهي جبال عظيمة حصينة، وهي آخر بلاد المغرب الأوسط وأول بلاد المغرب في الطول، وفي العرض البلاد الساحلية مثل وهران ومليلة وغيرهما، وقد بني في جبالها مدينة الرباط . مؤلف مجهول، الاستبصار، ص186؛ الحميري، الروض المعطار ، ص128.
(184) نصر الله، دولة المرابطين، ص51.
(185) تاكرارت: وهو اسم المحلة بلسان البربر. مؤلف مجهول، الاستبصار، ص187 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص187 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص32.
(186) تنس: مدينة بقرب مليانة بينها وبين البحر ميلان، وبعضها على جبل وقد أحاط بها السور وبعضها في سهل الأرض وهي مدينة قديمة أزلية عليها سور حصين وحظيرة مانعة دائرة بها، وشرب أهلها من عين، ولها في جهة الشرق واد كثير الماء وشربهم منه في أيام الشتاء والربيع، وبها فواكه وخصب، ولها أقاليم وأعمال ومزارع وبها الحنطة ممكنة جدا وسائر الحبوب موجودة وتخرج منها إلى كل الآفاق في المراكب وبها من الفواكه كل طريفة ومن السفرجل الطيب المعنق ما يفوت الوصف في كبره ولكنها وبيه، من يدخلها لا يسلم من المرض. الإدريسي، نزهة المشتاق، ج1، ص251-252 ؛ مؤلف مجهول، الاستبصار، ص133 ؛ الحميري، الروض المعطار، ص138.
(187) وانشريش: جبل بين مليانة وتلمسان من نواحي المغرب. الحموي، معجم البلدان، ج 5، ص 355.
(188) شلف: نهر بالمغرب مشهور بقرب مليانة، وعليه مدينة قديمة أزلية فيها آثار أولية كانت تسمى شلف، وإليها ينسب هذا النهر وهي اليوم خراب. الحميري، الروض، ص 343.
(189) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص143 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص187 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص32.
(190) شعيرة، المرابطون تاريخهم السياسي، ص97 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص206 ؛ نصر الله، دولة المرابطين، ص52.
(191) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص143 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص187 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص32.
(192) محمود، قيام دولة المرابطين، ص206.
(193) دولة بني حماد: هي فرع من دولة آل زيري، استقل فيها حماد بن بلكين بن زيري بن مناد في الجزائر، وأقام إمارة بني حماد فيها، منفصلاً عن دولة بني مناد التي انقسمت الى قسمين: إمارة بني حماد في الجزائر، وإمارة آل زيري في تونس، وذلك في سنة 395هـ/1005م. للمزيد ينظر: أبوالفداء، المختصر، ج1، ص477 ؛ ابن الوردي، تاريخ ابن الوردي، ج1، ص303 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص172؛ ابن أبي دينار، المؤنس، ص80 ؛ عبد الحليم عويس، دولة بني حماد، الطبعة الأولى، دار الشروق، (بيروت ـ1400هـ/1980م)، ص109؛ السامرائي، علاقات المرابطين، ص301- 302.
(194) هو: حماد بن بلكين بن زيري بن مناد ابن منقوش بن صنهاج. عويس، دولة بني حماد، ص48.
(195) ابن خلدون، العبر، ج6، ص185 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص200.
(196) محمود، قيام دولة المرابطين، ص200 ؛ السامرائي، علاقات المرابطين، ص306.
(197) نصر الله، دولة المرابطين، ص157 ؛ موسى النشاط الاقتصادي في المغرب الإسلامي، ص39.
(198) بنو هلال: يرجع نسبهم الى قيس بن عيلان ومنهم جشم وزغبة ورياح وربيعة وعدي وغيرهم، نزحوا الى افريقية منذ القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، وكانت ديارهم في جبل غزوان عند الطائف، زحفوا الى العراق والشام وثم الى مصر والمغرب. للمزيد ينظر: ابن خلدون، العبر، ج6، ص16وما بعدها ؛ ألشاهري، قبائل هلال وجشم والمعقل في المغربين الأوسط والأقصى: الاستقرار والدور الاقتصادي والثقافي، (584-800 هـ/1153-1397م)، كتاب الوطن العربي النواة والامتدادات عبر التاريخ، نشر: مركز دراسات الوحدة العربية والمجمع العلمي العراقي، الطبعة الأولى، (بيروت ـ1423هـ/2003م)، ص159 وما بعدها.
(199) ومنها وصول خبر وفاة ابنه أبو بكر الذي استخلفه على سبتة، إضافة إلى التخفيف عن الرعايا تورعاً منه وتكرماً. ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص152؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص50؛ محمد سهيل طقوش، التاريخ الإسلامي (الوجيز)، ط1، دار النفائس، (بيروت ـ1423هـ/2002م)، ص258.
(200) محمود، قيام دولة المرابطين، ص286- 287 ؛ نصر الله، دولة المرابطين، ص157 ؛ السامرائي، علاقات المرابطين، ص306 ؛ طقوش، الوجيز، ص258.
(201) نصر الله، دولة المرابطين، ص158 ؛ الصلابي، التاريخ الإسلامي، ج2، ص259.
(202) ابن خلدون، العبر، ج6، ص176.
(203) محمود، قيام دولة المرابطين، ص425.
(204) ابن خاقان، قلائد العقيان، ص119؛ التازي، التاريخ الدبلوماسي للمغرب، ص159-160؛ عويس، دولة بني حماد، ص181-182؛ ينظر: النص الكامل لبعض فصول الكتاب، ملحق رقم (6)، ص134.
(205) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص455.
(206) ابن خلدون، العبر، ج6، ص189-190.
(207) ومنهم معز الدولة بن صمادح من المرية في الأندلس. ينظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج8، ص470-471 ؛ علي بن موسى ابن محمد بن عبد الملك ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، تحقيق: شوقي ضيف، الطبعة الثالثة، دار المعارف، ( القاهرة ـ1375هـ/1955م)، ج2، ص196 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص177.
(208) نصر الله، دولة المرابطين، ص158 ؛ الصلابي، التاريخ الإسلامي، ج2، ص259.
(209) للمزيد ينظر: مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص241- 242 ؛ ابن خلدون، العبر، ج6، ص191 ؛ الناصري، الاستقصا، ج2، ص70 ؛ عنان، عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية، ص241و248 ؛ عويس، دولة بني حماد، ص182- 183 ؛ السامرائي، علاقات المرابطين، ص312- 313.
(210) ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص149 ؛ عنان، دول الطوائف، ص315 ؛ التازي، التاريخ الدبلوماسي للمغرب، مج5، ص179 ومابعدها ؛ ينظر: نص الرسالة، ملحق رقم (7)، ص137.
(211) التازي، التاريخ الدبلوماسي للمغرب، مج5، ص185؛ السامرائي، علاقات المرابطين، ص316 ؛ الهرفي، دولة المرابطين، ص166.
(212) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج9،ص170 ؛ التازي، التاريخ الدبلوماسي للمغرب، ص185-186. وجزيرة صقلية: مثلثة الشكل فالجهة الشرقية منها من مدينة مسينى إلى جزيرة الأرنب مائتا ميل ومن جزيرة الأرنب إلى اطرابنش أربع مائة ميل وخمسون ميلا وهو الوجه الجنوبي والوجه الثالث من طرابنش إلى الحراش إلى الفارو مائتان وخمسون ميلا، وليس يدرى على قرار الأرض جزيرة في بحر بأكثر منها بلادا ولا أعمر منها قطرا. الإدريسي، نزهة المشتاق، ج2، ص622و626.
(213) ابن عذارى، البيان المغرب، ج4، ص67-68 ؛ ابن ابي دينار، المؤنس، ص92 ؛ السامرائي، علاقات المرابطين، ص318.
(214) جزيرة جربة: هي بالمغرب عامرة بقبائل من البربر، وطولها ستون ميلا من المغرب إلى المشرق وعرض الرأس الشرقي خمسة عشر ميلا ومن هذا الطرف إلى البر الكبير عشرون ميلا ويسمى هذا الطرف الضيق رأس كرين ويسمى الطرف الواسع انتيجان، ويتصل بهذه الجزيرة إلى جهة المشرق جزيرة زيزوا. الإدريسي، نزهة المشتاق، ج1، ص305- 306؛الحموي، معجم البلدان، ج2، ص118.
(215) ابن أبي دينار، المؤنس، ص93 ؛ السامرائي، علاقات المرابطين، ص319 ؛ الهرفي، دول المرابطين، ص167.
(216) الدولة الفاطمية: قامت في شمالي افريقية أولا ابتداءً من عام 297هـ/909م، بعد مبايعة عبيد الله المهدي الخليفة الأول لهذه الدولة في مدينة سجلماسة، ثم بويع بيعة عامة بالقيروان، وامتد نفوذ هذه الدولة إلى الجزائر، ودان لهم الشمال الافريقي كله وبنى عبيد الله المهدي مدينة المهدية، واتخذها عاصمة لدولته، واتخذ لنفسه لقب أمير المسلمين وخليفة المسلمين وإمام الملة، ثم انتقل المعز لدين الله (341- 365هـ /952- 975م)، إلى مصر لتبدأ هناك الدولة الفاطمية. ينظر: ابن خلدون، العبر، ج4، ص38 ومابعدها ؛ جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغري بردى الأتابكي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة نشر: وزارة الثقافة والإرشاد القومي،( مصر ـ د/ت)، ج3، ص166و168 ؛ السامرائي، علاقات المرابطين، ص343.
(217) مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص29 ؛ السامرائي، علاقات المرابطين، ص245 ؛ الهرفي، دولة المرابطين، ص176.
(218) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج9، ص97 ؛ محمود، قيام دولة المرابطين، ص332 ؛ نصر الله، دولة المرابطين، ص156.
(219) نصر الله، دولة المرابطين، ص156.
(220) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج9، ص97.
(221) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج9، ص97 ؛ السامرائي، علاقات المرابطين، ص345 ؛ الهرفي، دولة المرابطين، ص176.
(222) السامرائي، علاقات المرابطين، ص345.
(223) عصمت هانم عبد اللطيف، دور المرابطين في نشر الإسلام في غرب افريقية مع نشر وتحقيق رحلة ابي بكر العافري 430- 515هـ، رسالة ماجستير، معهد البحوث والدراسات الافريقية، جامعة القاهرة، 1997، ص198، حاشية رقم (2) ؛ نقلاً عن السامرائي، علاقات المرابطين، ص348.
بقلم
حامد زتو الشرابي