حين تبرق السّماء و ترعد
يشدّني الحدس إليك
فيتسلّل وجهك إلى زجاج نافذتي
فأراك... كما أنت
ممثّلة في تضاريس الأنوثة الجّافة
صوتك وهج النّافورة السّامة
عمرك...قاطرة مخثرلة في ثلّة نرسيس
أوه ... يا نرسيس
نرسيس... لا يعبأ بحقول الوعي
يبزغ مع الفجر و لا يزرع سوىبذور المرض في خلايا الطّبيعة.
نرسيس...
ينجرف تيّارا ساقطا...
يمتهن السّيول الخضراء...
و يحرق خلايا العقل.
ينظر إلى الدّماثة في محيا يتيم عنوانا للعيب في ات الدّنيا.
نرسيس...
يفكّ كلّ السّلاسل ليزيدها تعقيدا و حبكة...
يقبع في زاوية المرآة ليعدّ نقص السّنين المهترئة.
مغرورة مثل نرسيس.(هي)
أعرفها و تعرفني
تسلّلت غرف الأيّام زحفا..
سكنت دقائق السّكر...
ما سقيت إيمانا...
ما عرفت عقيدة...
ما حملت أزهارا...
ما تلقّت حنانا أو حنينا...
ما تحمّلت عبء العالم وعيا...
فقط تفنّنت في توريث فتور نرسيس إلى عيالها
تفنّنت في تصنّع الجمال المتجهبذ
فقط تفنّنت في إطلاق آخر صيحة للنّضج المتمرّس موتا,
و عجّلت بمصرع الحبّ في ديار الوعي.
ما انتشلت يوما ابتسامة عريـــــضة لوجه العالم.
فقط...
يشحب وجهها لوجه الخير...
تتماوّج سطور جملها في النّظر توجّسا
إلى كهوف الآخرين.
و تتهاوى من فرط التّحت...
تذبل..
تنح كأصوات المسامير غيظا.
مثلك و مثل نرسيس كثير سيّدتي.
ينجبهم رحم الأرض ثمار غضب على الموجود
ليقتلوا زمام الهيبة ...
و ليقلبوا الصّدر على مواطن الألم..