طلاب الإسلاميين أكثر ضحاياه.. حقوقيو موريتانيا
ينتقدون عودة الأجهزة الأمنية لسياسة التعذيب
نواكشوط: سيد أحمد ولد باب


تعالت أصوات الحقوقيين في موريتانيا مطالبة بكبح جماح أجهزة الأمن الموريتانية عن ممارسة التعذيب، ودعت قوى سياسية وحقوقية الحكومة الموريتانية إلى احترام حقوق الإنسان والكف عن انتهاك حقوق الطلبة الإسلاميين المطالبين بافتتاح أقدم مؤسسات التعليم بموريتانيا. المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان أصدر عدة بيانات منددة بقمع الطلاب وتعذيبهم، وندد رئيسه أعمر ولد محمد ناجم بشدة بعمليات القمع الوحشية التي نفذتها الشرطة ضد الطلاب الإسلاميين. وقال ولد محمد ناجم في حديث خاص لمراسل «المجتمع» بموريتانيا: إن الصور المروعة التي تداولها الحقوقيون والطلاب تكشف مدى انهيار المنظومة الأخلاقية لدى الحكومة الحالية. انتهاك الأعراض وقال ولد محمد ناجم: إن أباطرة التعذيب عادوا للواجهة في ظل الحكم الراهن، مطالباً بهبة شعبية لصون الحريات، وحفظ كرامة الطلاب والطالبات الذين يواجهون خطر الموت جراء التعذيب. وأضاف ولد محمد ناجم: «في الوقت الذي أحدثك الآن هنالك عمليات تعذيب وحشية للطلبة داخل مفوضية تفرغ زينة، إنه انتهاك صريح لكل القوانين والمواثيق التي وقعتها موريتانيا. وفي لقاء مع مراسل «المجتمع» بموريتانيا قال النائب المعارض عبدالرحمن ولد ميني: إن تعذيب الشرطة للفتيات انهيار أخلاقي، وإن تلويحها بأعمال قذرة ضد المتظاهرات يكشف مستوى القيم التي تحكم بها موريتانيا الآن. وقال ولد ميني: إن الشعب مطالب بالتحرك للإطاحة بنظام دكتاتوري قمعي أثبت فشله في كل المستويات، وإن السكان صبروا على الجفاف والجوع والألم، والآن لم يبق للصامتين سوى القبول بانتهاك الأعراض واستمرار التعذيب!! كما انتقد النائب اليساري شيخنا ولد السخاوي تعذيب الطلاب، وطالب بفتح تحقيق فيه، وأعلن تضامنه مع الطلبة المتظاهرين من أجل المعهد. وقال ولد السخاوي: إن أي امتحان يجب أن يتم في ظروف طبيعية، وأن تبعد الأجهزة الأمنية عن المعهد والجامعة لضمان السكينة. دعوى قضائية من جهة ثانية قالت القيادية بالاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا شيماء بنت الناجي في حديث مع مراسل «المجتمع» بموريتانيا: إن الطالبات تقدمن بشكوى قضائية ضد مدير المعهد العالي أحمد ولد أباه ومساعده وعدد من عماله وعناصر الشرطة بتهمة الضلوع في عمليات تعذيب وقمع طالت ناشطات الاتحاد بالمعهد. وقالت بنت الناجي: إن الدعوى القضائية سلمت لوكيل الجمهورية بولاية نواكشوط، ووقعت من قبل سبع من طالبات المعهد تعرضن للضرب والسحل والشتم والتهديد. وقالت بنت الناجي: إن أسوأ مشهد يمكن تصوره ما تم داخل المعهد من قمع وتعذيب وسحل للطالبات، وتهديد وقح، وتلاعب بحقوق الطلبة والقوانين الموريتانية. ودعت أحمد ولد أباه وزير الشؤون الإسلامية إلى الرحيل، وقالت: إن التاريخ سيقول حكمه بشأن من ارتضوا لأنفسهم ممارسة دور الجلاد، وإن شتم النساء وتعذيبهن ليس دليل رجولة. اتفاقية مناهضة للتعذيب الحكومة الموريتانية من جهتها سارعت إلى النأي بنفسها عن تصرفات جهاز الشرطة، وأقرت يوم الخميس22/3/2012م مشروع قانون يسمح بالمصادقة على البروتوكول الاختياري المتعلق باتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، ومن شأن المشروع أن يسمح للحكومة بالمصادقة على الاتفاقية الموقعة من طرف الدولة الموريتانية بنيويورك يوم 27 سبتمبر 2011م، وتجرم الاتفاقية ممارسة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، سواء كانت جسدية أو معنوية. وقد أوفدت الأمم المتحدة من جهتها المقرر الخاص بمناهضة التعذيب إلى موريتانيا، وقالت مصادر دبلوماسية بنواكشوط: إن الموفد الأممي سيجري مشاورات مع القوى الحية لمعرفة مدى التزام الحكومة الموريتانية بما وافقت عليه خلال الاتفاقيات السابقة والبروتوكول الأخير.




[TD]http://magmj.com/index.jsp?inc=5&id=9353&pid=2435&version=136