الشتائم..بين الاكتساب والسلوك
جهينة - خاص
ترجمة محمد كفينة
من العجيب أن كلّ من في هذا العالم يعرف الكلمات البذيئة وكيفية استخدامها دون أية دراسةٍ أو توجيهٍ صفّي. حتى الأطفال الصغار يعرفون أي الكلمات شريرة، على الرغم من أنّهم قد لا يعرفون دوماً معنى تلك الكلمات.
في الواقع، فإنّ الشتائم ليست بسيطة كما يبدو للعيان، إذ أنّها متناقضة، فقولها محرّمٌ في كافة الثقافات، لكن بدلاً من تفاديها كمثل التحريمات الأخرى فإن الناس عادةً ما يلجؤون إلى استخدامها لعدة أسباب، خاصّةً في حالات متعددة كالغضب والإحباط، فالشتم يخدم أغراضاً متعددة في التفاعلات الاجتماعية. ومن المدهش معرفة أن العقل يعالج الشتائم بطريقةٍ مغايرة عمّا يقوم به مع الكلمات الأُخرى.
في هذه المقالة، سنستكشف ما الذي يجعل الكلمات شتائم، ولماذا يستخدمها معظم الناس، وكيف يتعامل المجتمع مع هذا الأمر، كما سنلقي نظرة على جانب ملفت للنظر في هذا الأمر، ألا وهو الطريقة الذي تؤثر بها الشتائم على الدماغ.
أسباب الشتم
بصورةٍ عملية، فإنّ كل لغة، في كافة ثقافات العالم، تمتلك شتائمها الخاصة والفريدة من نوعها، إذ يمكن ملاحظة وجود المرادفات الحشوية المختلفة حتى ضمن اللهجات المختلفة في اللغة نفسها. ويجدر بنا أن نذكر أنّ اللغات الأولى احتوت على الشتائم أيضاً، لكن بما أنّ الكتابة ظهرت بعد الكلام بوقتٍ طويل الأمد، فليس هناك من سجلٍّ يخبرنا من أوّل من قال شتيمة أو ما هي هذه الكلمة. وبسبب التحريمات المحيطة بها، فإنّ تاريخ اللغة المكتوب يتضمن عدداً صغيراً من أصول الشتائم. وحتى يومنا هذا، فإنّ العديد من القواميس لا يحتوي على التجديفات، كما لم تظهر سوى بعض الدراسات القليلة التي تفحصت الشتم.
ويتفق معظم الباحثين في أنّ الشتم قد ظهر كنتيجة لصيغٍ مبكرة من سحر الكلمة. فالدراسات الحديثة عن الحضارات البدائية (غير المثقفة) تُظهر أنّ الشتائم أتت من الإيمان بأنّ الكلمات المحكية تمتلك القوة. كما يتضح من بعض الثقافات، خاصّةً تلك التي لم تطوّر لغاتٍ مكتوبة، بأنّ الكلمات المحكية يمكن أن تشتم أو تمتدح الناس، ناهيك عن قدرتها على التأثير على العالم، الأمر الذي يقودنا إلى فكرة أن بعض الكلمات قد تكون جيدة للغاية أو بالعكس تماماً.
وعلى الرغم من أنّ الشتائم المحكية في اللغات المختلفة متشابهة قد لا تبدو متشابهة، إلا أنه من الممكن تصنيفها ضمن فئة أو فئتين. ففي معظم الوقت قد تندرج ضمن الشتائم الإلحادية أو الغريزية (التي تتعلق بالجسد ووظائفه). كما ترتبط بعض الكلمات الحشوية بأسلاف الشخص أو في أبويّته. وفي الوقت الذي يصنف فيه بعض اللغويين المسبات العرقية والألقاب كشتائم، فإنّ البعض الآخر يضعها ضمن فئة مستقلة، وهذا ما يبيّن أن الشتائم متشابهة في الحضارات المختلفة، لكن الناس يعمدون إلى استخدام الشتائم ضمن أوقاتٍ وسياقات مختلفة.
ففي العالم الغربي الناطق باللغة الإنكليزية، يمارس الناس بمختلف أطيافهم ومستوياتهم الاجتماعية والعلمية الشتم. ففي أمريكا، يعمد 72 بالمئة من الرجال و58 بالمئة من النساء الشتم في العلن، الأمر الذي ينطبق على 74 بالمئة على فئة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والرابعة والثلاثين، ناهيك عن نسبة 48 بالمئة من الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم الخامسة والخمسين. ويذكر العديد من باحثي اللغة أنّ الرجال يشتمون أكثر من النساء، لكن الدراسات المجراة على استخدام النساء للّغة تبيّن أن شتم النساء أكثر دقة، الأمر الذي يدعونا إلى التساؤل عن سبب ممارسة هذا العدد الكبير من الناس لهذه الظاهرة.
لماذا يشتم الناس؟
يعدّ البكاء الطريقة المقبولة للتعبير عن المشاعر ولتخفيف الضغط والقلق في الطفولة المبكرة، لكن المجتمع الغربي يمنع الأطفال (خاصّةً الأولاد) من البكاء في العلن، الأمر الذي يجعل الناس بحاجة إلى إخراج شحناتهم العاطفية القوية بطريقةٍ مغايرةٍ، ومن هنا تظهر الحاجة إلى الشتم. فالكثير من الناس يعتقدون أن الشتم ردٌّ فطري على الأشياء المؤلمة والمحبطة والمزعجة (كأن تكون عالقاً في زحمة المواصلات في طريقك لإجراء مقابلة عمل)، بالإضافة إلى تلك التي لا يمكن توقعها (كضرب الرأس بباب الخزانة على سبيل المثال). ويرى العديد من الباحثين أن هذا الأمر يساعد في تخفيف الضغط عن الشخص ومساعدته في إخراج البخار من صدره، كما يعمل البكاء عند الأطفال الصغار.
وعلى خلفية الكلمات الغاضبة والمنزعجة المحكية أثناء الهياج اللحظي، فإنّ الشتائم تؤدي الكثير من الأعمال في التفاعلات الاجتماعية. ففي الماضي، فسّر الباحثون أنّ الرجال يستخدمون الشتائم كوسيلة لخلق هويّة ذكورية، في حين تمارس النساء هذا الأمر للظهور بصورة الرجل بطريقةٍ أكبر. في حين أنّ الدراسات الأكثر حداثة، تبيّن أن النساء يشتمن بشكلٍ جزئي لأنّهنّ يحاكين النساء اللاتي يحترمنهن، بالإضافة إلى أنه من الممكن استخدام الكلمات الحشوية المعينة للقيام بالأمور التالية:
تأسيس هويّة مجموعة.
تأسيس عضوية ضمن المجموعة والإبقاء على حدود هذه المجموعة.
التعبير عن التضامن مع الناس الآخرين.
التعبير عن الثقة والألفة (خاصّةً عندما تشتم النساء في حضور أُخريات).
إضفاء المرح وتأكيد قيمة الصداقة.
محاولة إخفاء خوف الناس وشعورهم بفقدان الأمان.
كما يسبّ الناس أيضاً لأنّهم يشعرون أنّه من المتوقع القيام بذلك، أو لأنّ الشتم أصبح من الأمور الاعتيادية.
لكن على الرغم من كل هذه الأسباب التي تدعونا إلى القيام بهذا الأمر بالإضافة إلى كلّ الأدوار التي يؤديها الشتم، لا شكّ في أنه لا يزال غير مقبول من الناحية الاجتماعية والقانونية.
الردود الاجتماعية على الشتم
من المؤكّد أن كافّة اللغات تحتوي على الشتائم، لكنّ هذه الكلمات يُنظر إليها على أنّها حشو، كما لا بدّ من ذكر أنّ المواقف الاجتماعية منها تتغير مع الزمن. ففي العديد من اللغات، أصبحت العديد من الكلمات، التي اعتيد على أن تكون محرّمة، شائعة الاستعمال، في حين أخذت بعض الكلمات الأُخرى مكانها ضمن الأشياء القذرة والفاحشة. وعلى سبيل المثال، فإنّ الكلمات التي تعدُّ الأكثر فظاظة وعدوانية في الإنكليزية الأمريكية، تواجدت منذ مئات السنين، إذ تمّ تصنيفها ككلمات فاحشة (بذيئة أو ماجنة) في العقدين الأولين من القرن التاسع عشر. يضاف إلى ذلك أنّ كلمتي (قذر) و (تجديف) ظهرتا لوصف الكلمات البذيئة التي شاع استخدامها في القرن التاسع عشر.
إنّ معظم اللغات تحمل تدرّجاً في شتائمها، فبعض الشتائم توصف على أنها عدوانية باعتدال، في حين أنّ البعض الآخر قد يصل وصفه إلى درجة الشنيع تقريباً. وممّا يتضح للعيان، يبدو أنّ هذا التدرّج عادةّ ما يستند إلى موقف المجتمع تجاه الكلمة، بغضّ النظر عمّا تعنيه في الحقيقة. فبعض الكلمات التي توصف على أنّها شنيعة لا ينظر لها على أنّها شتائم على الإطلاق. ففي بعض الدول الناطقة باللغة الإنكليزية يتجنّب الكثير من الناس استخدام الشتائم العرقية خوفاً من الظهور كأشخاصٍ عنصريين، كما تميل النساء إلى تجنّب استخدام كلمات الحشو المتعلقة بالأعضاء التناسلية الأنثوية، انطلاقاً من أنها قد تحتوي على عنصر من عناصر الإثارة الجنسية.
وبصورةٍ عامة، يرى المجتمع الغربي الشتائم على أنّها أكثر ملاءمة للرجال من النساء. فالنساء اللواتي يشتمن يظهرن على أنهنّ ينتهكن تحريمات اجتماعية حضارية أكثر ممّا يبدو عليه الرجال. ويميل الناس إلى الحكم بقسوةٍ أكثر على النساء مما يكون عليه الحال مع الرجال عند استخدام الكلمات البذيئة، كما يستطيع المجتمع اتخاذ أحكامٍ أخلاقية حول النساء اللاتي يشتمن ويستخدمن الإنكليزية غير القاسية. وممّا يظهر للعيان، تعتقد النساء أنّ الشتائم أكثر قوّة وتعبيراً عن الذنب ممّا هو الحال عند الرجال.
الشتم والقانون
بما أنّ الثقافات تمتلك مواقف مختلفة تجاه الشتم والأشخاص الذين يمارسون هذه العملية، فإنّ القوانين التي تمّ سنّها للحكم على استخدام الكلمات البذيئة لا بد وأن تكون مختلفة. فدستور الولايات المتحدة الأمريكية، على سبيل المثال، ينص على حقّ الناس في حريّة الكلام ضمن التعديل الأول الذي تمّ تطبيقه على الدستور. وينطبق هذا التعديل بصفةٍ خاصّة على الكونغرس والحكومة الفيدرالية ومن ضمنها لجنة الاتصالات الفيدرالية، كما ينطبق على حكومات الولايات أيضاً.
لذا، ومن النظرة الأولى، يبدو أنّ الناس يعتقدون أنّه في مقدورهم استخدام الشتائم في أيّ وقت وفي أي مكان يريدونه، وذلك بسبب الحقوق التي منحها لهم هذا التعديل، الأمر الذي لا يعني أنّه صحيحٌ بأيّ حالٍ من الأحوال. فالقانون الدستوري الأمريكي دقيق، وهذا ما يظهره العدد الكبير من المحاكمات التي تباينت أحكامها فيما يتعلق بالشتائم. فالكلام الفاحش يندرج بصفةٍ عامة ضمن فئة الكلام غير المحمي، كون أنّ الاستثناء الذي تمّ تشكيله ضمن التعديل الأول ينطبق على الكلام وليس على الكلام الفاحش. ويتضمن الحديث غير المحمي الأنواع التالية:
لغة تحريض الناس على ممارسة العنف أو النشاطات غير القانونية.
التشهير والقذف.
التهديدات.
الإعلانات المزورة.
ويعدّ استثناء الحديث غير المحمي أحد الأسباب التي جعلت في مقدور لجنة الاتصالات المركزية فرض قوانين اللياقة في عروض قنوات التلفزيون والراديو.
كما تضمنت المحاكمات، بالإضافة إلى الكلمات البذيئة، استخدام الشتم في سياق تحريض الناس على العنف والقذف والتهديدات. لكنّ المحاكم قضت بأنّ الحكومة لا تمتلك الحق في منع الكفر ضد دينٍ معيّن أو أن تحاكم شخصاً لمجرّد استخدام الكلمات الحشوية. في المقابل، أيدت المحاكم اتهامات الناس الذين استخدموا التجديف للتحريض على الاضطرابات ومضايقة الناس وتعكير صفو السلام.
يضاف إلى ذلك أنّ التعديل الدستوري الأوّل لا ينطبق على المنظمات الخاصّة بصورةٍ عامة، كما إنّ هذا التعديل له تأثيرٌ أقل بكثير على الأعمال والمدارس. فالمحاكم كثيراً ما تحكم بأنّ للمنظمات الحق في وضع معاييرها الخاصّة المتعلّقة بسلوكها ومحاكماتها للأمور بالإضافة إلى القدرة على فرضها، ناهيك عن أنّ العديد من حالات المضايقة الجنسية تضمنت شتماً وبعض المحاكم حكمت بأنّها تشكّل مضايقة وتخلق بيئة عدوانية.
وممّا يتضح للعيان، تعتقد المحاكم والأعمال التجارية والحكومات أنّ الشتم نوعٌ مختلف عن باقي أنواع الحديث.
الشتم والدماغ
من المؤكّد أنّ الدماغ عضوٌ معقدٌ للغاية، لكن لا بد من معرفة بعض الأشياء لمعرفة كيفية تعامله مع الشتائم بصورةٍ مغايرة لباقي أنواع الكلمات:
في معظم الأشخاص يكون القسم الأيسر من العقل مسؤولاً عن اللغة، في حين أنّ القسم الأيمن يخلق المحتوى العاطفي لها.
تعدّ عملية معالجة اللغة وظيفة عقلية تحدث في القسم العلوي من الدماغ الأمر الذي يفسره حدوث هذه العملية في قشرة الدماغ.
تعدّ العواطف والغرائز وظائف عقلية تحدث في القسم السفلي من الدماغ حيث تنشأ في منطقة عميقة منه.
وتقترح العديد من الدراسات أنّ العقل يعالج الشتم في المناطق السفلية من الدماغ برفقة العواطف والغرائز. ويطرح العلماء في نظرياتهم أنه بدلاً من معالجة الشتائم كمجموعة سلاسل فونيمية (الوحدات الصوتية التي يتوجّب دمجها لتشكيل الكلمة) فإنّ الدماغ يعمل على تخزين هذه الكلمات كوحدات كاملة، الأمر الذي يفسّر عدم احتياج العقل إلى مساعدة القسم الأيسر من الدماغ في معالجتها. ويتضمن الشتم بصورةٍ محددة ما يلي:
النظام الطرفي الذي يخّزن الذاكرة والمشاعر والسلوك الأساسي أيضاً. ومما يبدو، فإنّ النظام الطرفي يحكم عملية إصدار الأصوات في القرود والحيوانات الأُخرى، حيث بيّن بعض الباحثين أنّ بعضاً من الإصدارات الصوتية التي تنتجها القرود تكون شتائم.
العقد القاعدية التي تلعب دوراً كبيراً في السيطرة على الأهواء والوظائف الحركية.
لذا، بات من الواضح أن عملية الشتم تتشكّل كنشاطٍ حركي يحتوي على مكوّنٍ عاطفي.
لقد أظهرت دراسات التصوير الرنيني المغناطيسي الوظيفي (FMRI) أنّ الأقسام العلوية والسفلية من الدماغ يمكن أن تتصارع فيما بينها عندما يقوم الشخص بعملية الشتم. وتستشهد إحدى مقالات النيويورك تايمز بالعديد من الدراسات الأُخرى التي تتضمّن كيفية معالجة العقل السليم لعملية الشتم. فعلى سبيل المثال، فإنّ أدمغة الأشخاص الذين يشعرون بالفخر بأنّهم متعلمون تقوم بترديد العبارات العامة و(الأميّة) بنفس الطريقة التي تعالج بها عملية الرد على الشتائم. يضاف إلى ذلك، أنّه في الدراسات التي اعتمدت على تحديد الناس للون الكلمة المكتوبة (بدلاً من ذكر الكلمة نفسها) تبيّن أنّ الشتائم صرفت انتباه المشاركين في هذه الدراسات بحوالى أربع مرّات أكثر ممّا حدث مع الكلمات الأُخرى. كما يمكن أن تنتج عملية الشتم عن المرض أو بسبب تضرّر بعض أجزاء الدماغ.
الشتم والاختلال العقلي
تستطيع تشكيلة واسعة من الظروف العصبية والعاطفية التأثير على قدرة الشخص في التفوه بالشتائم بطريقةٍ مفرطة. فعلى سبيل المثال، فإنّ الأشخاص الذين يعانون من أشكال التلكّؤ في الكلام يفقدون القدرة على الحديث بسبب تضرّر أو مرض أجزاء الدماغ التي تتحكّم باللغة. ويحتفظ الكثير من المتلكّئين في الكلام بالقدرة على تقديم الكلام الآلي الذي عادةً ما يتألف من مقاطع حوارية اعتيادية.
وفي استطاعة الحديث الآلي تضمّن الشتائم. ففي بعض الحالات لا يستطيع المرضى تشكيل كلمات أو جمل، لكنّه في مقدورهم الشتم. كما باستطاعة القدرة على لفظ الكلمات العمل على التطور والتغير أثناء العلاج (أو التحسن)، في حين يبقى لفظ واستعمال الشتائم على حاله.
إنّ المرضى الذين يعانون من تجربة استخدام النصف الأيسر من الدماغ يعانون من هبوطٍ حاد ومثير في قدراتهم اللغوية، في حين أنّ الكثير من الأشخاص ما زال بإمكان النصف الأيسر من دماغهم معالجة الكلمات. وقد يعود السبب في ذلك إلى أنّ القسم الأيمن من الدماغ يستطيع معالجة الشتائم كوظيفة حركية أكثر من اعتبارها وظيفة لغوية.
إنّ مصطلح (كوبرولاليا) الطبي يدل على الشتم الخارج عن السيطرة وهو ظاهرة فريدة عن متلازمة جيل دو لا توريت (Gilles de la Tourette Syndrome). وعلى الرغم من تفاوت الإحصاءات فيما بينها، لكن من المؤكّد أنّ عدداً صغيراً نسبياً من الناس يعاني من هذا المرض. ومن الملاحظ إصابة الرجال به أكثر من النساء. ويبدأ هذا المرض بشكلٍ اعتيادي في عمرٍ يتراوح بين الرابعة والسابعة بعد بداية ظهور التشنجات اللاإرادية ويصل إلى القمة خلال فترة المراهقة، وقد أظهرت بعض الحالات المسجّلة طبياً لأشخاصٍ صمٍّ يعانون من (كوبرولاليا متلازمة جيل دو لا توريت) أنهم يستخدمون لغة الإشارة للشتم بشدّة. ومما يجدر ذكره أن الدراسات ربطت بين متلازمة (جيل دو لا توريت) والكوبرولاليا والعقد القاعدية الدماغية.
لقد بدأ الباحثون الطبيون بتنظير أنّ تعطّل العقد القاعدية يساهم (على الأقل) أو مسؤول عن المتلازمة والمرض. ويضاف إلى ذلك أنّ مرض الكوبرولاليا يمتلك موازنات مدهشة للشتم النموذجي اليومي، إذ أنّ كليهما يميل لأن يكون أكثر تكرّراً عند الذكور الصغار.
http://www.jouhina.com/magazine/print.php?id=910