انطلقت الرصاصة القاتلة إلى رأس جمال هاني أبو شمالة، فقد أراد الفتى أن يسابق الزمن، والتدرب على السلاح وحيداً في غرفته، فقضى نحبه ظهر اليوم.
قلت في كلمة التأبين:
كان جمال رجلاً، رغم حداثة سنة، فالرجولة ليست سنوات عمر، الرجولة مواقف، فالذي يحفظ القرآن، ويحفظ ستة ألاف حديث، ويحاول أن يمتشق السلاح مبكراً، هو رجل حتى ولو كان ستة عشر عاماً.
احتضنته أمه وحيدة لعدة دقائق، وهو ينزف على صدرها، وكأنها تقول للسحابة: غطى حبيبي، فإن ثيابي مبللة بدمه.
لقد وسدناه التراب بعد المغرب، قريباً من أبناء عمه الشهداء حازم فايز وهيثم توفيق، وعلاء جمال، ومحمد عقيل، ويحيى نايف، ومحمد رمضان، ومحمد إبراهيم أبو شمالة، وصبحيى عبد الحميد، وأنيس أبو شمالة، والآخرون، رحمهم الله جميعاً.