"علمني وطني.. أنه هو الرحم الذي ولدت منه، علمني أنه النبع الصافي لنبض القلوب.. وأنّه متأصلٌ فينا مهما ظننا أننا ابتعدنا عنه لأنه فعلاً..يعيش داخلنا.. تمرّ أيامٌ عصيبةٌ و محنةٌ قاسيةٌ علينا.. رأينا فيها الكثي رأينا ألوان الظلام كافة..و افتقدنا أنوار الصباح كافة.. ذقنا أنواع المرّ و الحزن و الأسى حتى ماتت ذكرى الطعم الحلو الذي عرفناه يوماً.. لكنّ كلّ هذه المحن..أعادت بشكلٍ عجيبٍ إحياء الخير فينا.. عدنا إلى اليقين بالله و التعلق به و بالأمل برحمته و غوثه.. عادت إلينا المحبة، عدنا إلى الأصول التي "تبرأنا" منها ذات يوم.. إلا أن الأمل بغدٍ أجمل و حالٍ أفضل يملؤنا و ينيرُ لنا فسحةً ننظر من خلالها إلى وطنٍ نعمره بأيدينا و نحضنه بقلوبنا و نربي فيه أبناءنا على كل القيم التي افتقدناها و تُقنا إلى إحيائها من جديد "اشتدي أزمة ً تنفرجي" "ما بعد الشّدّة إلّا الفرج" "إنَّ بعد العسر يسرا" "إن ما كبرت ما بتصغر" كلها كلماتٌ لتعيد شحننا بالأمل و التفاؤل و الرغبة في أن يكون القادم أفضل ممّا مضى..و أنّ وطننا الجريح سيتعافى و ستشفى كل الجروح فينا..مهما كثرت و مهما آلمت.. و ستندمل مهما بدا ذلك محالاً .. لأنّ الله أكرم من سُئل.. و لأن قلوبنا المؤمنة بالله على يقين بأن وعده مُحققٌ للصابرين.. و بأنه عند حسن ظنّ عباده الصالحين .."